احتجاجات إيران والمؤسسات التعليمية.. محطة رئيسية
لم يسلم قطاع التربية والتعليم والأساتذة والطلاب من استهداف قوات الأمن الإيرانية في ظل تصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية في البلاد.
واليوم الأحد، أصدرت محكمة الثورة في طهران، أحكاماً بالسجن بحق ثلاثة من أبرز النشطاء في نقابة المعلمين الإيرانيين.
وقال رامين سفرنيا، محامٍ في إيران في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، إن المحكمة الثورية أصدرت أحكامًا بحق ثلاثة نشطاء نقابيين تربويين إيرانيين اعتقلوا عشية عيد المعلم في مايو/أيار الماضي وهم في السجن اليوم.
وأضاف "وفقًا لقرار المحكمة فيما يتعلق بتهم مثل التجمع والتواطؤ والدعاية ضد إيران، حكم على محمد حبيبي بالسجن 3 سنوات و7 أشهر، وحكم على جعفر إبراهيمي ورسول بداغي بالسجن 4 سنوات و6 أشهر في السجن لكل منهما".
وبحسب المحامي سفرنيا، فقد مُنع هؤلاء المعلمون أيضًا من أي نشاط والعضوية في مجموعات لمدة عامين ومُنعوا من مغادرة البلاد لمدة عامين آخرين.
اعتصام للمعلمين
وفي سياق متصل، احتجت مجموعة من المعلمين في بعض مدن إيران على قتل واعتقال الطلاب والمعلمين، من خلال الذهاب إلى المدارس ورفض دخول الفصول الدراسية.
وتم نشر صور من مدارس مدينتي سقز ومريوان في محافظة كردستان غرب إيران، وتظهر إضراب مجموعة من المعلمين.
وفي وقت سابق، احتج المجلس التنسيقي للمنظمات النقابية للمنظمات الثقافية الإيرانية على "القمع المنهجي للمعلمين والطلاب والأشخاص"، مشيرًا إلى ما أسموه "تعدي" القوات العسكرية والأمنية والزي الرسمي على خصوصية المدارس والأفراد.
ودعا المجلس التنسيقي إلى الاعتصام والإضراب عن التعليم في يومي الأحد والإثنين من الأسبوع الجاري رفضاً لعنف السلطات الأمنية ضد التعليم.
وكان هذا المجلس أعلن في وقت سابق الحداد العام الخميس والجمعة والسبت، على أرواح القتلى في الاحتجاجات الأخيرة.
وفي الأسابيع الأخيرة، انضم طلاب من مناطق مختلفة من إيران إلى الاحتجاجات بخلع حجابهم داخل المدرسة وخارجها وترديد شعارات مناهضة للحكومة.
وأعربت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء معاملة الطلاب من قبل قوات الأمن الإيرانية.
اختطاف الطلاب الأكراد
بدورها، أعلنت منظمة "هنجاو" الحقوقية الكردية، الأحد، عن اختطاف الأجهزة الأمنية 57 طالباً في مدن كردستان الواقعة غرب إيران.
وقالت المنظمة في بيان لها: "تم اختطاف عشرات الطلاب من قبل الأجهزة الأمنية في مختلف مدن كردستان، وقد تمكنا من التحقق من هوية 57 منهم".
وأضافت أن "الطلاب في مدارس مدينة سرو آباد التابعة لمحافظة كردستان غرب إيران لم يحضروا إلى الفصول الدراسية وقاطعوا المدارس بسبب الأجواء الأمنية في المدارس وكذلك بسبب الوجود المستمر لقوات الأمن".
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أنه "بعد بداية الاحتجاجات الطلابية في المدارس وأحيانًا خارج المدرسة، لجأت قوات الأمن إلى قمع ومضايقة الطلاب بأقسى الطرق".
وتابعت "بناءً على الإحصائيات المسجلة في مركز الإحصاء والوثائق لمنظمة هنجاو لحقوق الإنسان، في الأيام الـ 35 الماضية، تم اختطاف ما لا يقل عن 16 طالبة كردية و41 طالبًا كرديًا من قبل المؤسسات الأمنية الإيرانية".
وأضافت أن "نعمة شفيق دوست البالغة من العمر 16 عامًا من بلدة سلماس كانت من الأطفال الذين اختطفتهم قوات الأمن فيما أصيبت بجروح خطيرة وتوفيت بعد أيام قليلة في حجز القوات الأمنية".
وبحسب المنظمة الكردية، فقد سجل أكبر عدد من الموقوفين الطلاب في مدينتي جوانمرد وسقز بواقع 10 حالات، مبينة أنه "في مدينة سنندج عاصمة محافظة كردستان تم اختطاف 27 طالباً 6 فتيات و21 فتى".
وختمت المنظمة تقريرها بالقول إن "أكثر من 150 طالبًا كرديًا اختطفوا من قبل المؤسسات الأمنية لإيران، لكن بسبب انقطاع الإنترنت وضغط المؤسسات الأمنية على أسرهم، لم يكن من الممكن الوصول إلى مزيد من المعلومات في هذا الصدد".
من جهة أخرى، علق وزير التربية والتعليم الإيراني، يوسف نوري، الأحد، على التقارير التي تحدثت عن سجن أو احتجاز عدد من طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
ونفى نوري في حديثه لوكالة أنباء "برنا" التابعة لوزارة التربية والتعليم، سجن أو احتجاز أي طالب، وقال "ليس لدينا أي طلاب مسجونين أو محتجزين، الطلاب والمدارس والوحدات التعليمية عزيزة علينا ومحترمة لنا، لكن العدو استهدف المدارس والطلاب في إيران، وهذا أمر لا يطاق بالنسبة لنا وللطلاب".
وأضاف: "الإعلام الخارجي والفضاء الافتراضي، الذي يديره الأعداء، خلق جوًا من أعمال الشغب وحاول القيام بأشياء ضد طلاب بلدنا"، نافياً أن تكون قوات الشرطة تدخل المدارس بالقوة.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز