كتاب سعوديون: قطر تلعب بالنار.. وسياستها أضحوكة الأمم
كتاب سعوديون يتناولون التصريحات الأخيرة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ويقولون إن قطر تلعب بالنار
ألقى كتاب سعوديون الضوء على التصريحات الأخيرة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، التي اعتبر فيها أن إيران الإرهابية قوة كبرى تضمن الاستقرار بالمنطقة، وقالوا إن" قطر تلعب بالنار، وحديث الأمير سيجعل السياسة القطرية أضحوكة الأمم وسخرية كل ساسة العالم حتى المبتدئين منهم".
تحت عنوان "قطر.. كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد"، قال عبدالرحمن اللاحم، في صحيفة "عكاظ"، إن مشكلة قطر الأساسية منذ الانقلاب هي أنها استجابت لأكذوبة مفادها أنه بإمكانها أن تكون دولة مؤثرة في المنطقة وفي العالم، وصدقت من باع عليها تلك الأوهام من المستشارين الذين جلبتهم من الخارج ليرسموا لها سياستها الخارجية بعد الانقلاب، ويأتي على رأسهم المستشار المقرب من الأمير السابق والحالي السيد عزمي بشارة الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والقطرية، وقد تناسى نظام الحكم القطري بعد الانقلاب الأبعاد الجغرافية والتاريخية التي يتعذر معها أن تقوم بأي دور محوري في المنطقة، حتى وإن كانت تمتلك الأموال التي أصبحت تغدقها بكل سخاء على المعارضين لأنظمة عربية، وتشتري بها أقلاما خليجية يسبحون بحمدها، ويشيدون بإنجازاتها التي لا يراها إلا هم ومن على شاكلتهم.
وتابع: "بعد ما يسمى بالربيع العربي وجد النظام القطري الفرصة سانحة لأن يحقق حلمه التوسعي، فأخذ يدعم بكل قوة كل من يملك مثقال ذرة من ثورة، وفتحت شاشات قناتها الثورية (الجزيرة) لهم ولتغطية الأحداث في العالم العربي، والهدف هو إسقاط تلك الأنظمة ووصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة، التي من خلالها تسيطر على المنطقة، لاسيما أن الأب الروحي مقيم في قطر ويحمل الجنسية القطرية، وهي لم تكتف فقط بالدول التي اشتعلت فيها الثورات وإنما استهدفت تثوير دول آمنة مطمئنة من بينها البحرين والسعودية والكويت؛ لتكون الوريث الوحيد لعروش تلك الدول فور سقوطها تماما كما كان يحلم الأمير السابق في التسجيل الشهير مع القذافي إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث ووجدت أحلامها تصطدم بالواقع ورأت أموالها يبددها الريح فتراجعت بعد ضغط دول الخليج عليها وفي مقدمتهم السعودية لتذعن وتوقع على الاتفاقية، بعد أن سحبت دول الخليج سفراءها في الدوحة، إلا أن التراجع لم يكن سوى تراجع شكلي، فقد واصلت زرع الفتنة والتشغيب على دول الخليج بأذرع إعلامية صنعتها ومولتها، وأدارها عزمي بشارة في الخارج، وبعد النجاح الكبير للقمم التاريخية في الرياض لم تتحمل أن ترى مشروعها يتهاوى فخرج الأمير من الظل إلى النور وصرح بتصريحاته العدائية تجاه دول الخليج والتي كان وكلاؤه يقولونها في السابق".
أضاف: "لن تتعافى دولة قطر مما هي فيه من هذه المراهقة السياسية إلا بعد أن تعرف حجمها السياسي وتتخلص من أحلام اليقظة الكاذبة التي زرعت في أذهان قادتها، وأن تعود إلى رشدها وإلى صفها الخليجي والعربي، وتتوقف عن دعم من يستهدف أمن دول الخليج والدول العربية".
وتحت عنوان "الانتحار القطري"، قال حمود أبو طالب، في صحيفة "عكاظ": "كنا نتمنى لو انتظر أمير قطر قليلا من الوقت حتى يجف حبر توصيات مؤتمر القمة الذي حضره في الرياض قبل أن يفجر قنبلته الجديدة التي تطايرت شظاياها على دول عربية شقيقة لقطر وكان للمملكة النصيب الأكبر منها، تلميحا وتصريحا.. لقد اعتدنا على المفاجآت القطرية السلبية لكننا لم نكن نتوقع مثل هذه المفاجأة الجديدة؛ لأنها خالية من كل مبادئ السياسة وفقيرة للدبلوماسية ومنزوع منها أبسط وأدنى قواعد وأدبيات العلاقات بين الدول، ناهيكم عن الدول الشقيقة التي تشترك في مصير واحد".
