إيران تعلق فشلها في علاج أزمات الاقتصاد على شماعة "آلية أوروبا"
رحلت إيران أزماتها المالية على أوروبا، متهمة إياهم بأنها تماطل في تنفيذ آلية مالية للتعاملات التجارية.
انقلب السحر على الساحر، هكذا تحولت علاقة إيران بالاتحاد الأوروبي، بعد فشل محاولات الأخير لإنقاذ ما تبقي من الاتفاق النووي عبر آلية مالية لتعاملاته التجارية مع حكومة طهران.
ويبدو أن إيران وجدت في فشل الآلية ضالتها لتعلق عليها الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي يواجهها الإيرانيون، حيث اتهمت أوروبا بالمماطلة في تنفيذ الآلية التي كانت تستهدف الالتفاف على العقوبات الأمريكية، المفروضة على طهران اعتبارا من أغسطس/ آب 2018.
- إيران في رمضان.. اختفاء السكر الأبيض واستياء من غلاء الأسعار
- بيانات رسمية: 54% تراجعا في صادرات إيران من الكهرباء
وتحاول الحكومة والمؤسسة الرئاسية في طهران تبرئة نفسها، أمام ضغوطات المواطنين الذين يواجهون هبوط العملة الحاد وارتفاع نسب التضخم، دون دعم حكومي أو محاولات للتخفيف من أسعار السلع الصاعدة وشح النقد الأجنبي في البلاد.
وكتب محافظ البنك المركزي الإيراني "عبدالناصر همتي"، الثلاثاء، على صفحته بموقع أنستقرام، أنه "ومنذ نحو عام، سعت أوروبا لإيجاد آلية مالية للتبادل التجاري مع إيران، حتى بادرت إلى تقديمها قبل 3 أشهر.. دون تنفيذ حتى اليوم".
ولا تستطيع البنوك العاملة في إيران أو البنك المركزي، استخدام أنظمة المدفوعات والتحويلات المالية حول العالم، بسبب عقوبات أمريكية، طالت هذه الأنظمة في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، رافقتها عقوبات نفطية.
كما أن دول أوروبا لم تتمكن من اعتماد آلية للمدفوعات التجارية مع إيران، دون موافقة من الولايات المتحدة، التي شددت عقوباتها الاقتصادية ضد طهران، بسبب برنامجها النووي ودعمها الإرهاب، وتدخلاتها في شؤون الدول العربية.
واعتبر محافظ البنك المركزي الإيراني، أن الحديث عن سعي أوروبا لتفعيل الآلية المالية أصبح عبارة مكررة وبالية؛ وأضاف: "إن أبسط عمل لتفعيل الآلية المالية، هو شراء النفط من قبل الشركات والمؤسسات الأوروبية، أو منح خط اعتماد للمصدرين الأوروبيين للبدء بالتصدير إلى إيران".
وإلى جانب عقوبات من ولوج البنوك الإيرانية لأنظمة التحويل المالي الدولية، فإن طهران لا تملك النقد الأجنبي اللازم لمدفوعاتها التجارية، بسبب انهيار صادراتها من النفط الخام، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وذكر المسؤول الإيراني: "إن كان الأوروبيون قلقين من رد فعل الولايات المتحدة إزاء السلع المصدرة إلى إيران، فبإمكانهم اختبار قدرتهم على تصدير السلع الأساسية والأدوية.. الآن يمكن القول بأن الكرة في ملعب أوروبا".
وإحدى أبرز مشاكل إيران التجارية الحالية، عدم وفرة الأدوية بالكميات والأنواع المطلوبة، بسبب عدم قدرتها على توفير النقد الأجنبي للاستيراد، وعقوبات تجارية أمريكية، دفعت أسعار الدواء في البلاد للارتفاع بأكثر من 200%.