قطر والإخوان.. "ورم خبيث" يهدد الجسد العربي
الدعم القطري للإخوان يحقق مصلحة متبادلة، فالإخوان يستفيدون من المال القطري، والدوحة تستفيد من وجود هذا الورم الخبيث على أراضيها.
هل تؤمن قطر بأفكار الإخوان، لذلك تحرص على احتضانهم على أراضيها؟ الإجابة البديهية ستقودك للقول أن من يؤمن بشيء يدافع عنه، وبالتالي فإن هذا الدعم الذي يلقاه تنظيم الإخوان الإرهابي من قطر، إنما ينم عن إيمان بفكر التنظيم الإرهابي.
ولكن إذا افترضنا أن هذا التصور صحيح، فهل يمكن أن يمتد أيضاً لتفسير الدعم الذي تقدمه قطر لتنظيمات إرهابية أخرى، وبالتالي فإن الحقيقة التي لا تقبل الشك، هو أن قطر تنظر للتنظيمات الإرهابية على أنها أدوات لزعزعة الاستقرار، وهي تحب أن تكون هذه الأدوات تحت سيطرتها.
ويبدو الدعم القطري للإخوان وفق هذه الرؤية أنه يحقق مصلحة متبادلة بين الطرفين، فالإخوان يستفيدون من المال القطري واتخاذ الدوحة كمنصة لإطلاق أفكارهم ومخططاتهم الإرهابية، والدوحة من ناحية أخرى تستفيد من وجود هذا الورم الخبيث على أراضيها، ليكون مصدر تهديد تحقق به أهدافها في زعزعه استقرار العالم العربي.
عكس التيار
ورغم تصنيف الدول العربية وبالأخص الخليجية لتنظيم الإخوان كتنظيم إرهابي، إلا أن قطر أصرت على السير عكس التيار، وقدمت كل أشكال الدعم لتلك الجماعة المتطرفة.
بدأ الدعم عندما نجح الذراع الإعلامي لقطر في زعزعة استقرار المنطقة العربية، تحت مسمى "الربيع العربي"، مما أدى إلى وصول تلك الجماعة الإرهابية إلى الحكم في مصر وليبيا، غير أنها لم تستمر طويلاً في الحكم نتيجة أفكارها المتطرفة، ورفض الشعوب لها.
ورغم سقوطها، لم ينتهِ الدعم القطري لها، واستمرت قطر في مناورتها الخبيثة، من خلال حملات تشويه مستمرة ضد جيرانها وبالأخص مصر، بعد الإطاحة بحكم الإخوان في ثورة 30 يونيو.
ازداد الدعم القطري وأصبح واضحاً وفي العلن، واستغلت قطر أذرعها الإعلامية التي تدعمها بمليارات الدولارات من أجل أجندتها وسياساتها الخارجية العدائية.
وفتحت قطر منابرها أمام قيادات تلك الجماعة الإرهابية، وعلى رأسها يوسف القرضاوي وغيره من القيادات الإخوانية الهاربة.
ولم تخفِ قطر هذا، حيث قالت الحكومة القطرية مراراً، إن دعمها للجماعة الإرهابية هو دعم لحزب سياسي ونقلت وسائل إعلام غربية في إبريل 2015 التصريح الذي أطلقته وزارة الخارجية القطرية، وأرفقته بعبارة "أن هذا لا يعد تدخلاً في الشأن المصري على الرغم من كون جماعة الإخوان تم حظرها قانوناً في مصر كجماعة إرهابية شن أفرادها الهجمات الإرهابية لإثارة الاضطراب في مصر".
ولم يقف الدعم القطري عند هذا الحد، ففي القمة العربية الأخيرة بالأردن لم يخفِ أمير قطر انحيازه لتلك الجماعات ورفض وصفها بالإرهابية أو المتطرفة، وكانت نهاية تلك المواقف المؤيدة تصريحات أمس.
وكشف وزير الدفاع الأميركي الأسبق، روبرت غيتس، الثلاثاء الماضي، تفاصيل وخبايا علاقة قطر بتنظيم الإخوان الإرهابي، قائلاً "قطر منذ فترة طويلة رحبت بالإخوان المسلمين، ولا يمكنني أن أرى دولة أخرى في المنطقة تقابلهم بنفس الترحيب".
وأوضح في ندوة بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، أن توقيع قطر على الاتفاقية في الرياض مع الرئيس ترمب ليس جديداً، وقال "سبق أن وقعوا على نفس الالتزامات في 2014، ومازال دعمها مستمراً".