إيران المأزومة.. حجم التبادل التجاري مع الصين يتراجع إلى النصف
مخاوف كبيرة تسود داخل الأوساط الاقتصادية في إيران من احتمالية توقف التبادل التجاري مع الصين، ما يسبب مزيدا من المصاعب بالنسبة لطهران.
شهد حجم التبادل التجاري بين الصين وإيران تراجعا بنسبة 50%، قياسا بالفترة نفسها قبل عام واحد، وفقا لبيانات صادرة عن الجمارك الصينية.
وتسود مخاوف كبيرة داخل الأوساط الاقتصادية في إيران من احتمالية توقف التبادل التجاري مع الصين، وهو الأمر الذي سيسبب مزيدا من المصاعب بالنسبة لتجارة طهران الخارجية المتدهورة بالفعل.
ورصدت وسائل إعلام إيرانية محلية أبرزها صحيفة شرق (يومية إصلاحية) انخفاضا ملحوظا في معدل العلاقات التجارية بين بكين وطهران طوال الأشهر الأخيرة.
- دويتشه فيله: اقتصاد إيران يواصل السقوط.. التضخم والبطالة يقفزان
- مؤشر التضخم يواصل قفزاته "الجنونية" في إيران
وأشارت الصحيفة الإيرانية في تقرير لها إلى أن مطلع العام الجاري شهد تراجعا لحجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 50%، قياسا بالفترة نفسها قبل عام واحد، وفقا لبيانات صادرة عن الجمارك الصينية.
وأظهرت أرقام مصلحة الجمارك لدى بكين انخفاضا بمعدل 65% في حجم الصادرات الصينية إلى إيران على مدار الربع الأول من 2019، لاسيما في مجال بضائع رئيسية تعتمد عليها سوق الصناعات الإيرانية متدنية الأرقام مؤخرا.
وبلغت القيمة الإجمالية للصادرات الصينية إلى إيران قرابة 1.1 مليار دولار أمريكي منذ بداية 2019، خلافا لـ3 مليارات و285 مليون دولار في المدة نفسها من العام الماضي.
ومن المحتمل أن تزيد نسب التراجع في التجارة البينية بين بكين وطهران في مايو/أيار المقبل تبعا لتشديد العقوبات الأمريكية المفروضة على الأخيرة بسبب سياساتها العدائية إقليميا ودوليا.
واعتبرت الصحيفة الإيرانية أن مستوى الصادرات الصينية إلى طهران في 3 مجالات هي: البتروكيماويات، والسيارات، والمواد الغذائية، قد اختل بشدة أيضا.
ومن المرجح أن تظهر تداعيات سلبية للغاية على إيران في هذا الصدد، بعد أن تكبدت خسائر تقدر بأكثر من 1.36 مليار دولار إثر تراجع صادرات قطاع البتروكيماويات.
تظهر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الشركة الوطنية الإيرانية للبتروكيماويات (حكومية) انخفاضا يزيد على مليوني طن مقارنة بالعام السابق (21 مارس/آذار 2017 - 20 مارس/آذار 2018)، وتراجع العائدات من 12 مليار دولار إلى 10.645 مليار دولار.
بينما تعاني سوق السيارات المحلية بشدة بعد أن تهاوت إنتاجيتها بمعدل 27% طوال العام الماضي، في حين تتعرض أسواق المواد الغذائية لموجة غلاء حادة زادت من أسعار أغلب السلع الأساسية.
وأرجع تقرير "شرق" الأسباب الرئيسية وراء التوتر التجاري بين الصين وإيران إلى عقبات مصرفية تعرقل عمليات تحويل العوائد النقدية للشركاء الصينيين، مثلما هو الحال بالنسبة للأوروبيين الذين تخارجوا بالفعل من أسواق طهران المأزومة فعليا.
ونقلت صحيفة "شرق" عن أحد التجار الإيرانيين البارزين في الأسواق الصينية (لم تفصح عن هويته) مخاوف من إغلاق حتى المسارات التجارية البديلة مع الصين في الوقت الراهن بسبب عقوبات واشنطن.
وأغلقت عدة بنوك صينية مثل "آيه بي سي"، وبنك أوف تشاينا (بنك الصين) حسابات مصرفية مملوكة لرجال أعمال إيرانيين دون إشعار مسبق، وفقا للتقرير.
ومن المحتمل أن تعصف الحرب التجارية الدائرة منذ فترة بين بكين وواشنطن، إلى جانب مكافحة الصين لأنشطة غسل الأموال بآمال طهران في الإبقاء على تجارتها الخارجية مع أكبر مستورد لنفطها الخام الراكد منذ تطبيق ثاني حزم العقوبات الأمريكية، نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
واختلت معدلات التجارة الإيرانية كثيرا في الآونة الأخيرة، خاصة مع اقتراب مرحلة جديدة من عقوبات واشنطن ضد إيران والتي ستطال كيانات وأنشطة اقتصادية وثيقة الصلة بمليشيا الحرس الثوري المصنفة منظمة إرهابية حديثا.
يشار إلى أن مؤسستين أوروبيتين بارزتين هما بنكا "يوني كريدت" الإيطالي، و"ستاندرد تشارترد" البريطاني، تعرضتا لغرامات مالية باهظة في الأسابيع الأخيرة من قبل الولايات المتحدة بسبب تعاونهما سابقا مع إيران، فيما حذرت أمريكا دول العالم كافة من التبادل تجاريا ونفطيا مع طهران.
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA=
جزيرة ام اند امز