مؤشر التضخم يواصل قفزاته "الجنونية" في إيران
أعلن مركز الإحصاء الإيراني (حكومي) في أحدث تقاريره زيادة مؤشر التضخم السلعي بنسبة 51.4% في الشهر الأول من السنة الفارسية الجديدة.
أعلن مركز الإحصاء الإيراني (حكومي) في أحدث تقاريره عن زيادة مؤشر التضخم السلعي بنسبة 51.4 % في الشهر الأول من السنة الفارسية الجديدة (بدأت 21 مارس/آذار الماضي)، في حين خسرت العملة الإيرانية الرسمية (الريال) نحو 70% من قيمتها منذ العام الماضي.
وأشار المركز الإيراني في تقريره المنشور على موقعه الرسمي عبر شبكة الإنترنت إلى أن مؤشر التضخم السلعي السنوي (12 شهر) الفترة من 21 مارس/آذار 2018 حتى 20 مارس/آذار الماضي (تبعا للرزنامة الفارسية) قد زاد بنحو 4% وصولا إلى نسبة 30.6%.
- البطالة تضرب المؤهلات العليا في إيران.. 40% من حاملي الدكتوراه عاطلون
- دويتشه فيله: اقتصاد إيران يواصل السقوط.. التضخم والبطالة يقفزان
وكشف صندوق النقد الدولي في تقييم له مؤخرا عن أن نسبة التضخم في إيران وصلت إلى 31.2% خلال عام 2018، متوقعا وصولها إلى 37.2% في السنة الميلادية الحالية 2019، بينما ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بشكل تجاوز نظيرتها غير الاستهلاكية والخدمية.
وارتفعت أسعار سلع مثل المأكولات الأساسية والمشروبات والتبغ في أبريل/نيسان الجاري إلى 85.3 %، والبضائع غير الغذائية والخدمات إلى نحو 37.8% مقارنة بالشهر نفسه قبل عام واحد.
وينطبق الأمر نفسه بالنسبة لمعدل التضخم على أساس سنوي، حيث زادت أسعار المجموعة الغذائية ومنتجات التبغ إلى حدود 44.9%، ومجموعة البضائع غير الغذائية إلى قرابة 44.9 %، في الوقت الذي تراوحت نسب التضخم بين المناطق الحضرية بنحو 50 % والقروية بنحو 59.4%.
بعبارة أخرى، شهدت المناطق القروية زيادة أعلى في قيمة السلع والبضائع والإيجارات والخدمات من المدن، وسط عجز الحكومة الإيرانية عن توفير بدائل ناجزة للمستهلكين العاديين في شتى قطاعات الاقتصاد المحلي وأسواق البلاد.
وتشير الأرقام الرسمية الصادرة عن مركز إحصاء طهران إلى أن شرائح المستهلكين تكبدت نفقات في المتوسط تقدر بنحو 51 % أكثر من العام الماضي لشراء المجموعة نفسها من السلع والخدمات.
وفي خطوة تعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تواجهها إيران، يعتزم البنك المركزي الإيراني حذف 4 أصفار من العملة المحلية بعد تدهور قيمتها لأدنى مستوى أمام الدولار الأمريكي مؤخرا، فضلا عن قفزات متتالية لمؤشرات التضخم الشهرية والسنوية.
وأفاد المصرف المركزي الإيراني في بيان رسمي مؤخرا عن مباشرة حذف 4 أصفار من عملة الريال الإيراني بالتنسيق مع السلطات الحكومية في البلاد، في حل يراه مراقبون بلا جدوى بسبب عرقلة إجراء إصلاحات هيكلية على مستوى الاقتصاد المحلي.
واعتبر مركزي إيران أن حذف 4 أصفار يأتي على خلفية ازدياد حجم العملات الورقية في المعاملات المصرفية، فضلا عن وجود أرقام كبيرة للغاية في التبادل اليومي، إلى جانب انخفاض ملحوظ في قيمة الريال الإيراني أمام العملات الأجنبية الأخرى.
وفي الوقت الحالي يسجل الدولار الأمريكي الواحد قرابة 140 ألف ريال إيراني، وفق منصة "بونباست" المتخصصة في رصد سوق النقد الأجنبي الحرة، وذلك في أول تأثير مباشر بعد تصنيف واشنطن مليشيا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية على لوائح الإرهاب الخاصة بها، في سابقة تاريخية.
وتؤكد تقارير إخبارية محلية أن حالة كساد حادة تخيم على العديد من القطاعات الاقتصادية، إلى جانب تقلبات حادة بأسعار النقد الأجنبي واختلال فرص الاستثمار الصناعي وكذلك التطوير التكنولوجي، فضلا عن زيادة نسب العاطلين وتقلص فرص التوظيف.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzguMTYg جزيرة ام اند امز