الدولار بـ130 ألف ريال.. سوق الصرف الإيراني يسقط في بئر المضاربات
البنك المركزي الإيراني يدعو المتعاملين إلى عدم بيع أو شراء الدولار في الوقت الراهن أملا في الحد من تصاعد أسعار العملات الأجنبية مجددا.
اجتاحت المضاربة على الدولار سوق الصرف في طهران وغيرها من المحافظات الإيرانية، وفي محاولة بائسة من البنك المركزي الإيراني لوقف سقوط الريال أمام العملة الأمريكية دعا المتعاملون على الأخضر إلى الاحتفاظ، خاصة بعد أن اقترب سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد من 130 ألف ريال إيراني.
وقال عبدالناصر همتي محافظ مركزي طهران إن سوق الصرف الأجنبي يواجه ما وصفها بـ "ضغوط نفسية"، معتبرا في ذات الوقت أن الأسعار الحالية التي يجرى تداولها في البنوك والصيرفة المعتمدة ليست حقيقية، حسبما نقلت وكالة أنباء تسنيم (شبه رسمية).
- أزمة الاقتصاد في إيران تضرب أسعار إيجارات الفيلات بموسم السياحة
- الفشل الحكومي يضاعف مصاعب تأمين الغذاء اليومي في إيران
أشار همتي إلى ضرورة التوقف من قبل الإيرانيين عن بيع وشراء الدولار، أملا في الحد من ارتفاعه أمام العملة المحلية على نحو متسارع، مؤكدا أن ظاهرة الزيادة بأسعار النقد الأجنبي تعد معضلة كبرى في النظام المصرفي داخل بلاده.
وانتقد محافظ البنك المركزي الإيراني ما نعتها بـ "أنشطة المضاربين" في سوق الصرف الأجنبي الرسمي التي أدت إلى إفساده من وجهة نظره، حيث اعتمدت حكومة طهران سعر بيع الدولار بـ 42 ألف ريال إيراني.
وكشف همتي أن أغلب احتياطات طهران من العملة الصعبة في الخارج تقتصر على دعم قطاع الواردات، قبل أن يتطرق إلى تقديم قروض بنكية طائلة بشكل غامض إلى من نعتهم بـ "غير المؤهلين" طوال سنوات مضت.
هذا وقد أدى هبوط قيمة الريال الإيراني إلى غلاء حاد بأسعار المواد التموينية وبالأخص الغذائية منها تراوح بين 30 و200% طوال السنة الفارسية المنصرمة في (20 مارس/آذار).
وتصدرت قوائم الغلاء سلع أكثر استهلاكا مثل الأرز، والخضراوات، والألبان، والبقوليات على التوالي، بينما زادت معدلات التضخم في أسعار الغذاء إلى قرابة 74.4%، وفقا لأرقام رسمية.
وتحولت قضية الاقتصاد إلى تهديدات جدية طوال السنوات الأربعين من عمر نظام ولاية الفقيه إلى حد تحذيرات رسمية من السقوط نهائيا بعد خروج مظاهرات شعبية عارمة مطلع عام 2018، وذلك في ظل غياب الإرادة السياسية حيال القيام بإصلاحات حقيقية تعزز من الشفافية المالية.
يشار إلى أن التدهور الاقتصادي طوال أشهر مضت، دفع عدداً من الإيرانيين الأثرياء نحو بيع ودائعهم الثمينة، لا سيما بعد انهيار قيمة الريال الإيراني بمقدار 4 أضعاف أمام الدولار الأمريكي.
وشرع أثرياء إيرانيون منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، في شراء آلآف الوحدات السكنية الفخمة في دول مجاورة، كما زاد هؤلاء حجم استثماراتهم في جورجيا إلى 6 أضعاف مقارنة بعامين سابقين على سبيل المثال، بينما زادت معدلات طلبات الهجرة إلى كندا بشكل ملحوظ بالتوازي مع انتشار لافت لمكاتب الاستشارات والتوظيف بهدف تسهيل خروج الأموال من إيران.
وأقر البنك المركزي الإيراني، قبل أسبوعين، بأن قرار توحيد سعر الصرف الأجنبي عند 42 ألف ريال إيراني للدولار الأمريكي الواحد فشل في السيطرة على سوق النقد والحد من موجات الغلاء التي تعم الأسعار بالأسواق المحلية طوال أشهر عدة.
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز