پاوه.. صاروخ إيراني قادر على ضرب السفن الأمريكية على بعد 2000 كيلومتر
على أنغام المفاوضات النووية المتعثرة، أعلنت إيران، الجمعة، أنها طورت صاروخ "كروز" يبلغ مداه 1650 كيلومترا، في خطوة من المرجح أن تثير المخاوف الغربية.
وزعم قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زاده، مساء الجمعة، أن استهداف السفن الأمريكية على بعد ألفي كيلومتر أصبح تحت مرمى الصواريخ الإيرانية.
وفي مقابلة مع التلفزيون الإيراني، قال العميد حاجي زاده: "لن نصنع غير الصواريخ الموجهة الدقيقة (..) أحدث صواريخنا من طراز كروز على مدى 1650 كم، وهذا الصاروخ يحمل اسم پاوه، تخليداً لذكر شهداء كردستان غرب إيران".
2000 كيلومتر
وأضاف: "الأسطول البحري الأمريكي بأكمله في مرمى الصواريخ الإيرانية"، مشيرًا إلى أن "كل السفن الأمريكية على مسافة 2000 كلم في المحيط الهندي والبحر الأحمر والمتوسط في مرمى صواريخ إيران (..) حددنا سقف ألفي كيلومتر لصواريخنا احتراماً للأوروبيين ونتمنى أن يُحافظوا على احترامهم".
وتابع حاجي زاده: "للأمريكيين منشآت متفوقة، والتي يمكننا قصفها متى شئنا، ونحن قادرون على ضرب السفن الأمريكية حتى 2000 كيلومتر"، على حد قوله.
كما كشف القائد بالحرس الثوري إن إيران تبحث عن الوقت المناسب للكشف عن صاروخ الهايبرسونيك "الفرط صوتي"، الذي يعمل بمدى 300 إلى 500 كم خارج الغلاف الجوي، ويتحرك باتجاهات مختلفة وسرعته فائقة.
وعن ذلك، يقول العسكري الإيراني: بصاروخنا الجديد الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، لم يعد للأمريكيين أي تفوق (..) صاروخنا الأسرع من الصوت قادر على المناورة خارج الغلاف الجوي ولا يضيء إلا على بعد 300 كيلومتر من الهدف. ويبدو أنه لن يتمكن أبدًا من إنتاج نظام مضاد للصواريخ".
صاروخ فرط صوتي
وقال قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني: إن سرعة هذا الصاروخ تزيد عن 12-13 ماخ.
وفي جزء آخر من المقابلة، قال حاجي زاده: إن وزن صواريخنا بعيدة المدى انخفض بمقدار الربع، وزادت كفاءتها، فيما زادت كفاءة الرؤوس الحربية عشرة أضعاف، وانخفض زمن التحضير بمقدار السدس مقارنة بالماضي، وانخفض سعرها وتكلفتها كثيرًا".
تأتي هذه التصريحات لقائد الحرس الثوري في وقت تتعرض فيه إيران لموجة عقوبات غربية قاسية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، واتهامها بإرسال أسلحة ومعدات عسكرية إلى روسيا في ظل الحرب ضد أوكرانيا، بينها الطائرات المسيرة.
ولم يوضح العميد حاجي زاده فيما إذا كانت طهران ستزود موسكو بهذه النسخة الجديدة من الصواريخ الإيرانية، كما فعلت في تزويدها بطائرات مسيرة من طراز شاهد 136.
وتقول إيران إنها تمتلك ثلاثة أنواع من الصواريخ بمدى يصل إلى ألفي كيلو متر، وهي صواريخ باليستية منها "سجيل وخرمشهر وقدر".
تهديد للاستقرار
ذلك البرنامج الصاروخي تصفه القوى الغربية بأنه يمثل تهديدًا للاستقرار الإقليمي ويرون أنه مكمل لبرنامجها النووي، فيما تزعم طهران دائمًا أن توسيع برامج الصواريخ يهدف فقط إلى زيادة القدرة الدفاعية للبلاد وردع الهجمات الأجنبية.
وفي 2 من فبراير/شباط 2019، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية عن صاروخ بعيد المدى وقالت إنها ستسلمه إلى سلاح الفضاء التابع للحرس الثوري.
ويُطلق على الصاروخ الإيراني الذي تم الكشف عنه حديثًا اسم كروز "هويزه"، والذي كان مدى طيرانه يزيد عن 1350 كم، فيما تختلف تكنولوجيا صواريخ كروز التي تقول إيران إنها كشفت عنها في ذلك العام عن الصواريخ الباليستية.
ويواجه برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية انتقادات وقلقًا من الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أوروبية مثل فرنسا.
وتقول إيران إن المدى الحالي لصواريخها يبلغ 2000 كيلومتر، وعلى الرغم من أن لديها القدرة على زيادة مدى صواريخها إلى أكثر من هذا المقدار، إلا أنها غير مستعدة حاليًا للقيام بذلك.
سر الاحتفاظ بـ2000 كيلو متر مدى للصواريخ؟
ويقول كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين إن مدى صواريخ البلاد، التي تم الاحتفاظ بها على مسافة 2000 كيلومتر، هو قرار آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى والقائد العام للقوات المسلحة وفق الدستور الإيراني.
ولا تزال المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية متوقفة منذ عام تقريباً بسبب تقديم طهران مطالبة جديدة للولايات المتحدة منها رفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية لدى واشنطن.