"الوطن": تمجيد إيران نهج قطري يخالف ما يتم الاتفاق عليه خليجيا
صحيفة الوطن السعودية تخصص في عددها الصادر، الخميس، صدر صفحتها الأولى و3 صفحات داخلية للحديث عن السياسة الخارجية المتقلبة دوما لدولة قطر
خصصت صحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر، الخميس، صدر صفحتها الأولى للحديث عن السياسة الخارجية المتقلبة دوما لدولة قطر، وقالت في المانشيت الرئيسي إنه ينطبق عليها قول الشاعر الجاهلي المُثقّب العَبدِي: "فإمَّا أنْ تكونَ أخي بحقِّ.. فأَعرِفَ منكَ غَثِّي من سَميني، وإلّا فاطَّرحني واتخذنى.. عَدُوًّا أَتَّقيكَ وتَتَّقيني، وما أَدري إذا يَمَّمتُ وَجهًا.. وأُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني، أَأَلخَيرُ الذي أنا أَبْتَغيهِ.. أَمِ الشَّرُّ الذي هو يَبْتَغيني".
وقالت الصحيفة إنه عقب أيام قليلة من انتهاء قمم الرياض الخليجية العربية الإسلامية الأميركية أطلق أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تصريحات أبرزها أن إيران دولة إسلامية، ومعاداتها خطأ، كما تطرق لعلاقات بلاده مع أميركا وإسرائيل وحماس، بالإضافة إلى قاعدة العديد التي تحمي بلاده من أطماع دول مجاورة، حسب زعمه.
وأوضحت أن العديد من المغردين ذوي الميول الإخوانية في السعودية تدافعوا إلى إنكار تصريحات أمير قطر وتأكيد الاختراق دون معلومات لديهم، ومع أن الجميع أصيب بالدهشة وعدم التصديق في بداية الأمر، لكنهم عادوا ووقفوا الموقف الوطني بعد تيقنهم من الأدلة على صدقها باستثناء الذين كشفت تغريداتهم مواقفهم الإيديولوجية على حساب الوطنية.، ورصدت الصحيفة في إنفوجراف، مواقف قطر التي تشق الصف العربي.وخصصت الصحيفة 3 صفحات داخلية للحديث عن تقلبات السياسة القطرية، وعنونت الصفحة رقم 6 قائلة: "سياسات الدوحة تزيد من شروخ النظام العربي بالخداع والعلاقات السرية "، وقالت: "فيما وصفت تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة أول من أمس، والتي وجه خلالها انتقادات للمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى، بغير المفاجئة أو المستغربة، أكدت تقارير أن قطر انتهجت منذ زمن طويل، الخداع السياسي، والعلاقات السرية مع دول وجهات ومنظمات متعددة، بهدف ضرب استقرار المملكة ودول الخليج، وباقي الدول العربية. "
أضافت: "كان أمير قطر قد وجه انتقادات للقمة العربية الإسلامية الأميركية التي عقدت بالرياض الأحد الماضي، وذلك خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية. وقال «إنه لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف جماعة الإخوان، جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله".
وتابعت: "حسب التقارير فإنه لم يكن غريبا أن يعترف أمير قطر بإيواء عناصر الإخوان أو حركة حماس أو دعم حزب الله، مشيرة إلى وجود وثائق تدين قطر في دعم الجماعات الإرهابية، وتكشف الوطن، ومن خلال عدد من التقارير، الدور القطري المسكوت عنه في المنطقة، وتعمدها الإضرار بدول عربية، مما تسبب في زيادة الشروخ بالنظام العربي واستفحال الإرهاب، وانهيار بعض الدول، علاوة على تصاعد الأزمات الاقتصادية والإنسانية بالمنطقة".