واستكمل: "لم يكن هناك أبدا أي مبرر لما قاله حاكم قطر الشيخ تميم آل ثاني في حديثه الذي تطاير صباح أمس في كل مكان، لأنه لم يرد اسم قطر بالتحديد في أي فقرة تضمنتها خطابات المتحدثين في قمة الرياض أو في بيانها الختامي، إلا إذا كان سموه قد وقع لا شعوريا ضحية لعقله الباطن فانطبقت عليه مقولة: يكاد المريب... إلخ، والأسوأ من ذلك أنه بالإضافة إلى إدانته التلقائية لسلوك قطر السياسي، فإنه دخل في حالة من التضخم ليمارس التنظير لحكام معجونة أعمارهم بكل فنون وأدبيات السياسة ويحكمون دولا أكبر وأهم عاصرت أحداثا جساما وليست زوابع في فناجين كما يحدث في قطر".
وأشار إلى أن الخيال دفع بالشيخ تميم إلى توهم أن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة -وهو يقصد المملكة - تزامنت مع حملة تستهدف قطر، وكأن كل ما كانت المملكة تريد إنجازه من هذه الزيارة التاريخية والمؤتمر التاريخي الذي عقد خلالها هو ترتيب حملة ظالمة على قطر تستهدف ربطها بالإرهاب وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار كما يقول، بل إنه يتمادى إلى حد ادعاء معرفة أسباب هذه الحملة المزعومة والتأكيد أنها لن تنجح بسبب «التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكي». بخ بخ لهذا العمق والدهاء السياسي.
وواصل: "دعونا من كل ما سبق لنصل إلى الطامة الكبرى في حديثه التي ستجعل السياسة القطرية أضحوكة الأمم وسخرية كل ساسة العالم حتى المبتدئين منهم، يفيدنا الشيخ تميم وينصحنا ويحذرنا أيضا أن إيران قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها وليس من الحكمة التصعيد معها، إنها مفاجأة المفاجآت التي لم نكن نعرفها لولا الشيخ تميم جزاه الله خيرا، نعم فإيران هي ضامنة الاستقرار الذي ينعم به العراق ولبنان وسوريا وكذلك اليمن لأنها تنشر قوات حفظ السلام في هذه البلدان وليس الميليشيات والجواسيس والعملاء، وتغدق عليها بمنتجات العلم المفيد للبشر وليس الصواريخ والقذائف والألغام.. والآن فقط بعد حديث الشيخ تميم عرفنا أن إيران لا تتدخل بوقاحة في شؤون دول الجوار ولا تحاول نشر الفوضى فيها.. كل الزعماء والقادة الذين أكدوا خطر إيران في مؤتمر القمة كانوا مخطئين وظالمين لإيران عندما حذروا من ممارساتها الهوجاء ما عدا الشيخ تميم، عرّاب السياسة وفقيهها. أليس هذا فتحا سياسيا قطريا جديدا؟ وما دامت إيران ضامنة الاستقرار فمن نافلة القول أن يعتبر الشيخ تميم حزب الله رمز المقاومة وحماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وعلى هذا القياس فهو يفخر أيضا بعلاقة قطر مع إسرائيل ويمتدحها".
وتحت عنوان "قطر واللعب بالنار"قال إبراهيم علي نسيب، في صحيفة "المدينة"، إن الحقيقة الصادمة أن تأتيك الرجمة من جارك، ومع خالص التقدير للشعب القطري الذي تربطنا به علاقة أخوية نحن كشعب نُقدِّرها جدًّا ونحترمها جدًّا، لكن الحكاية التي بدأت من قديم مع حكومة قطر، والتي لم تكن في يومٍ قط سوى قضية وحكايات كل واحدة منها أكبر من أختها، وأي عقل يقبل أن تضم الأرض الشتات من شيخهم القرضاوي إلى حماس إلى الإخوان المسلمين، وكان صبرنا يقول لنا عن أن حكومة قطر سوف تنضج، وعلينا أن نصبر أكثر ليس إلا من أجل قطر، لكن فيما يبدو أن الجنون أخذ يكبر ومن ثم تجاوز الحدود ليصل إلى تصريحات مثيرة ومقلقة يرفضها العقل والمنطق، وحسبنا أن ما سمعناه هو شيء لا يُصدَّق.. ومَن يُصدِّق أن تكون إيران القوة الإسلامية التي يرى حاكم قطر أنها القوة التي يجب أن تُحترم، وأن تكون حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وأن تكون إخوته بإسرائيل أكثر حماسًا وحبًّا من حبه لإخوته في الدين والدم والعروبة.!!!
