القاضية الإيرانية صاحبة "نوبل" تدعو لتغيير نظام المرشد ووضع دستور مدني
أول قاضية في إيران تدعو إلى تغيير النظام الحاكم وتحويله لمدني عبر استفتاء، معتبرة أن المرأة فقدت حقوقها بعد عام 1979.
دعت المحامية الحقوقية الإيرانية شيرين العبادي، أول امرأة عُينت قاضية في إيران وحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2003، إلى ضرورة تغيير النظام الثيوقراطي الإيراني وتحويله إلى نظام مدني، موضحة أنه لن يتم ذلك إلا بتغيير الدستور، وذلك على خلفية مرور 40 عاماً على الثورة الإيرانية.
وقالت عبادي، في مقابلة مع صحيفة "ليكو" البلجيكية الناطقة بالفرنسية، إن الشعب الإيراني لا بد أن يضغط بأقصى درجة على النظام الإيراني؛ لقبول إجراء استفتاء بتغيير الدستور وإسقاط ولاية الفقيه، وذلك بمساعدة الأمم المتحدة لإضفاء الشرعية.
ودعت عبادي أوروبا إلى عدم مساعدة النظام الإيراني في قمع شعبه، مشددة على أن "مسألة حقوق الإنسان لا بد أن تكون شرطاً أوروبياً في أي مفاوضات تجارية أو اقتصادية مع إيران".
وحول رؤيتها لمستقبل إيران، قالت عبادي إنه لن يتم أي إصلاح دون تغيير الدستور الإيراني، مضيفة أن الشعب الإيراني يطمح طوال حياته إلى نظام ديمقراطي، والتخلص من نظام الرجل الواحد (المرشد الأعلى الإيراني) الذي يحكم البلاد مدى الحياة إجبارياً دون انتخابه أو رغبة الشعب الإيراني.
وأوضحت المحامية الحقوقية الإيرانية، اللاجئة إلى لندن منذ أكثر من 10 سنوات، أن "الدين لا بد أن يصبح أمراً خاصاً بين الفرد وربه، ولا يتم إقحامه في السياسة"، مشيرة إلى أن "إيران دولة إسلامية، ولكن يفرض الإسلام في البلاد برؤية رجل واحد وهذا أمر غير مقبول".
ووفقاً لعبادي (71 عاماً) التي سافرت جميع بلدان العالم للتنديد بجرائم النظام الإيراني، فإن "الشعب يتطّلع إلى ثورة حقيقية"، مشيرة إلى أن "جميع السيناريوهات ممكنة فقد تندلع ثورة شعبية حقيقية في أي وقت".
وأوضحت أنه "لعل أولئك (النظام) الذين يخشون اندلاع ثورة شعبية لديهم سبب وجيه يدعو للقلق"، مشيرة إلى أنه "بغض النظر عن الاسم الذي يطلق عليها، الإصلاح أو الثورة، يجب إجراء هذه التغييرات بأكثر الطرق السلمية الممكنة".
وتابعت: "لذا أقترح إجراء استفتاء في إيران، تحت إشراف الأمم المتحدة، وعلى الشعب الضغط بأكثر درجة ممكنة لإجبار النظام الإيراني قبول الاستفتاء تحت مظلة الأمم المتحدة".
المرأة الإيرانية فقدت حقوقها منذ عام 1979
وأضافت عبادي أنه "على الرغم من أن القيود والضغوط التي يفرضها النظام الإيراني فإنه لا بد للمرأة أن يكون لها دور فعّال في التغيير".
واعتبرت المحامية الحقوقية أن "المرأة قبل 40 عاماً، أي قبل الثورة الإيرانية، كانت تتمتع بجميع حقوقها، إلا أن المرأة خسرت كل شيء عام 1979، مثلي تماماً تم فصلي كقاضية لكوني امرأة وخسرت عملي في ليلة وضحاها".
وأشارت الناشطة الإيرانية إلى أن "المرأة لديها قوة حقيقية للتغيير في إيران، وقد أظهرت ذلك بالفعل عدة مرات خلال المظاهرات، فهي تكون دائما نشطة جدا وحاضرة".
وحول حصولها على جائزة نوبل للسلام، قالت عبادي إنه قبل تسلمها الجائزة كانت معتقلة سياسياً، وبعد استلامها الجائزة تم تجميد حساباتها المصرفية وإغلاق مكتبها بعد سرقته، واعتقال شقيقتها وزملائها، مضيفة: "كما تم ابتزاز زوجي للشهادة ضدي على تلفزيون النظام، لقد فقدت كل شيء"، حسب روايتها.
وقالت: "قرأت بعيني تقريراً للمخابرات الإيرانية بإعطاء أوامر بقتلي، ما اضطرني للجوء إلى لندن".
وأشارت عبادي إلى أن "عدد المسجونين السياسيين يتخطى الآلاف في السجون الإيرانية، إلا أن النظام لا يعلن ذلك رسمياً، كما أن أهالي المسجونين لا يستطيعون التحدث لوسائل الإعلام للتنديد بالاختفاء القسري لذويهم، فالبعض منهم يحصل على وعود من النظام بإطلاق سراح ذويهم حال صمتهم".
وفيما يتعلق بحصيلة حكم الرئيس الإيراني حسن روحاني، قالت عبادي: "صفر"، فقد مر أكثر من نصف المدة على الولاية الثانية، ولم ينفذ أياً من وعوده ليس فقط فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان بل النمو الاقتصادي أيضا.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg جزيرة ام اند امز