إيران.. خطر متصاعد على الأمن الإلكتروني في العالم
الخبير الأمريكي ستيف كينج يحذر من تطور إيران بمجال الحرب الإلكترونية، واستخدامها للاتفاق النووي كعباءة لتلك النشاطات.
حذر الخبير الإلكتروني الأمريكي ستيف كينج من أن إيران تجري حملة هجوم إلكتروني متطورة باستخدام برمجيات خبيثة يصنعها إيرانيون لاستغلالها عن عمد في إصابة واختراق أنظمة تحكم صناعية حساسة وشركات بنية تحتية بالغة الأهمية حول العالم، منتقدا عدم وجود رد مناسب من الغرب، وتوفير الاتفاق النووي الإيراني غطاء لهذه النشاطات.
وقال كينج، في مقال على موقع "بولي زيت" الأمريكي الإخباري، الأربعاء، إن النشاط الإيراني في مجال الحرب الإلكترونية على مدار العامين الماضيين لم يكن إلا تدريبا لهم، فأغلب ممارساتهم الهجومية على الإنترنت كانت لصقل قدراتهم في المجال.
واسترجع كينج -رئيس العمليات ومدير القسم التقني في شركة نت سويتش لإدارة التكنولوجيا- هجوم القراصنة الإيرانيين على شركة أرامكو السعودية للنفط في 2012، مشيرا إلى أن قوة الهجوم كانت ينبغي أن تكون نداء يقظة للعالم، خاصة أنه بعد 5 سنوات فإنه من المؤكد أن قدرات إيران الإلكترونية باتت أكثر دقة وأصعب لتتبعها.
وعلى الرغم من أن كينج أشار إلى عدم قدرته على رؤية التغييرات في الدفاع الأمريكي الإلكتروني والسياسة الخارجية أمام التهديد الإيراني في هذا المجال، إلا أنه أشاد بالزيارة التاريخية للرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، في أول جولة خارجية له، مؤكدا أنها مشجعة لدرجة كبيرة في هذا الصدد.
ونوه كينج بأن هناك العديد من الخطوات الخاطئة التي اتخذتها الولايات المتحدة ينبغي عليها تصحيحها لمعالجة هذا الخطر والحيلولة دون تفاقمه.
ولفت الخبير الأمريكي إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي أجراه الرئيس السابق باراك أوباما، أدى إلى صبّ المزيد من الوقود في آلة الحرب الإلكترونية الإيرانية، فحسب تقرير للبنتاجون في 2016، طورت إيران عملياتها بالأمن الإلكتروني ليصبح أحد أعمدة الأمن القومي لديها، حيث تختبر حدود العقوبات الدولية ضدها وبنود الاتفاق النووي لمعرفة ما إذا كانت تنطبق على أنشطتها في المجال الإلكتروني، وكل ذلك بدون رد فعل مناسب من الغرب.
وأشار كينج إلى برنامج إيراني خبيث يدعى "شمعون" استهدف في سلسلة من الهجمات الإلكترونية قطاع البتروكيماويات بالسعودية خلال الشهور القليلة الماضية، وهو استهداف واضح لحليف بالغ الأهمية للولايات المتحدة، يؤكد أن العالم ينبغي أن يعير انتباهه لقدراته الإلكترونية.
وقال كينج إن قدرات إيران الإلكترونية ليست بعد على قدر كفاءة الصين وكوريا الشمالية، ونتيجة لهذا استطاع خبراء أمن إلكترونيين إسرائيليين اختراق منصات هامة في إيران ليكتشفوا بعض البرمجيات المتقدمة وقائمة تحمل 2000 هدف، أغلبهم في الولايات المتحدة والسعودية، وتتضمن مسؤولين أمنيين ومتعاقدين مع الحكومة، وصحفيين، وسياسيين، وهو ما يشير إلى أن هدف إيران الرئيسي هو الخداع ونشر الاضطراب.
إلا أن الكشف الذي أحرزته شركة أمن إلكتروني أمريكية فيما يخص "عملية الساطور" التي تجريها منظمة قرصنة إلكترونية تدعمها طهران، تمكن من توثيق هجمات ضمت مئات من الشركات والمؤسسات الحساسة والأنظمة العسكرية ومحطات إنتاج الغاز والبترول وبيانات الخطوط والشركات الجوية.
لكن المثير في الأمر أن تلك الهجمات التي تم الكشف عنها لم تستهدف فقط المنافسين الحصريين لإيران مثل السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل، لكن دولا أخرى من أقرب حلفاء واشنطن مثل كوريا الجنوبية وكندا.
وأكد كينج أن تسمية العملية بـ"الساطور" يظهر أن هدف الإيرانيين ليس فقط التجسس أو جمع المعلومات الاستخباراتية، لكن استهداف المطارات وأنظمة إنتاج البترول والغاز من أجل إحداث أضرار ضخمة، وهو ما يعد ضررا متعمدا يجب أن يكون تحذيرا للعديد من دول العالم.
وبينما تبقى قدرات إيران الإلكترونية اليوم قليلة القيمة بالنسبة للولايات المتحدة والصين وروسيا، حذر كينج من أن طهران لديها القدرة على استهداف الأنظمة المالية والبنكية في إسرائيل، وكذلك البنية التحتية للطاقة وأنظمة اتصالات الجيش وقوات إنفاذ القانون هناك، وهو ما سيكون بذريعة تحقيق السلام في الشرق الأوسط تحت أعلام كاذبة مزروعة في فلسطين.
وحذر كينج أيضا من أنه بالنظر للهدف الرئيسي للسياسة الخارجية الإيرانية لتصبح قوة مهيمنة في الشرق الأوسط، فإنهم سيستخدمون قدراتهم الإلكترونية الحديثة لتهديد وتعطيل وتدمير مكونات أساسية في البنى التحتية وقطاع الأعمال والاتصالات والدفاع لدى منافسيها الإقليميين.
وأوضح كينج أن القدرة على التخفي وراء الهجمات الإلكترونية الواسعة ستخدم السياسة الإيرانية التي تظل قلقة بحذر من تعريض اتفاقهم النووي مع القوى الست الكبرى للخطر.
وأكد الخبير الأمريكي أن مجال الحرب الإلكترونية في الجيش الإيراني بات على قدر الأهمية التي حظى بها برنامج الصواريخ البالستية، محذرا من أن انتهاء تدريب الربيع الإيراني في المجال الإلكتروني ينذر بأنها ستستخدم قدراتها المطورة في الانتقام من منافسيها الإقليميين ودول الغرب.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز