اللاجئون الإيرانيون.. رحلة الشقاء من جحيم طهران إلى قمع أردوغان
مئات اللاجئين الإيرانيين يتعرضون لاعتداءات عنيفة من قبل عناصر الشرطة التركية وسط شكاوى من سوء المعاملة.
كشفت تقارير إخبارية عن تعرض مئات اللاجئين الإيرانيين لاعتداءات عنيفة من قبل عناصر الشرطة المحلية في نطاق مدينة دنيزلي الواقعة جنوب غرب تركيا، وسط شكاوى من سوء المعاملة بعد احتشادهم أمام أحد المقرات الحكومية المعنية بالهجرة.
وأوضحت إذاعة صوت أمريكا (ناطقة بالفارسية) أن الشرطة التركية هاجمت حشدا كبيرا من اللاجئين الإيرانيين بواسطة عبوات رذاذ الفلفل الحارقة بعد احتجاجهم أمام إدارة الهجرة في دنيزلي للمطالبة بإيضاح موقفهم، مساء الإثنين.
- اعتقال 3 إيرانيين بجوازات سفر إسرائيلية "مزيفة" في بلغاريا
- إيران.. توقعات بـ"لجوء جماعي" إلى أوروبا جراء سياسات القمع
وفي الوقت الذي لم تعلق الشرطة التركية رسميا على سوء سلوكها تجاه اللاجئين الفارين من إيران، أعرب عشرات منهم عن تذمرهم من إساءات يتعرضون لها منذ وصولهم إلى أراضي أنقرة.
ونقلت الإذاعة الأمريكية الناطقة بالفارسية عن أحد اللاجئين الإيرانيين (دون ذكر هويته) قوله إن هذا الاحتشاد كان يهدف في الأساس إلى تمديد سريان بطاقات الهوية، لكن تحول الأمر إلى اعتداء بدني عليهم من قبل عناصر الشرطة التركية.
وأضاف اللاجئ الإيراني أنهم يواجهون أزمات معيشية صعبة للغاية خلال تواجدهم في تركيا منذ هروبهم من الأوضاع المزرية في بلادهم أملا في الوصول إلى دولة ثالثة، لكنهم عالقون حاليا في مستنقع، على حد تعبيره.
ويشكو اللاجئون الإيرانيون، وفقا لإذاعة صوت أمريكا، من صعوبات في استكمال إجراءات اللجوء دوليا بسبب مشكلات تتعلق بجهل مسؤولي الشرطة التركية حيال التعامل مع هذه الأمور.
وعبرت لاجئة إيرانية في تصريحات لمراسل هيئة الإذاعة البريطانية بنسختها الفارسية عن سخطها من الوقوف في طوابير بالعراء لساعات طويلة أمام إدارة الهجرة بدنيزلي، أملا في استخراج بطاقات هوية جديدة.
وتعد مدينة دنيزلي إحدى أبرز وجهات طالبي اللجوء القادمين من طهران إلى بلدان أوروبا، حيث تمتلئ أحياؤها بالعديد منهم والذين يواجهون مشكلات حادة مع الشرطة التركية فيما يخص تسجيل طلبات اللجوء، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وكشف جواد متولي (صحفي إيراني معارض) أن الشرطة التركية سبق لها الاعتداء على تجمعات للاجئين أمام مبنى المفوضية الأممية في أنقرة، مشيرا إلى وجود بطء شديد للغاية بخصوص إجراءات اللجوء من قبل السلطات المعنية في تركيا.
وأوضح متولي لـ "بي بي سي" أن أغلب اللاجئين الإيرانيين في تركيا يعانون مشكلات في الإقامة والحصول على مسكن بعد عبورهم من المنافذ الحدودية المشتركة بين أنقرة وطهران، والتي لا يتطلب الدخول منها الحصول على تأشيرة سفر مسبقة.
وتوقع مدير جمعية اللاجئين السياسيين الإيرانيين في برلين قبل عدة أشهر، تدفق موجات هجرة جديدة من طهران صوب قارة أوروبا، لا سيما ألمانيا، تزامنا مع تصاعد الأزمات الاقتصادية داخليا وسوء الأوضاع المعيشية.
وأشار حميد نوذري رئيس الجمعية المذكورة في مقابلة مع صحيفة "كيهان" اللندنية (معارضة) يوليو/ تموز الماضي، إلى أن القيود القانونية التي أقرتها سلطات برلين أمام طلبات اللجوء لم تحد من دخول لاجئين إيرانيين إلى أراضي البلاد.