عيد الفطر في إيران.. تضييق واعتقالات واحتجاجات
قمع وتضييق ضد الأقليات الدينية لا ينتهيان في إيران حتى مع حلول عيد الفطر المبارك، بعد حظر إقامة صلاة العيد للسكان المحليين من أهل السنة.
قمع وتضييق ضد الأقليات الدينية لا ينتهيان في إيران حتى مع حلول عيد الفطر المبارك، حيث حظرت سلطات طهران إقامة صلاة العيد للسكان المحليين من أهل السنة في العاصمة الإيرانية.
وعلى الرغم من إقامة صلاة العيد في مصلى طهران الرئيسي، وكذلك أغلب المدن الإيرانية الأخرى، رفضت الأجهزة الأمنية إتمام شعائر صلاة عيد الفطر لأتباع المذهب السني في مصلى لهم بمنطقة يافت آباد بطهران، وفقا لتقارير إخبارية.
وكشف محمود صادقي (برلماني إيراني إصلاحي) عن أن المصلين السنة حصلوا على موافقة مسبقة لإقامة الصلاة صباح أمس الأربعاء، لكن الشرطة منعتهم حتى من إقامتها.
وأوضح صادقي نائب طهران، في تغريدة عبر موقع تويتر، أن السلطات الأمنية تتجاهل الرد على الأسباب وراء منع أهل السنة من إقامة صلاة عيد الفطر في العاصمة الإيرانية.
يشار إلى أن السلطات الإيرانية تحظر بناء مسجد خاص لأتباع المذهب السني في طهران رغم تجاوز أعدادهم قرابة مليوني شخص على الأقل.
وتعد هذه الموقف دلالة واضحة على مدى التمييز الصارخ من جانب نظام ولاية الفقيه، والذي يتنافى في المقام الأول مع نصوص الدستور الإيراني الذي يزعم حرية العبادة، فضلا عن تعارضه مع المواثيق والأعراف الدولية التي تضمن حق الأقليات الدينية في ممارسة شعائرهم بحرية كاملة.
ودأبت أجهزة الأمن الإيرانية على منع السكان السنة من إقامة صلاة عيدي الفطر والأضحى في أماكن خاصة بهم، رغم وجود أكثر من 3000 مسجد لأتباع المذهب الشيعي (مذهب إيران الرسمي) في نطاق العاصمة الإيرانية طهران.
وانتقد العديد من النشطاء الإيرانيين المدافعين عن حقوق الإنسان، هدم سلطات بلادهم المسجد الوحيد لأهل السنة في منطقة بونك بطهران عام 2015؛ فيما أدانت وزارة الخارجية الأمريكية مرارا انتهاكات إيران لحقوق الأقليات الدينية داخل البلاد.
وعلى صعيد متصل، اعتقلت السلطات الإيرانية إماما لأحد المساجد في محافظة كرمانشاه قبل أن تقتاده إلى مكان مجهول بدعوى إعلانه موعدا لعيد الفطر خلافا للتوقيت المعتمد من جانب مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي.
وانتقدت بشدة منظمة (هه نجاو) الحقوقية والتي يديرها نشطاء أكراد بهدف تسليط الضوء على انتهاكات وقضايا حقوق الإنسان في إيران، هذا التصرف من قبل عناصر وزارة الاستخبارات الإيرانية بعد مداهمتها منزل عبدالقدوس حسيني إمام مسجد خاتم الأنبياء بمدينة جوانرود (غرب إيران) عقب إعلانه الثلاثاء موعدا لعيد الفطر خلافا للموعد الرسمي الأربعاء.
وذكرت المنظمة الحقوقية المستقلة أن مؤسسات أمنية إيرانية استدعت طوال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المعظم، عشرات من رجال الدين الإيرانيين، حيث حذرتهم من إعلان الثلاثاء موعدا لعيد الفطر بزعم تزامنه مع الذكرى الثلاثين لرحيل المرشد الأول الخميني، ولا ينبغي الاحتفال فيه، على حد قولها.
وتحتل إيران قائمة البلدان الأكثر اضطهادا للأقليات الدينية، حيث يعد سجلها هو الأسوأ لدى الخارجية الأمريكية، حيث تتعرض أي أقلية دينية غير لائقة من وجهة نظر نظام ولاية الفقيه إلى مضايقة واضطهاد لأتباعها داخل البلاد.
وأعلن المعارض الأحوازي يوسف عزيز بن طرف أن السلطات الإيرانية اعتقلت عددا من الشباب في إقليم الأحواز الذي تقطنه أغلبية من السكان العرب والواقع جنوب البلاد، وذلك على خلفية احتجاجات شعبية مناهضة لسياسات النظام الثيوقراطي القمعية والتي اندلعت عقب انتهاء صلاة عيد الفطر في بعض المناطق هناك.
وأشار بني طرف رئيس مركز مكافحة العنصرية ضد العرب في إيران، في منشور عبر حسابه على موقع فيسبوك، إلى أن الاحتجاجات تزامنت مع ذكرى إعدامات جماعية نفذتها سلطات طهران ضد عدد من السكان الأحوازيين في عام 2007، لافتا إلى أن نطاقها (الاحتجاجات) تركز في مناطق كوت عبدالله، وحي الثورة، والمحمرة وغيرها.