يزداد نظام الملالي في إيران إلحاحاً على خيار الوصول إلى النقطة صفر
يهرول نظام الملالي في إيران برمّته نحو الهاوية كما يحدث لشريكيه الرئيسيين تركيا وقطر في الحلف الدولي الراعي للإرهاب، بعدما ضاقت دوائر العزلة الدولية الخارجية عليهم، واختنقوا بملامح واضحة لانقلاب الأوضاع الداخلية ضدهم، مع ما تسببوا به من مقاطعة وانهيار اقتصادي وتجاري أدّت مجتمعةً إلى تدهور معيشة شعوبهم وفقدانها مكتسباتها وثرواتها الوطنية من عهود ما قبل تحكم الطبقة الخمينية والأردوغانية.
يزداد نظام الملالي في إيران إلحاحاً على خيار الوصول إلى النقطة صفر، فهو من جهة يهدد الملاحة الدولية في مياه الخليج وبحر عمان، ويهدد الاستقرار والسلام الإقليميين بأدوات العبث المتمثلة في حرسه الثوري والحوثي وحزب الله اللبناني والحشد الشعبي، بينما يعتمد المواربة والمماطلة من جهة أخرى
وهنا نتساءل: "ألم يكن أجدى للقيادة الحاكمة في إيران أن تلتحق بالأسرة الإقليمية والدولية، كدولة صديقة متعاونة تحرص على الارتقاء بمؤشراتها التنموية واستدامة هذه المؤشرات بما يخدم مصالح الشعب الإيراني الذي أوصلته بسياساتها وتوجهاتها إلى شفير الهاوية؟"، ألم يكن أجدى لها أن تستفيد من طاقة تصدير ما يزيد على أربعة ملايين برميل نفط يومياً بمردود يبلغ 94 مليار دولار سنوياً بدلاً من استجداء أوروبا لأجل إعطائها ما لا يزيد على خمسة مليارات دولار، مقابل النفط وعدم التخلي عن التزاماتها النووية تجاه العالم؟
وفي إجابة واضحة عن هذا التساؤل، يزداد نظام الملالي في إيران إلحاحاً على خيار الوصول إلى النقطة صفر، فهو من جهة يهدد الملاحة الدولية في مياه الخليج وبحر عمان، ويهدد الاستقرار والسلام الإقليميين بأدوات العبث المتمثلة في حرسه الثوري والحوثي وحزب الله اللبناني والحشد الشعبي، بينما يعتمد المواربة والمماطلة من جهة أخرى، في مجال استجداء الدولارات الأوروبية تحت التهديد بالتخلي عن التزامه بالاتفاق النووي أو ما تبقى منه نظرياً.
إنّ هذا النظام يترنح نتيجة ضربات محكمة تأتيه من الخارج والداخل، ولا ترحمه انتصارات وهمية يروّج لها هنا وهناك، ورسائل فجة يرسلها على امتداد رقعة نفوذه الممتد من العراق إلى اليمن ولبنان، بل يحاول هذا النظام الواصل إلى النقطة صفر في كل الإنجازات، لا في تصدير النفط فحسب، أن يلتقط أنفاسه ولو بحفنة دولارات تبث في عروق أجهزته بعض حياة، فها هو الرئيس الإيراني روحاني يقول مكابراً، في إحدى الجلسات البرلمانية القريبة مؤخراً، إنه "لم يُتخذ قط أي قرار بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، وكانت هناك عروض كثيرة بإجراء محادثات، لكن ردنا سيكون دائماً الرفض"، لكنّه في الوقت نفسه يعبّر عن الدلع الإيراني والتمنّع في الوقت الذي يلهث فيه لتحقيق خرق في سلسلة الضغوط الأمريكية الصارمة الخانقة، حيث يكرّر ضمناً قبول بلاده بمفاوضات مشروطة، قائلاً: "إذا رفعت أمريكا كل العقوبات، يمكننا كما حدث من قبل أن ننضم إلى محادثات متعددة الأطراف بين طهران وأطراف اتفاق 2015".
إنه خيار النقطة صفر في حسابات الأنظمة الديكتاتورية التوتاليتارية، وهي تسير حتماً إلى هاويتها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة