اقتصاد إيران "المأزوم".. حلول غائبة وتوقعات بالأسوأ
أكاديمي إيراني يرجح تأزم موقف بلاده اقتصاديا بسبب غياب أفق الحلول في ظل تجاهل المسؤولين الحكوميين لتحذيرات الخبراء.
"وضع غير سار".. هكذا علق أكاديمي إيراني متخصص في الاقتصاد على الظروف الراهنة التي تواجهها طهران على مدار الأشهر الماضية، إلى حد اعتراف المرشد الإيراني علي خامنئي بعمق أزمة بلاده بعد تدهور قيمة العملة للحد الأدنى تاريخيا.
ونقلت صحيفة اعتماد الإيرانية (إصلاحية)، الإثنين، عن محمد قلي يوسفي أستاذ الاقتصاد بجامعة طبطبائي في طهران قوله: "إن حالة الاقتصاد المحلي على مستوى الأسواق لم يعد مرغوبا بها".
- الدولار بـ130 ألف ريال.. سوق الصرف الإيراني يسقط في بئر المضاربات
- خامنئي وروحاني في النوروز.. "نواح" واعتراف بعمق أزمة إيران
وفي إشارة إلى مزيد من تأزم الكساد والتضخم السلعي إلى درجة إغلاق عديد من المتاجر أبوابها خلافا لانتعاشة موسمية في عطلة رأس السنة الفارسية (تبدأ 21 مارس/آذار)، أكد يوسفي أن الظروف الاقتصادية العادية في بلاده لن تستمر طويلا، لا سيما بعد فشل حكومة طهران في جذب استثمارات أجنبية، فضلا عن انخفاض الطلب عالميا على شراء النفط الخام ومكثفات الغاز.
وفي جانب آخر، شدد الخبير الاقتصادي على أن معضلات اقتصاد إيران تحولت إلى تهديدات أمنية وسط غياب الإرادة السياسية لحلها جذريا، حيث عدد أبرز أوجه القصور في تآكل القدرة الشرائية، واتساع رقعتي الفقر والبطالة، وتراجع معدل الإنتاج وأخيرا انسحاب شركات أجنبية من الأسواق المحلية.
"لم تعد لدى إيران نطاقات اقتصادية داخلية" من وجهة نظر يوسفي الذي تطرق إلى أن حزمتي عقوبات واشنطن في أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين كشفتا حجم المشكلات الاقتصادية داخل بلاده التي يتوجب معها إعادة النظر تجاه السياسات العامة، وفق قوله.
وتوقع الأكاديمي بجامعة طبطائي أن أفق الحلول الاقتصادي غائبة داخل إيران في ظل تجاهل المسؤولين الحكوميين لتحذيرات الخبراء والمتخصصين على مدار الفترة الماضية.
ويبدو أن السياسات التي تعتزم حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني انتهاجها مع السنة الفارسية الجديدة من قبيل تحصيل مزيد من الضرائب لتعظيم الإيرادات، وتقليل حجم القوة البشرية لأقل من 10% في الهيئات التابعة لها، وكذلك اقتطاع أموال من صناديق التقاعد والضمان الاجتماعي سيضعها في موقف حرج للغاية أمام شرائح شعبية متذمرة.
ولن يكون بمقدور أيا من هذه البرامج الحكومية تحسين الوضع المعيشي الصعب، أو رفع قدرة المستهلكين على تأمين ضرورياتهم من الغذاء، أو حتى السيطرة على مؤشر التضخم، وفقا لتقرير أصدرته شبكة "إيران واير" الإخبارية المعارضة التي تتخذ من هولندا مقرا لها.
يذكر أن هبوط قيمة الريال الإيراني (العملة الرسمية) أدى إلى غلاء حاد بأسعار المواد الغذائية بمعدل تراوح بين 30 و200% طوال السنة الفارسية المنصرمة في (20 مارس/آذار).
وتصدرت قوائم الغلاء سلع أكثر استهلاكا مثل الأرز، الخضراوات، الألبان، والبقوليات على التوالي، بينما زادت معدلات التضخم في أسعار الغذاء إلى قرابة 74.4%، وفقا لأرقام رسمية.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز