إيران تتحايل لإنقاذ السياحة المتدهورة بالتغاضي عن "أختام التأشيرات"
إيران تقرر عدم وضع أختام تأشيرات الدخول داخل جوازات سفر السائحين، في محاولة يائسة لوقف حالة الكساد الحادة التي سيطرت على قطاع السياحة
قررت إيران بشكل رسمي عدم وضع أختام التأشيرات الإيرانية داخل جوازات سفر السائحين الأجانب لدى زيارتهم البلاد، لإنقاذ قطاع السياحة المنهار في محاولة يائسة للتحايل على العقوبات الأمريكية المفروضة على أغلب قطاعاتها المصرفية والنفطية.
وأوضح علي ربيعي، الناطق باسم الحكومة الإيرانية، أن القرار الجديد جرى الموافقة عليه من قبل رئيس البلاد حسن روحاني، وبدأ العمل به فعليا منذ أمس الأربعاء.
ولفت ربيعي إلى أن السلطات في بلاده ستتغاضى عن وضع أختام الدخول والخروج داخل جوازات سفر السياح الأجانب خلال رحلاتهم إلى إيران، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا).
وقال الناطق باسم حكومة طهران علانية إن قرار إلغاء وضع الأختام يهدف إلى جذب سائحين أجانب لزيارة بلاده، والتي يعاني اقتصادها المحلي موجة ركود غير مسبوقة تاريخيا منذ 40 عاما.
وتحظر الولايات المتحدة دخول مسافرين أجانب إلى أراضيها سبق لهم زيارة عدة دول بينها إيران، حيث يتعذر عليهم دخول أمريكا إلا بعد حصولهم على تأشيرة مسبقة من خلال النظام الإلكتروني لتصاريح السفر.
وفي حين اعتبر علي ربيعي أن هذه القرارات الأمريكية أثرت سلبا على معدل السياحة في بلاده بسبب مخاوف الزائرين الأجانب، شددت واشنطن في الآونة الأخيرة تدابيرها في هذا الصدد.
ويتوجب على المتقدم بطلب للحصول على تأشيرة أمريكية تضمين عناوين البريد الإلكتروني وبياناته عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال مدة 5 سنوات لإصدار التأشيرة، حسب النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وأظهرت أرقام صادرة حديثا عن منظمة السياحة الإيرانية حالة الكساد الحادة التي سيطرت على موسم سنوي كان من المفترض أن يُحدث انتعاشة اقتصادية لشركات ووكالات سفر محلية بالتزامن مع عطلة رأس السنة الفارسية التي امتدت لـ13 يوما بداية من 21 مارس/آذار الماضي.
وانخفض معدل الجولات السياحية سواء للأجانب أو الإيرانيين العاديين إلى أقل من 5%، وفقا لبيانات منظمة السياحة والتراث الثقافي في إيران.
وبفعل العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة ضد طهران أصبحت البطاقات المصرفية الدولية خارج الاستخدام في إيران، ويتوجب بالتالي على السياح جلب معهم ما يكفي من العملات الصعبة لإقامتهم التي قد تتحول إلى مخاوف جدية حال اعتقالهم من قبل السلطات المحلية تحت ذرائع مختلفة أبرزها التجسس لصالح وكالات استخبارات أجنبية.
ويعاني السياح في إيران بشدة حال حاجتهم إلى الحصول على الريال الإيراني، حيث يتدبرون أمورهم من السوق السوداء كما يفعل الإيرانيون حين يكونون بحاجة لعملات صعبة قبل السفر خارج البلاد.
ويعتبر قطاع السياحة الإيراني إحدى الوسائل التي كانت تعول عليها طهران لتأمين العملات الصعبة، في حين تعاني منظمة السياحة الإيرانية (رسمية) مشكلات مالية بسبب عدم وجود لوائح تنظم عملها، فضلا عن تدني مستوى خدمات البنية التحتية.
وتواجه وكالات السفر الإيرانية أزمة حادة بعد أن حذفت منصة "بوكينج" الشهيرة للحجوزات السياحية طهران من لائحة خدماتها، إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم منذ 4 سنوات، وفرض عقوبات جديدة على النظام الإيراني.
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA= جزيرة ام اند امز