التخبط يسيطر على نظام طهران بعد إلغاء إعفاءات النفط
قرار واشنطن بخصوص النفط وضع النظام الإيراني في أزمة جديدة؛ حيث تراهن أمريكا على تصفير صادرات النفط الخام ومكثفات الغاز الإيرانية
أظهر قرار الولايات المتحدة إلغاء تمديد إعفاءات نفطية كانت تتيح شراء محدوداً للنفط الخام من إيران، رغم عقوباتها، حالة تخبط واضطراب واضحة على المستوى الرسمي في طهران حتى بالنسبة لجدول أعمال الرئاسة الإيرانية.
ونقلت وسائل إعلام محلية، الأربعاء، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني ألغى زيارتين مقررتين إلى محافظتي كردستان وكرمانشاه، فضلاً عن عدم حضوره افتتاح النسخة الـ32 لمعرض طهران الدولي للكتاب.
- محمد جعفري قائد حرس إيران السابق.. 12 عاما من التخريب والإرهاب
- صحيفة: نظام طهران استغل كارثة الفيضانات بشكل دعائي "فاشل"
وأوردت وكالة أنباء فارس (شبه رسمية) عن مكتب روحاني أن جميع رحلاته الداخلية قد ألغيت في الوقت الراهن، بدعوى ظهور برنامج عمل غير متوقع، بينما زعمت مصادر إيرانية أخرى أن برودة الطقس هي السبب وراء الإخلال بزيارات الرئيس الإيراني.
وأكدت صحيفة كيهان (معارضة وتتخذ من لندن مقراً لها) أن قرار واشنطن بخصوص النفط وضع النظام الإيراني في أزمة جديدة؛ حيث تراهن أمريكا على تصفير صادرات النفط الخام ومكثفات الغاز الإيرانية في ظل سياسات طهران العدائية إقليمياً ودولياً.
وأشارت الصحيفة الناطقة بالفارسية إلى أن المسؤولين الإيرانيين يحاولون صرف أنظار الرأي العام داخلياً من خلال تصريحات هجومية ضد قرار أمريكا، إلى جانب التقليل من تأثير تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة منذ شهري أغسطس/آب، ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
وأكدت "كيهان" في تقرير لها أن إلغاء الأذونات النفطية الممنوحة لثمانية مشترين من النفط الخام الإيراني لن يؤثر على حجم المعروض في سوق الطاقة العالمي، بسبب تعويض منتجين آخرين النقص الناجم عن صادرات طهران التي حذرت واشنطن من التعامل معها بسبب دورها في نشر الإرهاب عالمياً.
ولفت التقرير إلى تصريحات عباس موسوي، الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، التي وصفها بـ"عديمة الجدوى"، بعد إنهاء الاستثناءات النفطية؛ فيما ستزيد تأثيرات سلبية في الداخل الإيراني المأزوم فعلياً.
ويخشي نظام طهران المضطرب بسبب ارتفاع حدة التذمر الشعبي، لسوء الأوضاع معيشياً من توترات داخلية مرتقبة، لا سيما في ظل نمو اقتصادي سلبي يصل إلى حدود 4% على مدار الفترة من 21 مارس/آذار 2018 إلى 20 مارس/آذار 2019.
وفي السياق نفسه، هاجم نشطاء إيرانيون عبر منصات التواصل الاجتماعي نظام ولاية الفقيه الحاكم في البلاد منذ عام 1979، بسبب التقاعس الواضح عن تقديم الدعم اللازم لمنكوبي كارثة الفيضانات التي اجتاحت أغلب أقاليم البلاد.
وحملت المقاومة الإيرانية التي تتخذ من باريس مقراً لها، النظام الثيوقراطي مسؤولية تداعيات سلبية أبرزها تشريد 500 ألف شخص، وذلك في ظل حصوله (النظام) على مليارات الدولارات من عوائد النفط طوال 40 عاماً، لإهدارها على أنشطة تخريبية خارج الحدود.
وأكدت مريم رجوي، زعيمة المقاومة الإيرانية، التي تمثلها منظمة مجاهدي خلق (معارضة)، عبر تويتر، أن السياسات المدمرة لنظام الملالي ونهب ثروات الشعب لصالح دعم وتمويل الإرهاب ونشر الحروب، جعل الإيرانيين بلا دفاع أمام أبسط الكوارث الطبيعية.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز