طهران عاجزة أمام "سماسرة" الغذاء.. ومعاناة الإيرانيين تتصاعد
تقارير إخبارية محلية في إيران تسلط الضوء على شيوع عمليات سمسمرة واسعة داخل أسواق البلاد، لاسيما الخاصة منها بالسلع التموينية.
سلطت تقارير إخبارية محلية في إيران الضوء على شيوع عمليات سمسمرة واسعة داخل أسواق البلاد، لاسيما الخاصة منها بالسلع التموينية والمواد الغذائية الشحيحة مثل اللحوم والدواجن، وسط فشل حكومي في الحد من تلك الأزمات المعيشية الحادة للغاية.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية (شبه رسمية) عن سعيد سلطاني الخبير المتخصص في الثروة الحيوانية أن السماسرة قد ابتلعوا السوق المحلية بالكامل، مؤكدا أنهم يستفيدون من عمليات الاستيراد الحكومية للسلع التموينية طبقا لسعر الدولار الرسمي (42 ألف ريال إيراني للدولار الواحد).
- شح اللحوم والدواجن.. أزمة جديدة تعمق جراح إيران الاقتصادية
- ضريبة قمع الاقتصاد.. "الهروب الكبير" لرؤوس الأموال من إيران
وأشار سلطاني الذي كان يدير سابقا اتحاد نقابة مربي المواشي في إيران إلى أن موزعين محليين يتربحون قرابة 50 ألف تومان إيراني (1 تومان يعادل 10 ريالات إيرانية) مقابل بيع كيلو جرام واحد من اللحوم الحمراء للماشية المحلية.
وأرجع المسؤول الإيراني السابق الأسباب الرئيسية وراء هذا الأمر إلى خسائر حادة تعرض لها العديد من مالكو مزارع ماشية في إيران بسبب غلاء أسعار الأعلاف الحيوانية بمقدار 100 % بعد انهيار سعر الريال الإيراني لأقل من 60 %، ما دفعهم للبيع بأقل سعر خشية الإفلاس على غرار أكثر من 7000 مزرعة محلية أغلقت أبوابها نهائيا.
ويعطى حديث سعيد سلطاني دلالة واضحة على فشل حكومة طهران في التعامل الحقيقي مع أزمة شح المواد الغذائية في البلاد، والتي أضحت حديث وسائل الصحف ووسائل الإعلام في الداخل، بعد اكتظاظ الكثير من منافذ البيع بالمستهلكين العاجزين عن الحصول على كيلو جرام واحد من اللحم أو الدواجن بالسعر الحر نظرا لفارق السعر الباهظ.
وانخفضت مشتريات الإيرانيين من اللحوم الحمراء لأكثر من 40 % بعموم البلاد مؤخرا، بسبب موجة الغلاء الحادة التي تضرب الأسواق المحلية منذ عدة أشهر، بينما عطلت نحو ربع مطاعم الوجبات الشعبية بالعاصمة طهران أنشطتها، وفقا لاتحاد القصابين الإيرانيين.
ويبدو أن إيران على موعد قريب من شح هائل في منتجات الألبان بسبب اتجاه أغلب المربين المحليين لذبح الأبقار الحلوب بمعدل 120 بقرة يوميا لسد عجز الثروة الحيوانية، فضلا عن مواجهة صعوبة في توفير أعلاف لها بسعر مناسب، بحسب تصريحات أدلى بها حسين جهانباني رئيس اتحاد مربي الأبقار في أصفهان.
وكشف منصور بوريان رئيس رابطة مصدري الماشية في إيران، أن العديد من الأسر في البلاد لم تعد لديها قدرة شرائية على الحصول على كيلوجرام واحد من اللحم، بعد أن ارتفعت قيمته إلى حدود الضعفين مقارنة بالأشهر الست الماضية.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في إيران مقاطع مصورة تظهر بها شجارات بين إيرانيين خلال تكدسهم في طوابير أمام تلك المنافذ الحكومية، الأمر الذي يدلل على اتساع رقعة الفقر بشكل مفزع في البلاد في ظل الفشل الحكومي بالحد من صعوبة الأزمات المعيشية.
aXA6IDE4LjIyNC41NS4xOTMg جزيرة ام اند امز