الفشل الحكومي يضاعف مصاعب تأمين الغذاء اليومي في إيران
شرائح كبيرة من الإيرانيين تعاني لتأمين غذائها بسبب سوء الوضع الاقتصادي، والتضخم يطول أغلب أسعار السلع الضرورية على مدار عام.
في تصريحات تعكس مدى فشل النظام الإيراني الداعم لمليشيات عسكرية خارج الحدود في توفير أبسط المتطلبات الغذائية للعديد من الشرائح الاجتماعية داخل البلاد، حذر عضو في لجنة الصحة ببرلمان طهران من أن تضاؤل القدرة الشرائية بسبب تدني سعر الريال الإيراني بمقدار 60% أمام الدولار الأمريكي سيتسبب في انتشار أمراض سوء التغذية على نطاق واسع.
واعتبر أحمد همتي عضو اللجنة البرلمانية الإيرانية في مقابلة مع وكالة أنباء العمال (شبه رسمية) أن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية الناجم عن صعوبة شراء أغلب الناس للحد الأدنى من الغذاء والذي يشمل المواد البروتينية التي اختفت حاليا من موائد أكثر الأسر الإيرانية، وفق قوله.
- أرقام رسمية تكشف "فجوة عميقة" بين الأجور والنفقات في إيران
- أزمة الأجور في إيران تتصاعد.. معركة تكسير العظام بين البرلمان والحكومة
وشدد عضو لجنة الصحة البرلمانية على أنه حال فشل السلطات الثلاث (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية) في التوصل إلى حلول مجدية إزاء هذا الأمر من حيث توفير الطعام بشكل كافٍ ستكون العواقب سيئة للغاية، بينما أشار شهاب أوليائي الخبير الإيراني المتخصص في التغذية إلى أن العديد من المستهلكين استبدلوا اللحوم الحمراء والبيضاء بعد غلاء أسعارها بالبقوليات وبيض المائدة كأطعمة صالحة للاستهلاك البروتيني لكن دون جدوى.
وأوضح أوليائي أن أسعار العدس والفاصوليا وفول الصويا تضاعفت هي الأخرى في الأسواق، لافتا إلى أن نقص معدلات البروتين قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة تتعلق بالسلامة والصحة الجسمانية لفئات كثيرة داخل الشعب الإيراني (قرابة 80 مليون نسمة) في ظل حذف سلع ضرورية من قوائم الطعام مثل اللحم والدجاج وغيرها.
وشهدت أسعار المواد التموينية وبالأخص الغذائية منها ارتفاع حادا تراوح بين 30 و200% طوال السنة الفارسية المنصرمة في (20 مارس/آذار)، حيث تصدرت قوائم الغلاء سلع أكثر استهلاكا مثل الأرز، والخضراوات، والألبان، والبقوليات على التوالي، وفقا لأرقام رسمية.
وارتفعت نسب أمراض مرتبطة بسوء التغذية في إيران على مدار عام 2018 أبرزها الصداع بمعدل 14%، ونقص المناعة لدى الأطفال بمعدل 23%، وكذلك الاضطرابات العضلية - الهيكلية بمعدل 34%، وضعف الإبصار بمعدل 26%، بحسب دراسة دولية نشرتها مجلة ذا لانست الطبية.
وتتلخص أبرز أزمات العمال (أقل الشرائح دخلا) الاقتصادية الحادة في ارتفاع مؤشرات التضخم السلعي، فضلا عن اختفاء مواد تموينية أساسية من سلتهم الغذائية، بينما انحدرت قدرتهم الشرائية لأقل من 70% خاصة في ظل ركود سوقي شديد دفع عددا من مصانعهم إلى التقشف في الأجور الشهرية والمزايا الوظيفية.
وعلى صعيد متصل، كشف عضو المجلس الأعلى للعمال في إيران (رسمي) فرامرز توفيقي عن مواجهة العديد من الأسر مصاعب في تأمين قوت الغذاء اليومي؛ حيث تزايدت النفقات بمقدار 200% في ظل فجوة كبيرة مع المداخيل الشهرية، الأمر الذي قلص بشدة سلتهم الغذائية إلى حد فقدانهم 531 سعرة حرارية يوميا.
وكشف مركز الإحصاء الإيراني (حكومي) في تقرير جديد بالتزامن مع بداية رأس السنة الفارسية الجديدة (21 مارس/آذار) أن معدلات التضخم في أسعار المواد الغذائية قد زادت بما يقارب 74.4%، بينما تعاني المناطق القروية زيادة مؤشر التضخم أكثر من المناطق الحضرية.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni4yNTEg
جزيرة ام اند امز