إيران.. محاولات "فاشلة" لعرقلة توافق "أوبك+"
تسعى طهران لضرب التوافق القائم بين منظمة "أوبك" وحلفائها، وتصر على الحصول على استثناءات.
في 6 ديسمبر/كانون الأول الجاري، عندما اجتمع وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في العاصمة النمساوية فيينا، أعلنت إيران على لسان وزير نفطها بيجن زنغنة، أنه يجب استبعاد طهران من أي قرار بشأن المستوى المستقبلي للإنتاج حتى رفع العقوبات، وهي التصريحات التي لم تكن سوى محاولة جديدة من إيران لعرقلة التوافق بين أوبك وحلفائها على عودة الاستقرار إلى سوق وأسعار النفط.
- خفض أم تثبيت.. أيهما تختار "أوبك" وحلفاؤها لضبط سوق النفط؟
- "أوبك" تسعى لتجاوز مهاترات إيران بشأن الإنتاج
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا، الجمعة، لاتخاذ قرار بشأن سياسة إنتاج النفط بالتنسيق مع منتجين من خارج المنظمة مثل روسيا وسلطنة عمان وكازاخستان.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إنه ليس واثقا من أن أوبك ستتوصل إلى اتفاق اليوم، لخفض إنتاج النفط في الوقت الذي تقول فيه مصادر إن المملكة، أكبر منتج في المنظمة، لم توافق بعد على استثناءات لطهران التي تخضع لعقوبات أمريكية.
واستأنفت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المناقشات بفيينا في نحو الساعة 0900 بتوقيت جرينتش، قبل اجتماع مع المنتجين من خارج المنظمة بقيادة روسيا يُعقد في وقت لاحق اليوم.
وفى مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعادت الولايات المتحدة الأمريكية فرض الحزمة الثانية من العقوبات على طهران، والتي تشمل قطاع النفط والطاقة، ورغم العزم الأمريكي على الوصول بصادرات إيران النفطية إلى مستوى "صفر" إلا أن واشنطن منحت 8 دول استثناءات لشراء النفط الإيراني لمدة 6 أشهر وهو ما تسبب في هبوط أسعار النفط.
وهوت أسعار خام برنت لتسجل نحو 60 دولارا للبرميل، منخفضة بنحو 30% من أعلى مستوى لها منذ منتصف 2014، حينما وصلت إلى 86 دولارا للبرميل مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018.
تأكيدات إيران في هذا الشأن لم تتوقف عند قرارها بعدم الانضمام لاتفاق خفض الإنتاج، لكنها شملت رفضا للانضمام للجنة المتابعة الوزارية التابعة لمنظمة "أوبك"، المسؤولة عن مراقبة اتفاق فيينا وتقديم توصيات لتعديله، وقال الوزير الإيراني بيجن زنغنة إنه لا يرى أهمية لوجود هذه اللجنة.
وبحسب ما نقلته رويترز، فإن مصدرين في أوبك قالا إن إيران تبدو العقبة الأساسية في اتفاق أوبك على خفض إنتاج النفط اليوم، في الوقت الذي لم توافق فيه السعودية، أكبر منتج في المنظمة، بعد على إعفاء طهران التي تصر على استثناء لحين إلغاء العقوبات.
- نسخ مكررة للرفض الإيراني
محاولات إيران لضرب وإفشال التوافق بين دول أوبك وحلفائها لم تكن جديدة، لكنها صورة مكررة مما فعلته طهران في 2016.
خلال عام 2016، انهارت أسعار النفط إلى مستوى أقل من 30 دولارا للبرميل، من مستوى فوق الـ110 دولارات خلال عام 2014، فقررت أوبك بقيادة السعودية، وحلفائها من كبار المنتجين المستقلين وعلى رأسهم روسيا التوافق على تخفيض الإنتاج للمرة الأولى منذ عام 2008، إلا أن طهران أعلنت رفضها الانضمام لمبادرة التخفيض.
