مستشار خامنئي ينسحب لصالح "رئيسي" من سباق الرئاسة
أعلن وزير الدفاع الإيراني الأسبق حسين دهقان انسحابه من الترشح بالانتخابات الرئاسية لصالح إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء في البلاد.
وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، الإثنين، أن دهقان أصدر بيانا يعلن فيه انسحابه بشكل رسمي من الترشح في انتخابات الرئاسة في دورتها الـ 13 لحساب المرشح رئيسي، والمحسوب على التيار الأصولي.
- مرشحو الرئاسة الإيرانية.. "قاضي الموت" الأوفر حظا
- "ابتعدوا عن السياسة".. جنرالات إيران يثيرون مخاوف النظام الإيراني
وكتب حسين دهقان في بيان نشره عبر حسابه على موقع تويتر، "أنه بالنظر إلى حضور شخصيات من تيارات سياسية ومستقلين لا أري ضرورة في استمرار حضوري، وأعلن انسحابي من الترشح وأضع كل إمكانياتي في خدمة النظام ومرشح جبهة الثورة السيد رئيسي".
ويأتي انسحاب حسين دهقان، الذي يتولي حاليا منصب مستشار الشؤون العسكرية للمرشد الإيراني علي خامنئي، بعد أن قدم أوراق ترشحه بمقر وزارة الداخلية الإيرانية مطلع الشهر الجاري، في حين لم يعلن بعد مجلس صيانة الدستور قائمة رسمية بأسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية في البلاد.
وفي هذا الصدد، رجح أحمد فاروق، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن انسحاب دهقان من السباق الانتخابي المقرر له 18 يونيو/ حزيران المقبل، يأتي حفظا لماء وجه الأخير بعدما تحدثت تقارير إعلامية مؤخرا عن رفض أهليته (حسين دهقان) من جانب مجلس صيانة الدستور، وذلك على الرغم من تأكيداته المتكررة سابقا بعدم التراجع عن قرار المنافسة على المقعد الرئاسي.
وقال فاروق في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن هناك أيضا صلة بشكل غير مباشر بين انسحاب وزير الدفاع الإيراني الأسبق من المشهد الانتخابي والدعوات التي أطلقها مناصرو التيار الأصولي على وسائل التواصل الاجتماعي لدفع مرشحيهم نحو حشد التأييد لصالح مرشح من التيار المحافظ منعا لتشتيت أصوات الناخبين وبالتالي احتمالية فوز رئيس من التيار الإصلاحي، وفق قوله.
وأشار الباحث في الشؤون الإيرانية إلى أن التيار الأصولي يشهد حالة انقسام على الذات في الوقت الراهن داخل إيران، كما أن حسين دهقان يفتقر الشعبية بين التيارات الأصولية، حيث حل متأخرا عن الكثير من المرشحين المحتملين في استطلاعات الرأي.
ولفت فاروق لـ "العين الإخبارية" إلى أن رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم رئيسي يعد المرشح الأوفر حظوظًا لخلافة الرئيس الحالي حسن روحاني والمرشد الإيراني علي خامنئي على حد سواء.
وأوضح أن حقيقة إلقاء الشخصيات السياسية البراجماتية وغير الحزبية بثقلها وراء رئيسي (في هذه المرحلة على الأقل) تظهر أن النظام الإيراني لديه ارتياحا كبيرا تجاه فكرة أن الإقبال المنخفض القياسي على التصويت بالانتخابات الرئاسية سيجعل رئيسي، يُنتخب بسهولة.
وأكد الباحث في الشؤون الإيرانية أنه في نفس الوقت لا ينبغي التسليم من الآن بحسم إبراهيم لمقعد الرئاسة في البلاد، استنادا على وقائع تاريخية سابقة لمرشحين خاسرين مثل ناطق نوري في الانتخابات الرئاسية عام 1997، وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني في انتخابات عام 2005، وسعيد جليلي عام 2013، ورئيسي نفسه في آخر انتخابات رئاسية عام ٢٠١٧.
وحول فرص مرشحين رئاسيين لديهم خلفيات عسكرية، ألمح فاروق إلى أن العسكريين الإيرانين سواء من داخل الجيش أو الحرس الثوري بشكل عام يدركون دورهم جيدا في خدمة النظام، وما يصطلح عليه البونابرتية (الحركة السياسية التي يكون على رأسها قائد عسكري مطلق الصلاحية) غير ممكن تطبيقه في إيران نظرا لتدني حظوظ هؤلاء المرشحين وفقا لاستطلاعات الرأي، على حد قوله.
واعتبر أنه يتعين مراقبة السلوك الانتخابي وتحركات رئيس البرلمان الإيراني السابق علي لاريجاني إذا أيدت أهليته للترشح بالانتخابات الرئاسية، خاصة أن فرصه وحظوظه (لاريجاني) ليست بالقليلة.
واختتم أحمد فاروق في تصريحاته لـ "العين الإخبارية" أن الفترة الفاصلة حتى موعد بدء الاقتراع في انتخابات الرئاسة الإيرانية في منتصف الشهر المقبل، قد تشهد حدوث الكثير من الأمور بالنظر إلى متغيرات المفاوضات النووية.
ومن المعروف تاريخيا أن فرص المرشحين المحسوبين على تيار المعتدلين والإصلاحيين ترتفع في الفوز بالانتخابات في إيران كلما كانت نسب مشاركة الناخبين مرتفعة؛ فيما من المتوقع أن يدعم أنصار الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد والمرشح حاليا (حال رفض أهليته) مرشحين آخرين، يقول فاروق.