سياسات النظام الإيراني تقود الاقتصاد لمرحلة "اللاعودة"
وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني أكد أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلاده حال فشل السيطرة عليها ستكون أشد صعوبة.
اعترف وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني، بأن بلاده ستتعرض لظروف اقتصادية أصعب وأسوأ من التي تمر بها حالياً، وذلك خلال السنة الفارسية الجديدة التي بدأت في 21 مارس/آذار الماضي.
ومع توالي اعترافات المسؤولين الإيرانيين بالفشل في السيطرة على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، أجمع خبراء اقتصاديون متخصصون في الشأن الإيراني، أن اقتصاد طهران تخطى مرحلة ما بعد الخطر، ويسير في طريق "اللاعودة".
وقال فرهاد دج بسند، وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الإيراني، في مقابلة عبر الفيديو مع منصة "اعتماد أونلاين" الإخبارية المحلية، إن "تلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها إيران حال فشل السيطرة عليها ستكون أشد صعوبة"، لافتاً إلى وجود تأثيرات سلبية للغاية بسبب الحظر المصرفي الذي تواجهه بنوك محلية على المستوى الدولي.
- صادرات نفط إيران نحو الحصار الكامل.. 23 دولة تتخلى عن الخام الراكد
- أرقام رسمية: اضطراب حاد في تجارة إيران مع 5 دول بفعل النفط
وألمح وزير الاقتصاد الإيراني إلى أن هناك مشكلات تخص تصدير النفط الخام ومكثفات الغاز، وكذلك استيراد بعض قطع غيار السيارات والماكينات، مشيراً إلى أن حكومة طهران طلبت من البنوك الإيرانية دعم وحدات إنتاجية متعثرة في ظل ما وصفه بـ"اضطراب بيئة الأعمال المحلية".
وذكر فرهاد دج بسند في مقابلته أن الفاعلين الاقتصاديين داخل طهران يتعرضون لضغوط ومشكلات تمويلية، بينما لم يذكر الكثير من التفاصيل بخصوص اجتماع حكومي عقد مؤخراً ضم عدداً من رؤساء المصارف في البلاد.
ومن المرتقب، وفقاً لوزير الاقتصاد الإيراني، إعفاء شركات تداول إيرانية من دفع الضرائب حال استثمار جانب من أرباحها في الأسواق المحلية، بينما تقلصت بشدة العوائد النفطية التي تعتمد عليها طهران في المقام الأول لتأمين عملتها الصعبة.
ويبدو أن وعود حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني بتوفير مليون فرصة عمل على الأقل في موازنة السنة المالية الجديدة (21 مارس/آذار 2019 - 20 مارس/آذار 2020) ستذهب أدراج الرياح بسبب الانخفاض الحاد لمبيعات النفط الخام الإيراني، بسبب انخفاض الطلب العالمي.
واعترف هدايت الله خادمي (برلماني أصولي) أن نسب البطالة والركود والتضخم وغلاء الأسعار في طريقها للتصاعد بشكل أسوأ، منتقداً عدم تلبية إيرادات ومخصصات مالية ضمن الموازنة العامة الماضية.
وشدد خادمي، عضو لجنة الطاقة في برلمان طهران، أن الحالة الراهنة للاقتصاد المحلي تشهد وضعاً سيئاً للغاية، قبل أن يتوقع استمرار هذه الظروف على حالها خلال الأشهر المقبلة.
وتخلت قرابة 23 دولة عن مشتريات النفط الخام ومكثفات الغاز من إيران، بينها 3 دول حاصلة على إعفاءات أمريكية من العقوبات التي فرضتها واشنطن على حزمتين في أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، واللتين طالتا قطاعات مصرفية ونفطية واسعة داخل طهران.
وكشف المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك أن المشترين النفطيين الثلاثة (لم يفصح عن هويتهم) من النفط الإيراني قد تدنت نسبة وارداتهم إلى صفر برميل مع نهاية المدة القانونية للإعفاءات النفطية التي منحتهم إياها الولايات المتحدة، إلى جانب 5 دول أخرى بهدف إحداث توازن في أسعار سوق الطاقة العالمي.
aXA6IDMuMTUuMjE0LjE4NSA=
جزيرة ام اند امز