طهران التي كانت ترغب في استعادة مكانها في أسواق النفط الدولية بعد رفع العقوبات الغربية عليها بسبب برنامجها وأنشطتها النووية، لم تكتف بعدم رغبتها في المشاركة في اتفاق خفض الإنتاج، لكنها بحسب وزير نفطها "ترغب باستثناءات تسمح لها بزيادة إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا ليصل إلى 4.7 مليون برميل ارتفاعا من 3.5 مليون إجمالي إنتاجها، وفقا لتقديرات السوق وقتها، لتضمن لنفسها حصة 14.7% من إجمالي إنتاج المنظمة البالغ 32.5 مليون برميل يوميا".
اقتراحات طهران ووزير نفطها رفضتها أوبك بقيادة السعودية التي أصرت على مشاركة كاملة في الاتفاق، إلا أنه بعد مفاوضات قررت أوبك تثبيت إنتاج إيران عند 3.797 مليون برميل يرميا، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "إنترفاكس" الروسية، في حين تحملت الرياض الجزء الأكبر من التخفيض بنحو 500 ألف برميل يوميا.
وكان اتفاق التخفيض السابق في النصف الأول من 2017، قد ساعد في دفع أسعار النفط إلى ما فوق 50 دولارا للبرميل. ثم واصلت الأسعار ارتفاعها لنحو 86 دولارا للبرميل.
- إيران "المعاقبة" واستغلال قرار قطر "المأزومة"
وعلى الرغم من القرار القطري بالانسحاب الطوعي من منظمة أوبك، إلا أن إيران بدت "مسرورة"، بذلك وتذرعت بتلك الخطوة حتى أصبح انسحاب قطر مادة إيرانية للهجوم على أوبك وحلفائها.
وكان سعد الكعبي وزير الطاقة القطري قد أعلن، قبل أسبوع، أن بلاده ستنسحب من أوبك اعتباراً من يناير/كانون الثاني المقبل، للتركيز على طموحاتها في قطاع الغاز".
وشن ممثل إيران في مجلس محافظي منظمة أوبك حسين كاظم بور أردبيلي، هجوما حادا على أوبك بسبب خروج قطر من المنظمة، مؤكدًا أنه يعكس خيبة أمل، وقال إن هناك أعضاء في أوبك يشعرون بخيبة أمل، لأن اللجنة الوزارية للمراقبة تتخذ قرارات بشأن الإنتاج بشكل أحادي الجانب، ومن دون التوافق المطلوب من قبل أوبك".
- افتراءات إيران على"أوبك"
إيران تدعي دائما وجود تدخل أمريكي في قرارات منظمة أوبك، خاصة بعد زيادة الإنتاج النفطي من الرياض وموسكو، خلال الفترة الأخيرة، وهو ما تنفيه السعودية وروسيا، حيث أكد كل من وزيري الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك والسعودي خالد الفالح، في تصريحات منفصلة لهما أن تغريدات دونالد ترامب الرئيس الأمريكي، لا تأثير لها على القرارات التي تتخذ في "أوبك+".
وتهدف "أوبك"، التي تتخذ فيينا مقرا لها منذ 1965، إلى "تنسيق وتوحيد السياسات النفطية بين الدول الأعضاء لضمان أسعار منصفة ومستقرة لمنتجي النفط وإمدادا موثوقا ومنتظما وبأسعار معقولة للبلدان المُستهلكة".
وتسعي منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إلى تجاوز مهاترات إيران التي يعاني قطاع الطاقة منها.
وفي سياق متصل، اعترف محمد باقر نوبخت، رئيس منظمة التخطيط والميزانية الإيرانية (حكومية)، بأن مداخيل طهران المالية قد انخفضت بمقدار الثلث، بالتزامن مع مناقشة لائحة الميزانية الحكومية للسنة المالية الجديدة، والتي تبدأ في 21 مارس/آذار.
وتعتمد طهران في المقام الأول على النفط لتأمين العملة الصعبة، وتشير الأرقام إلى أن صادرات وإنتاج إيران من النفط الخام قد تراجع بالفعل على مدار الأشهر الأخيرة، حيث فقدت صناعة النفط الإيرانية نحو 156 ألف برميل يومياً طوال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب تقرير لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
aXA6IDE4LjIyNC41NC42MSA= جزيرة ام اند امز