"السجناء الأجانب".. ورقة نظام طهران لابتزاز واشنطن
في مسعى للابتزاز مجددا من قبل طهران بملف السجناء الأجانب، زعم وزير الخارجية الإيراني أن بلاده قدمت مقترحا لإطلاق سراح أمريكيين.
في خطوة يسعى من خلالها نظام طهران إلى استخدام ملف "السجناء الأجانب" لابتزاز الولايات المتحدة، زعم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده قدمت مقترحا لواشنطن قبل 6 أشهر يقضي بجاهزيتها لإطلاق سراح أمريكيين، بعضهم من أصول إيرانية، معتقلين لديها مقابل إيرانيين تمت إدانتهم بخرق عقوبات غربية ضد طهران سابقا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن ظريف تصريحاته التي أدلى بها على هامش حضوره اجتماعا لجمعية آسيا والمحيط الهادئ (غير حكومية) في نيويورك، معتبرا نفسه يمتلك صلاحيات في هذا الملف الذي تناور به بلاده طوال سنوات أملا في الحصول على مصالح سياسية حيث تعتقل عشرات الأجانب دون اتهامات واضحة.
- إيران تسجن عسكريا أمريكيا سابقا 10 سنوات بدعوى إهانة خامنئي
- لبناني محتجز في إيران يترشح للانتخابات من "قبر" تحت الأرض
واكتفى ظريف بالإفصاح عن مقترح تبادل سجناء بين واشنطن وطهران دون أن يفصح -على وجه الدقة- عن أي جهة إيرانية قد أحالت له التدخل في هذا الأمر برمته، خاصة أن القضاء الإيراني يردد مزاعم متكررة حول استقلاليته، في حال طلب حكومات رعايا أجانب معتقلين التدخل في ملفاتهم القضائية من قبل السلطات في إيران.
ودعم الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الخميس، مقترح ظريف في هذا الصدد، واصفا إياه بـ"الجدية"، في حين تتناقض التصريحات الأخيرة لوزير خارجية طهران مع أحاديث سابقة له تنطوي على صعوبة التوصل إلى حل إزاء إطلاق سراح معتقلين أجانب بسبب ابتعاد هذا الأمر عن صلاحيته المحددة له.
وفي تعليق لها على حديث ظريف الذي وصف بـ"المناورة الإيرانية" من قبل مراقبين، طالبت وزارة الخارجية الأمريكية سلطات طهران بالإفراج عن السجناء الأمريكيين الأبرياء في معتقلاتها إذا كانت ترغب في إثبات جديتها بالقضايا القنصلية.
وأوردت إذاعة صوت أمريكا (ناطقة بالفارسية ومقرها واشنطن) نقلا عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة طالبت عدة مرات بضرورة الحل الإنساني للأمريكيين المعتقلين ظلما لدى إيران، مضيفا أن طهران تحتجز بعض مواطني بلاده كرهائن لديها.
وفي سياق متصل، كشف وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف في تصريحاته بنيويورك، عن اقتراح يقضي بإطلاق سراح موظفة الإغاثة البريطانية من أصل إيراني نازانين زاخاري التي تعتقلها مليشيا الحرس الثوري منذ 2016، مقابل الإفراج عن مترجمة إيرانية معتقلة في أستراليا منذ عام 2017 لاتهامها بخرق العقوبات الغربية المفروضة ضد نظام طهران قبل سنوات.
وتتهم منظمات حقوقية دولية نظام ولاية الفقيه المسيطر على الحكم في إيران بسجن مواطنين غربيين كرهائن سياسيين، حيث اعتبر هادي قائي مدير حملة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، أن تصريحات ظريف الأخيرة بمثابة اعتراف صريح بهذه الحقيقة.
- طلاب جامعة أمريكية يحتشدون للإفراج عن باحث معتقل في إيران
- "الحرس الثوري" يضغط على معتقلة بريطانية في إيران للتجسس ضد لندن
وشكك قائمي في جدية اعتزام طهران تبادل سجناء أجانب بعضهم مزدوج الجنسية معتقلين لديها منذ سنوات، لاسيما وأنها تتعامل معهم باعتبارهم قطع شطرنج في لعبة سياسية فضلا عن تصنيفهم كرهائن داخل معتقلاتها المحلية سيئة الصيت.
وتحتجز سلطات طهران 5 أمريكيين بعضهم من أصول إيرانية في سجونها باتهامات غامضة، هم: روبرت ليفنسون (عميل فيدرالي سابق)، وشيوي وانغ (باحث أكاديمي)، ومايكل وايت (عسكري متقاعد)، وسيامك وباقر نمازي (ناشطان حقوقيان)، فضلا عن نزار زكا (خبير تقني) وهو لبناني الأصل كان يقيم بصفة دائمة في الولايات المتحدة.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi41NCA= جزيرة ام اند امز