العقوبات تعصف بمبيعات السجاد الإيراني ومخاوف من توقف نهائي للتصدير
اضطرابات في سوق السجاد الإيراني، والمبيعات تخفض 25%، وفق بيانات رسمية.
تسود مخاوف بين تجار أسواق السجاد في إيران من توقف حركة تصدير السجاد نهائياً، بعد مصاعب مالية ناجمة عن سريان حزمتي عقوبات واشنطن ضد طهران في أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
واعترف حاج آقا ميري، رئيس لجنة الصادرات بالغرفة التجارية الإيرانية، أن مبيعات بلاده من السجاد اليدوي - ثاني مصادر النقد الأجنبي بعد النفط- قد تراجعت بشدة عالمياً طوال الأشهر الأخيرة، مرجعاً اضطراب أوضاع سوق السجاد الإيراني إلى عرقلة تصويب بعض التشريعات التي تخول انضمام طهران إلى مجموعة العمل المالي الدولية المعنية بمكافحة غسل الأموال والجريمة المنظمة، فضلاً عن تمويل الإرهاب بسبب معارضة حادة من تيارات أصولية.
وأضاف ميري في تصريحات لوكالة أنباء العمال الإيرانية "إيلنا" أن تأثيرات العقوبات الأمريكية على طهران التي طالت قطاعات مصرفية ونفطية ستنعكس بشكل أكثر وضوحا على السجاد خلال الفترة المقبلة، مؤكداً في نفس الوقت أن صناعة السجاد اليدوي تشهد ظروفاً سيئة للغاية حالياً، بسبب ضعف نسب الإنتاجية والتصدير على المستوى الدولي رغم شهرة بلاده بهذا الأمر عالمياً.
وفقدت صناعة السجاد الإيرانية نهائيا قرابة 25% من نسبة مبيعات كانت تصدرها خلال السنوات الماضية إلى الولايات المتحدة، التي كانت أبرز المشترين الرئيسيين من سجاد طهران غير أنه عقب حزمتي العقوبات اللتين أعقبتا قرار انسحاب واشنطن من الإتفاق النووي الإيراني في مايو/أيار الماضي انتهت هذه الصفقات تماماً.
وتعتبر المشكلات المصرفية المتعلقة بتحويل عوائد المبيعات أبرز أزمات سوق السجاد الإيراني، التي بدورها خفضت معدلات التصدير إلى بلدان أوروبية، فضلاً عن رفض شركات ومصانع أجنبية متخصصة في صناعة النسيج والمفروشات الدخول في معاملات تجارية مع إيران، خشية صعوبة الحصول على مكاسبها، بسبب حظر يلاحق المنظومة البنكية الإيرانية دولياً.
واعتبر رئيس لجنة الصادرات بغرفة تجارة طهران أن مواصلة الرفض الداخلي لتشريعات تخول الانضمام إلى "فاتف" سيزيد من حجم الرأي العام سلبياً ضد إيران في أغلب دول العالم، بينما خسرت صادرات السجاد الإيراني أكثر من 35% خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة الفارسية المنصرمة (انتهت 20 مارس/آذار).
ومن المرجح أن تزيد نسبة خسائر السجاد الإيراني خلال الفترة المقبلة على مستوى 100 سوق دولي أبرزها ألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، فيما فشل أغلب تجار السجاد في الالتفاف على عقوبات واشنطن التي دفعت مستوردين عالميين إلى التحوط من التعامل مع طهران، خشية الوقوع تحت طائلة الحظر تجارياً.
وكشف اتحاد تعاونيات السجاد الإيراني أن هناك مشكلات أخرى تتتعلق بالمشاركة في المعارض الدولية للسجاد، وكذلك التدريب وتسويق المعروضات في دول أجنبية، لا سيما الأوروبية منها بسبب سريان حزمتي عقوبات واشنطن ضد طهران العام الماضي.
يشار إلى أن هناك عوامل أخرى تسببت في تراجع معدل مبيعات السجاد الإيراني طوال السنوات الأخيرة على المستوى الدولي؛ أبرزها فشل التسويق، والمبالغة في القيمة السوقية، وأيضاً وجود تنافسية عالية من منتجين أجانب آخرين مثل الصين، والهند، وباكستان، ونيبال، وفقاً لمراقبين.
وقالت مجموعة العمل المالي الدولية (فاتف)، فبراير/شباط الماضي، إن إيران لديها فرصة حتى يونيو/حزيران المقبل، لتكمل إصلاحات تجعلها ملتزمة بالأعراف الدولية، وإلا ستواجه عواقب فيما يتعلق بملف غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
aXA6IDE4LjIxNi4xNDUuMzcg جزيرة ام اند امز