نيويورك تايمز: أخطاء أمريكا سلمت العراق لإيران
صحيفة "نيويورك تايمز" تكشف توسع النفوذ الإيراني في العراق سياسيا وعسكريا وصولا إلى الأطعمة والمخدرات، محذرة من الهيمنة الكاملة.
تغزو إيران سوق السلع في العراق بداية من الطعام بجميع أنواعه ومواد البناء الأساسية وحتى المخدرات غير المشروعة التي يتم تهريبها عبر حدودها، كما يصل الأمر إلى سيل من البرامج المتعاطفة مع طهران في قنوات التلفزيون العراقي.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية صورة حية من داخل العراق تكشف النفوذ الإيراني المتصاعد بعد أن قامت الولايات المتحدة بـ"تسليم البلاد"، محذرة من أن السيطرة الإيرانية في العراق تتنوع بين عسكرية وسياسية واقتصادية وثقافية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا لا يمثل حتى نصف النفوذ الإيراني في العراق، مشيرة إلى المليشيات المسلحة المدعومة من طهران تسعى جاهدة لتأمين ممر بري لنقل السلاح والعتاد إلى قواتها بالوكالة عبر سوريا ولبنان وحتى البحر المتوسط.
أما على الجانب العسكري، تملك إيران سلطة قوية في بغداد حتى أبرز مسؤولي الحكومة العراقية الذين تم مباركتهم من قبل القيادات في طهران، فضلا عن العدد الكبير من حلفاء إيران في البرلمان العراقي، ما من شأنه مساعدتها في تأمين أهدافها بالكامل، مثل القانون الذي مرره العام الماضي بضم مليشيات الحشد الشعبي الشيعية للجيش العراقي.
وقالت الصحيفة إن تلك المنافسة فازت فيها إيران وخسرت الولايات المتحدة، حيث ركزت الأخيرة خلال ثلاث السنوات الأخيرة على محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، لكن طهران لم تفقد تركيزها أبدا على مهمتها الأساسية بالسيطرة على جارتها حتى لا تشكل لها أبدا خطرا عسكريا، ولاستغلالها كذلك في تأمين ممر بري من طهران حتى البحر المتوسط.
وتعد العراق جزءا فقط من المشروع التوسعي الإيراني، حيث تستخدم طهران قوتها الناعمة والصلبة لتوسيع نفوذها في لبنان وسوريا واليمن وأفغانستان وعبر المنطقة بأكملها، ما يرفع من حدة التوترات الطائفية بالمنطقة.
ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية، بدأت المليشيات الشيعية المدعومة من إيران تنظيم نفسها سياسيا للمنافسة من أجل تأمين المزيد من الهيمنة الإيرانية على النظام السياسي بالعراق.
وسعيا لكسب الأفضلية في المعركة السياسية، ضخت طهران أموالا طائلة لتأسيس قنوات تلفزيونية جديدة مرتبطة بمليشياتها في العراق تنشر أخبارا وتقارير تصور إيران كـ"حامي العراق"، والولايات المتحدة على أنها "المتدخل المراوغ".
وفي وقت سابق، حذر رئيس منظمة مدنية عراقية، الجمعة، من خطورة انتشار أنواع عديدة من المواد المخدرة في بغداد وعدة مدن أخرى، تُدار تجارتها من قبل شبكات مرتبطة بمليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران.
وقال رئيس منظمة "السلام" العراقية المعنية بشؤون حقوق الإنسان، محمد علي، إن "العاصمة بغداد تليها البصرة وبابل ثم النجف وصلت إلى معدلات قياسية في تعاطي المخدرات والإتجار بها"، حسب وسائل إعلام عراقية.
وأضاف أن معدل المتعاطين في تلك المناطق تجاوز 5%، وهذه أعلى نسبة يصلها العراق في تاريخه.
وأوضح رئيس المنظمة أن "إجراءات الشرطة وباقي قوات الأمن لا ترتقي إلى خطورة الموقف حاليًا بالعراق، وهناك شبكات تديرها جماعات ضمن مليشيا الحشد الشعبي مسؤولة عن إدخال المخدرات للعراق من خلال إيران تحديدًا".
وعن التأثيرات الكارثية لانتشار المخدرات وبمعدل غير مسبوق في العراق أشار علي إلى وفاة 9 أشخاص في شهر واحد نتيجة جرعات زائدة من المخدرات، وتسجيل حالات قتل.
كما أشار إلى أن "شبكات وعصابات التهريب لها غطاء تتحرك به، وتكاد تكون الشرطة عاجزة عن التعامل معهم بسبب ارتباطهم بمليشيا الحشد الشعبي أو علاقات مع ضباط شرطة فاسدين".
aXA6IDE4LjIyNi45My4yMiA=
جزيرة ام اند امز