وتابع: "تجاوزات حكام قطر كثيرة، كما هي كثيرة مآسيهم التي كلنا يعرفها، وهي سيرة عقوق امتدت من سنين، وما أظنها تنتهي بتميم، بل سوف تتجاوزه إلى غيره ليبقى العقوق قصة بين الأجيال في حكايات طويلة ثقيلة، ما علينا، والدم والحبر هنا يمضي معتذرًا للشعب القطري، الذي ابتلاه الله بمن يستعدي أهله ويمارس الضد كله ضدهم، وكأنه يريد أن يقول للعالم الذي يعرف حجمه الطبيعي: إنني هنا أقف مع عدوكم ضدكم، والصبر يرصد عليه كل التجاوزات، وكل ما كان، وما سوف يأتي!! وحسبنا أننا نرى أن ما جرى بالأمس هو شيء مضحك مبكِ، وحسبنا أن الغباء نعمة!! وحسبنا أن حكمة الرياض علَّمتنا كيف نُحب بعضنا، وكيف نصبر وكيف نُقدِّر بعضنا بعضا، وكيف يبقى كبيرنا بيننا موقرًا، ونبقى نحن معه تحت أمره ورهن إشارته".
واختتم نسيب قائلا: "الطفولة قد تدفع بصاحبها للموت، وهو يعتقد أنه يلهو، لكن لا وألف لا، ودون لحمتنا الخليجية الحبر والدم، ولا عذر بعد الكفر.. انتهى.. وهي خاتمتي ودمتم".
وتحت عنوان "قطر مرة أخرى"، قال عادل الحربي في صحيفة "الرياض": "لن تطرق باباً قطرياً إلا وستجد قريبا تربطنا به قرابة الدم والعادات والتقاليد خلافاً للمشتركات الأخرى.. ليس من المنطق أن يأتي الأذى من تلك البيوت القريبة من كل ما هو سعودي والتي بلا شك تعتز في غالبها بانتمائها لتلك الأراضي وتشابك نسبها مع عوائل سعودية بامتداد المملكة من شرقها إلى غربها، الشعب القطري منا وفينا.. ولا بد أنه يدرك ذلك ويستغرب كما يتملكنا نحن الجيران هذا الاستغراب".
واستدرك الحربي: "لكن الذي يحدث من القيادة القطرية منذ عهد الوالد هو النقيض، لم يحصل أن اتفقنا وتجاوزنا إلا ويتكرر الأذى.. وتأتي الإساءة من الجار الذي يعلم تمام العلم أن المملكة هي العمق الاستراتيجي الطبيعي لشبه الجزيرة القطرية.. لا مناص من التاريخ ولا من الجغرافيا.. حتى تلك العقد العميقة في وجدان القيادة القطرية التي تجعلها مسكونة دوماً بالرعب لا أساس لها من الصحة وليس لها مبرر إلا الرعب الطفولي الذي يختلق الأصوات والتهديدات كلما اختلى بنفسه أو توحش الظلام!!".
وفي صحيفة الرياض أيضا، قال د. علي بن حمد الخشيبان تحت عنوان "جارتنا الجزيرة لماذا..؟": "لا أعرف كيف يمكنني فهم تلك التصريحات التي أتت من جارتنا القريبة لنا في كل شيء (دولة قطر)، ومنذ منتصف القرن الثامن عشر وبعد انفصالها عن البحرين وهي تعيش بسلام وأمن بعلاقات تاريخية مع جيرانها أبناء الخليج الذين يحيطون بها مثل سوار المعصم، كنت أتذكر تلك العلاقات التاريخية التي بدأت منذ عهد الملك عبدالعزيز الذي أرسل إلى قطر كل ما تحتاجه، ولعل الشيخ ابن مانع من أبرز من ذهبوا إلى هناك حيث رسخ النماذج الأولى للتعليم في قطر".
وتابع: "ليست السباحة ضد التيار هي النجاح لأنه في النهاية تيار لا يمكن مقاومته كلما اشتد المنحدر، ولكن النجاح في بناء شراكة قوية مع الأصدقاء التاريخيين وتوظيف الشراكات لتكون مصدراً مهما في بناء المستقبل".