إيران في رمضان.. اختفاء السكر الأبيض واستياء من غلاء الأسعار
اختفاء السكر الأبيض من الأسواق يتحول إلى عنوان رئيسي في تقارير وسائل إعلام إيرانية رسمية على مدار الأيام الأخيرة.
اختفاء السكر الأبيض من الأسواق تحول إلى عنوان رئيسي في تقارير وسائل إعلام إيرانية رسمية على مدار الأيام الأخيرة، تزامنا مع بداية شهر رمضان، في حين سجلت أسعار المعروض منه في السوق السوداء أسعارا حادة.
وأظهرت صور متداولة من قبل مستخدمين عبر منصات التواصل الاجتماعي لجوء متاجر صغرى وكبرى إلى وضع ملصقات تحت عنوان "ليس لدينا سكر.. يرجى عدم السؤال" على واجهاتها الخارجية.
- الجوع يُنهك قوى إيران العاملة وسط غلاء الأسعار واختفاء الدعم الحكومي
- اختفاء سلع وغلاء أسعار.. فوضى "كبيرة" بأسواق إيران مع أول أيام رمضان
واستطلعت وكالة أنباء تسنيم (شبه رسمية) آراء عدد من المستهلكين الذين أعربوا عن مواجهتهم صعوبة بالغة في العثور على كيلو جرام واحد من السكر الأبيض الذى ارتفع ثمنه إلى حدود 10000 تومان إيراني (1 دولار أمريكي= 4200 تومان طبقا للسعر الرسمي).
وتأتي هذه الزيادة غير المسبوقة في أسعار السكر الأبيض المستخدم بكثافة في إيران، بعد وعود أطلقتها مؤسسات حكومية على رأسها منظمة الحاصلات الزراعية والمواد الغذائية بتوفير 200 ألف طن بسعر 3400 تومان للكيلو الواحد بدعوى تهدئة السوق خلال أيام شهر رمضان لكن يبدو أن الأمر انقضى دون جدوى تذكر.
وتشير بيانات رسمية إلى أن الإيرانيين يستهلكون سنويا قرابة مليوني و100 ألف طن من السكر الأبيض، في الوقت الذي زادت فيه أسعار هذه السلعة لأكثر من 64% على مدار الفترة من 21 مارس/ آذار 2018 حتى 20 مارس/ آذار 2019.
وحظرت إيران العام الماضي استيراد السكر من الخارج بدعوى الحفاظ على مخزونها النقدي من العملة الصعبة، لكن من الواضح أن حجم الإنتاج المحلي المتدني لا يصل إلى الحد الأدنى من الطلب بالنسبة للمستهلكين في البلاد.
يشار إلى أن الأسواق الإيرانية تشهد على مدار الأشهر الأخيرة نضوب مخزون سلع ضرورية مثل اللحوم الحمراء والدجاج والبصل والأسماك المعلبة والمكرونة وأخيرا الورق الخام.
وعلى صعيد متصل، استطلعت هيئة الإذاعة البريطانية في نسختها الفارسية آراء عدد من المستهلكين الإيرانيين مع أول أيام شهر رمضان، حيث أجمعوا على تضاؤل حجم مكونات الموائد الرمضانية، فضلا عن حذف سلع مفضلة من السلال الغذائية توفيرا للنفقات الباهظة.
وقال مستهلك (رفض الإفصاح عن هويته) "إن قدرته الشرائية قد انعدمت إلى حد العجز عن شراء اللحوم سواء الحمراء أو المجمدة"، لافتا إلى لجوئه إلى تناول بقوليات على مائدة إفطار عائلته المكونة من 5 أفراد على الرغم من وصول سعر العدس الأصفر إلى 8000 تومان إيراني للكيلو الواحد (1 تومان= 10 ريالات إيرانية).
وأشار راضي (سائق حافلة) إلى أن أسرته اتجهت مؤخرا إلى شراء أجزاء الدجاج مثل الأجنحة التي بلغ سعرها أيضا قرابة 10000 تومان إيراني أملا في تذوق طعم الدواجن واللحوم حتى لو لمرة واحدة شهريا.
وأعربت سيدة متقاعدة عن تذمرها من غلاء أسعار البقلاوة والمشبك إلى نحو 20 ألف تومان إيراني مؤخرا، في حين كانت تفضل عائلتها شراءهما سنويا تزامنا مع شهر رمضان.
وأوضحت السيدة الإيرانية التي فضلت التحدث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" دون ذكر اسمها "أن قيمة إيجارات السكن قد زادت أيضا بشكل مقلق، في الوقت الذي تتناول أسرتها شريحة جبن وبعض الخبز أثناء وجبة السحور توفيرا لمزيد من النفقات".
وحل نبات فطر عيش الغراب أو المشروم بديلا على موائد إفطار الأسر الإيرانية متوسطة الدخل التي لم تعد قادرة على مواجهة غلاء أسعار اللحوم والدجاج التي وصلت إلى 120 ألف و16 ألف تومان إيراني للكيلو الواحد على التوالي.
وكشف منير (خياط) أن أسعار سلع أخرى متداولة شعبيا مثل البلح قد بلغت حدود 15000 تومان إيراني، والجبن (500 جرام) وصلت إلى 8000 تومان، والقشدة 2000 تومان، وزجاجة اللبن 4000 تومان، لافتا بسخرية إلى أن عائلته تصوم طوال العام وليس في رمضان فقط.