طلاب إيران يشعلون الغضب.. لأول مرة منذ 2009
المتظاهرون أطلقوا هتافات مؤيدة للملكية التي أطاحت بها ثورة الخميني في 1979، والتخلي عن التدخل في شؤون الدول، والاهتمام بالوضع الداخلي
تجمع مئات الطلاب أمام المدخل الرئيسي لجامعة طهران في تظاهرة ضد الحكم، وعلى الرغم من أن عدد المتظاهرين لم يتجاوز بضع مئات إلا أنها المرة الأولى منذ 2009 تسجل تظاهرات ذات طابع اجتماعي في هذا العدد من المدن.
- اتساع الغضب في إيران يجبر المسؤولين على الاعتراف
- اليوم الثالث.. طهران في قبضة الغاضبين ومدن جديدة تنضم للمظاهرات
وتدخلت شرطة مكافحة الشغب، التي انتشرت بكثافة، لمنع الطلاب من الخروج إلى الشارع، فيما تمكن بعضهم من مغادرة الجامعة في حافلات.
وقال مسؤول في وزارة العلوم: "خلال الاحتجاجات، ظهرا، تم اعتقال 3 طلاب من جامعة طهران، واستنادا إلى معلوماتنا تم إطلاق اثنين منهم".
من جهتها، ذكرت وكالة "مهر" للأنباء أن ما بين 300 و400 طالب لا يزالون في محيط الجامعة، متسببين بإغلاق الطرق القريبة ما أدى إلى تكدس مروري.
وتحدت هاتان التظاهرتان المضادتان طلب وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي "من السكان عدم المشاركة في التجمعات المخالفة للقانون"، مطلقين شعارات مناهضة للحكم وللرئيس حسن روحاني.
من جهته، عمد النظام إلى الالتفاف على الاحتجاجات وسرقة الحراك الشعبي، بتعبئة عشرات آلاف المتظاهرين في طهران ومدن عدة في محافظات أخرى بينها مشهد (شمال شرق) في ذكرى إنهاء حركة الاحتجاج الضخمة، التي تلت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009.
ورفع المتظاهرون، خلال الاحتجاجات، صور علي خامنئي ولافتات كتب عليها "الموت للعصيان" في إشارة إلى حركة 2009.
"الموت للديكتاتور"
وللمرة الأولى، السبت، تطرق التلفزيون الرسمي الإيراني إلى الاحتجاجات الاجتماعية عارضا مشاهد منها، في اعتراف ضمني بأحقيتهم في الاحتجاج.
وأظهرت تسجيلات فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين في مدينة قم يهتفون "الموت للديكتاتور"، مطالبين بـ"الإفراج عن المعتقلين السياسيين".
كما أطلق بعض المتظاهرين هتافات مؤيدة للملكية التي أطاحت بها "ثورة الخميني" في 1979، فيما طالب آخرون بالتخلي عن الدعم العسكري والمالي لحركات وأحزاب إقليمية حليفة والاهتمام بالوضع الداخلي.
وأظهرت تسجيلات مصورة تم تداولها عبر تطبيق تلجرام، متظاهرين في مدن رشت وكرمنشاه وحمدان وقزوين.
"جرس إنذار"
وعنونت صحيفة "آرمان" الإصلاحية صفحتها الأولى "جرس إنذار للجميع"، فيما برزت دعوات إلى الحكومة لاتخاذ تدابير من أجل تجاوز المشاكل الاقتصادية في البلاد.
ولفتت إلى ارتفاع نسبة البطالة في إيران في عهد روحاني إلى 12%، حسب الأرقام الرسمية.
واعترف المستشار الثقافي للرئيس روحاني حسام الدين اشنا على تويتر بأن "البلاد تواجه تحديات كبرى من بينها البطالة والتضخم والفساد ونقص المياه والفروقات الاجتماعية"، مضيفا "الناس لديهم الحق في إسماع صوتهم".
aXA6IDMuMTQ0LjI1Mi41OCA= جزيرة ام اند امز