دعم الحوثيين
رغم مشاركة قطر مع دول التحالف العربي لإعادة الشرعية باليمن، إلا أن تداعيات الأحداث تكشف أن قطر ليست حريصة على إعادة الشرعية، وأنها تمثل رأس الحربة والداعم الأساسي للحوثيين من زمن طويل.. فعندما أوشك الحوثيون على الانهيار في شهر يوليو عام 2007 قامت قطر بإرسال وفد إلى صعدة التقى بالقيادات الحوثية، والسلطات اليمنية، وحرصت على إبرام اتفاق سلام بين الجيش وقادة الحوثيين.. كما أسهمت قطر في بداية شهر أغسطس من العام 2007 في توقيع اتفاق سري بين القطريين والحوثيين، بعد أن طالب زعيم التمرد في صعدة لإنهاء القتال وإبقاء سيطرة الجماعة على منطقتين في المحافظة، وفي أواخر أغسطس من العام 2007، وعندما بدأ الجيش الوطني يتقدم، وعناصر التمرد تتفكك دعم القطريون الحوثيين بالأموال والأسلحة لمواجهة الدولة، وتقويتهم وتهديدهم للحدود السعودية.
استهداف السعودية
كشفت تقارير أن قطر بدأت تخطط لكسر العلاقات الوثيقة بين السعودية وباكستان، وكذلك توتير العلاقات السعودية التركية والعلاقات الخليجية التركية، مشيرة إلى التحريض الإعلامي القطري ودعم المجموعات المتطرفة التي تثير الاحتجاجات والتخريب في البحرين، أو المنطقة الشرقية من السعودية، كذلك استضافة قطر لمطلوبين للأمن الإماراتي وشخصيات سعودية لها مواقف مغايرة وتدعمها بالمال وإغرائها بالجنسية القطرية.
دعم منظمات مشبوهة
دعمت الدوحة منظمات مشبوهة في دول أجنبية هدفها إثارة الرأي العام العالمي ضد السعودية، كمنظمة الكرامة ومقرها قطر، وتدار بأموال قطرية، ووصل بها الأمر بحسب التقارير الموثقة إلى دعم الحوثيين بالمال والسلاح بمساعدة نظام معمر القذافي سابقا، وبمفردها حاليا، لاستهداف المملكة وزعزعة أمنها، واستمرت في إثارة الرأي العام اليمني ضدها عبر تقارير موثقة في قناة الجزيرة وعبر مسارات أخرى، كما دعمت المعارضين السعوديين بأموال طائلة بهدف الإساءة إلى وطنهم.
العلاقة مع إسرائيل
وفقا للتقارير فإن أمير قطر قال إن بلاده تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وإسرائيل، بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، مشيرة إلى أن قطر أعلنت في أوقات سابقة عن وجود علاقات لها مع إسرائيل.
القضية الفلسطينية
تظهر القيادة القطرية دائما لتتحدث عن القضية الفلسطينية كأسلوب دغدغة مشاعر وعواطف، بينما الدور القطري في الواقع هو استخدام تلك الورقة، والمساومة عليها بدعم وكلاء إيران في المنطقة: حزب الله وحركة حماس، مما أسهم في تعزيز الانقسام الفلسطيني وعرقلة الجهود السعودية التي تهدف للمصالحة.
الارتباط بعناصر إرهابية
ترتبط قطر بأحزاب ومنظمات وشخصيات إرهابية، مشيرة إلى أن خروج أمير قطر عن السياق السياسي أول من أمس، جاء بعد إعلان افتتاح مركز اعتدال لمحاربة الإرهاب في الرياض، والذي يشكل خطوة قوية بشراكة عالمية، لمواجهة منابع الإرهاب ومن يموله ومن يقف خلفه إعلاميا، لافتة إلى أن قطر تحتل المرتبة الثالثة بعد إيران وإسرائيل في دعم الأعمال الإرهابية.
علاقة الجزيرة بالإرهابيين
ما زالت قناة الجزيرة القطرية تثبت أنها الوحيدة التي تستطيع الوصول إلى قيادات الإرهاب وتصويرهم وإيصال رسائلهم، مما يؤكد علاقة قطر بهذه القيادات، حيث تمكنت القناة من الوصول إلى زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فضلا عن عدد من القيادات الإرهابية الأخرى.
استضافة عناصر الإخوان
لم تتوقف استضافة قطر ومنح جنسيتها وتوزيع أموالها على المعارضين بالبلاد العربية، عند ذلك الحد فحسب، بل قامت قطر باستضافة عناصر جماعة الإخوان ورموز الجماعة المصنفة إرهابية في السعودية ومصر، وغيرها من الدول، ودأبت على استضافتهم في قنوات الجزيرة للهجوم على المملكة وعلى دول الخليج، والتحريض على إثارة الفوضى والفتنة داخل المجتمع المصري.
الملف السوري
فيما يخص القضية السورية دعمت قطر بكل وضوح جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وبعض المجموعات المتطرفة ومنحتها الأموال، وهو الأمر الذي أخر الحسم في سورية، إذ أضعف المعارضة السورية وفتت من جهودها.. وفيما يلي إنفوجراف نشرته الصحيفة حول مناهضة قطر لشعوب المنطقة:
وحملت الصفحة السابعة عنوان "إدمان المواقف السالبة وتمويل الإرهاب"، وقالت فيها إن الإساءة إلى المملكة العربية السعودية، والخروج عن النص، وتمويل الإرهاب، والسعي إلى شق الصف العربي والخليجي، ليست جديدة على قطر، فمنذ تولي حمد بن خليفة مقاليد الحكم، بعدما نفذ انقلابا على والده الشيخ خليفة، وحكومة الدوحة تجند مواردها وإمكاناتها للنيل من المملكة، ومحاولة شق الصف الخليجي والعربي والإسلامي، حتى لو تطلب الأمر تمويل ودعم الجماعات الإرهابية.
وحملت الصفحة الثامنة عنوان: "تمجيد إيران نهج قطري يخالف ما يتم الاتفاق عليه خليجيا "، وقالت: "لم يكن ما نقلته وكالة الأنباء القطرية من تصريحات أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بشأن نجاح قطر في بناء علاقات قوية مع إيران، نظرا لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي، وأنه ليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وليد اللحظة، بل سبق ذلك تاريخ حافل بالتصريحات المماثلة بشأن قرب العلاقات القطرية الإيرانية في الوقت الذي تموج به عدد من الدول العربية في صراعات مميتة تسببتها تدخلات وزعزعة إيران.
الإشادة بطهران في الأمم المتحدة
أمام الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015، مجّد أمير دولة قطر إيران ليؤكد أن علاقة بلاده مع طهران تنمو وتتطور، بخلاف ما يتم الاتفاق عليه خليجيا، مضيفا أن إيران دولة جارة مهمة، وأن التعاون بيننا وبينها هو في مصلحة المنطقة.. العلاقات الثنائية بين قطر وإيران تنمو وتتطور باستمرار على أساس المصالح المشتركة والجيرة الحسنة، ولا يوجد أي خلاف متعلق بالعلاقات الثنائية بين بلدينا.
تحدي جامعة الدول العربية
صبّت معظم تصريحات المسؤولين القطريين في المؤتمرات والمناسبات العالمية والعربية كلها، في مصلحة إيران والتقرب منها، وظهر ذلك واضحا في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية للقمة العربية في دورتها الـ26 في مارس 2015 بشرم الشيخ، حيث قال أمير قطر: «نحن ننظر بإيجابية تامة إلى الجهود الدولية لحل الخلافات مع إيران حول مشروعها النووي سلميا، كان هذا نهجنا دائما في دعم السلام والاستقرار في منطقة الخليج، وفي هذه المناسبة نؤكد على علاقة حسن الجوار التي تقوم على احترام سيادة الدول، وعدم التدخل فى شؤونها الداخلية، وأن تعدد الطوائف والمذاهب في أمتنا العربية هو مصدر ثقافي وحضاري، إنه جزء من هويتنا العربية المركبة، وليس سببا للتدخل في الشؤون الداخلية».
تمجيد الانتخابات الإيرانية
توسعت قناة الجزيرة القطرية كثيرا في تغطية الانتخابات الإيرانية، فيما خصصت مساحات صغيرة لـ3 قمم تاريخية عقدت في الرياض، ليهنئ أمير قطر الرئيس الإيراني حسن روحاني بفوزه بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية.
نصائح لدول الخليج
في تصريحات حديثة لوزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نصح دول الخليج أن تقيم علاقات طيبة مع جارتها إيران، مشجعا إقامة حوار بين طهران ودول مجلس التعاون الخليجي ككتلة واحدة.
المشاركة في الغاز
قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في تصريحات صحفية، إن إيران جارة يجب أن نتعامل معها، ونتعامل معها باحترام، ونتشارك معها في بعض الموارد، مشيرا إلى حقل «بارس» في الخليج، أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، والذي تتشاركه قطر مع إيران، ومشددا على أهمية تأسيس ما وصفه بإطار إيجابي للتعامل مع طهران يُوضع من كل دول مجلس التعاون الخليجي.
سياسات خاصة
نفى وزير خارجية قطر صحة وجود خلاف بين مواقف دولته ومواقف دول الخليج الأخرى حول إيران «المواقف الرسمية الواضحة تؤكد أنه لم يتغير شيء حتى الآن في علاقتنا في قطر مع إيران، ولا يزال السفير القطري في إيران موجودا في الدوحة ولم يعد إلي إيران». وشدد وزير خارجية قطر على أن كل دولة في مجلس التعاون لا تُفرض عليها سياسيات موحدة نحو جميع القضايا، وأن لكل دولة الحق في وضع سياساتها الخاصة، ورغم ذلك أكد أنه عندما يخص الأمر «الأمن الخليجي الجماعي،» فإن ذلك يمثل أرضية مشتركة لدول الخليج «لن تخرج عنها قطر».
لا مواجهة
تابع الشيخ محمد «لا أعتقد أن هناك دولة من دول الخليج لا تريد أن تكون لها علاقات طيبة مع إيران، أما مسألة كيف نصل إلى هذه العلاقات، فنحن لا نعتقد أنها ستكون بالمواجهة، صحيح أن هناك مواجهات في أماكن مختلفة، وتكون إيران تقف مع طرف والخليج يقف مع طرف آخر، ولكن المسألة كلها لن تُحل إلا على طاولة الحوار، ولذلك نحن نشجع أن يكون هناك حوار بين دول مجلس التعاون ككتلة واحدة، وإيران في المقابل، وهذا ما اتفق عليه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ووجّهونا فيه منذ عام تقريبا، عندما طلب الرئيس الإيراني الدخول في حوار مع دول الخليج».
القمة العربية الـ25
في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة العربية الـ25 في الكويت، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، على العلاقة الأخوية التي تجمعه بمصر الشقيقة الكبرى، قائلا: «كل الخير في الطريق الذي يختاره شعبها الذي ضرب أمثلة مشهودة في التعبير عن تطلعاته، ونتمنى أن يتحقق ذلك عن طريق الحوار السياسي المجتمعي الشامل». مضيفا: «نحن هنا جمعيا ندين الإرهاب ولا خلاف في هذا الموضوع، وللإرهاب مفهوم محدد، إنه استهداف المدنيين بالقتل والترويع وضرب المنشآت المدنية لأغراض سياسية، ولا يجوز أيها الإخوة أن ندمغ بالإرهاب طوائف كاملة، أو نلصقه بكل من يختلف معنا سياسيا، فشأن ذلك أن يعمم الإرهاب بدل أن يعزله، كما لا يليق أن يتهم كل من يفشل في الحفاظ على الوحدة الوطنية دولا عربية أخرى بدعم الإرهاب في بلده».
تضارب المواقف
في كلمته التي ألقاها في القمة العربية الأخيرة الـ28، بحضور القادة وزعماء العرب القمة والمنعقدة في البحر الميت بالأردن، وهي القمة التي انسحب منها الوفد المصري برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال إلقاء أمير دولة قطر كلمته التي قال فيها «إذا كنا جادين في تركيز الجهود على المنظمات الإرهابية المسلحة، هل من الإنصاف أن نبذل جهدا لاعتبار تيارات سياسية نختلف معها على أنها إرهابية، على الرغم من أنها ليست كذلك؟ وهل هدفنا أن نزيد عدد الإرهابيين في هذا العالم؟».
مضيفا، أن «مكافحة الإرهاب هي قضية استراتيجية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية وأمنية، وهي أخطر من أن نخضعها للخلافات والمصالح السياسية والشد والجذب بين الأنظمة».
اغتيال رفيق الحريري
التقى أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد آل ثاني، المرشد علي خامنئي في ديسمبر عام 2010 بطهران، وصرح الأخير وقتها مؤكدا أن أي قرار تتوصل إليه المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، سيكون قرارا باطلا، وجاء ذلك خلال اجتماعه مع أمير قطر السابق.
ونشرت الصحيفة إنفوجراف حول خروج قطر عن الإجماع العربي: