مئات المثقفين الإيرانيين ينددون بانتهاكات حرية التعبير وتكميم الأفواه
مئات المثقفين الإيرانيين ينددون بسجن سلطات طهران 3 من أعضاء رابطة الكتاب الإيرانيين بسبب دورهم في مناهضة الرقابة على الأدب.
ندد مئات المثقفين الإيرانيين بسلطات طهران بسجن 3 من أعضاء رابطة الكتاب الإيرانيين على خلفية دورهم في مناهضة الرقابة على الأدب، كما انتقدوا المحاذير إزاء حرية التعبير عن الرأي في البلاد.
واعتبر أكثر من 900 كاتب ومترجم وشاعر إيراني في بيان موحد لهم أن الحكم القضائي الصادر بحق كل من بكتاش آبين، وكيفان باجن، ورضا خاندان بالسجن نحو 18 عاما "ظالم وقاتل للحرية"، على حد تعبيرهم.
وأكد البيان المتداول عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي أن حكم السجن ضد الكتاب الثلاثة بمثابة صدمة كبيرة للحقوق الأساسية لكافة أفراد الشعب الإيراني (80 مليون نسمة).
وطالب الشعراء والكتاب المنددون بالحكم القضائي المذكور، بضرورة الإفراج فوريا عن أعضاء رابطة الكتاب الإيرانيين المعتقلين على خلفية التعبير عن آرائهم وإبداء وجهات نظرهم.
يذكر أن الاتهامات التي وجهت لأعضاء رابطة الكتاب الإيرانيين خلال جلسات محاكمة وصفت بـ "الصورية" في أبريل/ نيسان الماضي، تضمنت الدعاية ضد نظام ولاية الفقيه، والتواطؤ بهدف الإضرار بالأمن القومي للبلاد.
الموقعون على البيان، بينهم مترجمون معروفون في إيران، أبدوا اعتراضا صريحا على التعامل الأمني والقضائي المجحف مع أهل القلم في البلاد، خاصة وأن الأحكام الصادرة بسجن الثلاثي جاءت بسبب توثيقهم فعاليات توعوية على مدى نصف قرن.
وكذلك حرص هؤلاء الكتاب على إحياء ذكرى أدباء إيرانيين راحلين معروفين بانتقاداتهم لسيطرة رجال الدين مثل أحمد شاملو، بشكل أزعج النظام الثيوقراطي المسيطر على حكم إيران منذ عام 1979.
وفي سياق متصل، أعلنت جمعية القلم الدولية تضامنها مع أعضاء رابطة الكتاب الإيرانيين المعتقلين بسبب كتاباتهم وأنشطتهم الثقافية السلمية، في حين طالبت السلطات الإيرانية بإلغاء الأحكام القضائية الصادرة بحقهم.
وأكدت الجمعية التي تعد أقدم منظمة عالمية مهتمة بالأدب (غير حكومية) على ضرورة إتاحة المجال في إيران أمام حرية التعبير، لاسيما وأن سلطات طهران دأبت طوال السنوات الأخيرة على حظر إقامة مراسم لرابطة الكتاب الإيرانيين، فضلا عن اعتقال أعضائها بشكل مستمر.
وتتهم الرابطة الثقافية (مستقلة) التي ظهرت للعلن على أيدي عدد من الأدباء البارزين عام 1968، عناصر وزارة الاستخبارات الإيرانية بتصفية بعض أعضائها على مدى نصف قرن مثل محمد مختاري، ومحمد بوينده.
يذكر أن هناك وقائع عٌرفت في طهران بـ "القتل المتسلسل" خلال تسعينيات القرن الماضي إبان بداية حكم الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، حيث كانت تكتشف يوميا جثة لشخصية معارضة.
وضمت قائمة القتلى حينها أسماء لمعارضين بارزين مثل داريوش فروهر وزوجته، فضلا عن كتاب وصحفيين مثل مجيد شريف، ومحمد مختاري، وبوينده، في حين يربط محللون بين واقعة قتل متسلسل حينها لعلي أكبر سيرجاني (كاتب إيراني) ورسائله إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.