غضب "ثورة البنزين" في إيران يطال ممثلي خامنئي
إذاعة أمريكية ترصد هجوم المحتجين الإيرانيين على مكاتب ممثلي علي خامنئي في 9 مدن إيرانية
رصدت إذاعة أمريكية ناطقة بالفارسية أبرز وقائع هجوم المحتجين الإيرانيين على مكاتب ممثلي مرشد نظام ولاية الفقيه علي خامنئي داخل البلاد.
وأوضحت إذاعة "صوت أمريكا" التي تبث من الولايات المتحدة، الثلاثاء، في تقرير لها، أن غلاء سعر البنزين داخل إيران أدى إلى هجوم متظاهرين على مكاتب ممثلي المرشد الإيراني داخل عدد من المدن.
وأظهر التقرير، نقلا عن متظاهرين إيرانيين أرسلوا مشاهد للإذاعة الأمريكية قبل قطع الإنترنت في البلاد، وقائع الهجوم على مقرات ممثلي خامنئي في نحو 9 مدن إيرانية على الأقل.
وبدأ استهداف المحتجين لمقرات ممثلي علي خامنئي الذين حرضوا ضدهم منذ الجمعة الماضي بإضرام النيران في مكتب "إمام الجمعة" بمدينة صدرا في شيراز (جنوب).
وهاجم عدد من المحتجين، أمس الإثنين، مكتب ممثل خامنئي في يزد وسط البلاد محمد رضا ناصري، في حين اعتقلت قوات الأمن الإيرانية بعضهم بزعم كونهم مخربين.
وصنفت الإذاعة الأمريكية الناطقة بالفارسية مواقع الهجمات التي استهدفت مكاتب ممثلي خامنئي داخل إيران، تبعا للتقسيمة الجغرافية على النحو التالي:
- مكتب إمام الجمعة في مدينة قدس الواقعة غرب العاصمة طهران.
- مكتب إمام الجمعة في ميناء الخميني الواقع بمحافظة خوزستان (جنوب).
- مدرسة المهدي الدينية في إقليم الأحواز.
- مدرسة الكوثر الدينية النسائية في منطقة فرديس الواقعة بمدينة كرج (20 كم غرب طهران).
- الحوزة العلمية الزينبية في أصفهان (وسط).
- مدرسة صالحية الدينية في مدينة كازرون بمحافظة فارس (جنوب).
- مدرسة خاتم الأنبياء الدينية في مدينة شيراز.
وتطرق التقرير إلى الهتافات التي رددها المحتجون الإيرانيون بسبب غلاء سعر البنزين بنحو 300% التي كان أبرزها "لو هاجمونا بالمدفع والدبابة.. يجب أن ينتهي الملالي".
وكان هتاف "الموت لخامنئي" الحاضر دائما على ألسنة المحتجين على مدار الأيام الأربعة الماضية في مناطق متفرقة من إيران، حسبما ذكرت إذاعة صوت أمريكا.
وفي ثالث أيام الاحتجاجات التي اندلعت الجمعة الماضي، ردد متظاهرون في كرج هتاف "رضا شاه.. لتسعد روحك"، في إشارة إلى مؤسس الأسرة البهلوية التي كانت تحكم إيران قبل عام 1979.
ويعكس هذا الهتاف تغني المحتجين الإيرانيين بحاكم سابق عرف بنهج إصلاحات اجتماعية واقتصادية داخل بلادهم قبل عقود، وأيضا سن قوانين قلصت نفوذ رجال الدين.
وتضامن طلاب جامعة طهران (أقدم جامعات البلاد) مع المتظاهرين، حيث رددوا هتاف "أموال النفط فُقدت.. أنفقت على البسيج"، في إشارة إلى دعم النظام الإيراني مليشيا البسيج التي تنشط داخليا لقمع الاحتجاجات الشعبية.
وهتف المحتجون في شيراز بالموت لمبدأ ولاية الفقيه، وهي النظرية التي ابتدعها المرشد السابق الخميني عقب سيطرته على حكم البلاد قبل 40 عاما التي أدت لاستحواذ رجال دين على صلاحيات واسعة في السلطة.
وأحرق محتجون إيرانيون، السبت، مجسما لخاتم كان يرتديه الخميني بيده، وسط ساحة عامة في مدينة شهريار جنوب العاصمة طهران، حسب التقرير.
وطالب محتجون في مدينة زنجان (غرب)، الأحد، بتنحي المرشد الإيراني علي خامنئي من منصبه، قبل أن يتسع نطاق الاحتجاجات إلى مدينة قم ذات الطابع الديني، ويردد المتظاهرون فيها هتاف "لا تخافوا.. نحن جميعا معا".
وعمت احتجاجات واسعة نطاق مدينة مشهد (ثاني أكبر مدن إيران مساحة) على مدار 3 أيام مضت، حيث كان الهتاف لمؤسس الأسرة البهلوية رضا شاه "لنقاتل.. لنموت.. لنستعيد إيران" الأبرز انتشارا بين المتظاهرين بالمدينة الدينية أيضا.
وتركزت هتافات المحتجين بمناطق طهران وياسوج ويزد ضد المرشد الإيراني علي خامنئي الذي نعتوه بالديكتاتور، وطالبوه بالخجل من أوضاع البلاد والرحيل فورا من سدة الحكم.
وندد متظاهرون إيرانيون بالغلاء، إضافة إلى التدخلات العسكرية لبلادهم إقليميا، في حين تشير أرقام غير رسمية إلى أن الاحتجاجات الشعبية اتسع نطاقها في 54 مدينة على الأقل حتى الآن.