في واقعة تجسّد عمق العلاقة والتحالف الذي يربط حركة "حماس" الإخوانية الإرهابية مع النظام الإيراني.
قامت "حماس" باعتقال مَن قام بتمزيق صورة كانت منصوبة في أحد شوارع مدينة "غزة" لقاسم "سليماني"، لتكرّس حركة "حماس" الإخوانية ارتماءها في حضن أحد أخطر أعداء المنطقة العربية.. إيران، بل تجاوزت "حماس" حماسها عبر اعتقال شخص جريمته أنه مزّق صورة مَن كان سبباً في مقتل مئات الآلاف من العرب في سوريا والعراق واليمن، كان من ضمنهم آلاف الفلسطينيين الذين قُتلوا في مخيم "اليرموك" في سوريا بأوامر منه.
حتى الأمن الإيراني يا "حماس" في انتفاضة الشعب الإيراني الأخيرة، والتي أُحرقت ومُزّقت صور "خامنئي" خلالها لم يقم باعتقال مَن قام بذلك، لتأتي حماس وتعتقل مَن مزّق صورة سليماني! ليست المرة الأولى، التي تكشف "حماس" عن وجهها الحقيقي، بل نجدها تقف قلباً وقالباً مع أخطر عدو في منطقتنا العربية.
وحتى تدركوا طبيعة حركة "حماس" نجدها تغض الطرف عن نفس الشخص الذي قام بتمزيق صورة قاسم "سليماني" سابقا، حيث صمتت "حماس" عن هجومه على المملكة العربية السعودية، وكذلك الإمارات العربية المتحدة عبر تصريحات مسجلة، لكنها تزج به بالسجون بسبب تمزيق صورة "قاسم سليماني" وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن حماس ذراع إيرانية من الوريد إلى الوريد، وتأكيدا لذلك تصريحات أحد المسؤولين في إيران بأن سلاح الرد الإيراني ضد إسرائيل يأتي عبر ذراع إيران في لبنان "حزب الله" كذلك ذراع إيران في غزة "حماس".
لقد خسرت حركة "حماس" الإخوانية الإرهابية ما تبقى من تعاطف بعض الشعوب العربية، حيث كشفت بنفسها عن أنها جزء من مشروع إيران بالمنطقة بسبب مواقفها جنباً إلى جنب مع أخطر عدو كان سبباً في موت مئات الآلاف من العرب.. إيران، وأكدت في الوقت نفسه أنها ذراع تتبع إيران وجاهزة حتى لمقاتلة العرب لكسب رضاها.
وفي واقع الأمر، ما قامت به "حماس" الإخوانية الإرهابية بشكل مكشوف من دعم مطلق لأخطر عدو بمنطقتنا العربية يكشف عن حقيقة التحالف القديم الحديث الذي يربط الإخوان مع إيران، حيث تتشارك أهدافهما السقيمة، في خلق الفوضى والحروب والإرهاب بمنطقتنا العربية، وكما تعلمون الإخوان ومشروعهم التوسعي لا يقل خطرا عن المشروع الإيراني التوسعي.
لذلك نجد الإخوان الإرهابيين وجدوا في إيران ضالتهم ليس هذا فحسب، بل إن هناك وقائع ودلائل قاطعة على تعاون عسكري من إيران مع الجماعات المتطرفة ومنها القاعدة، حيث كانت إيران تستقطب رموزها وتدرب أنصارها، والكل يعلم أن القاعدة الإرهابية هي الذراع المسلحة للإخوان الإرهابيين، و ولدت من رحم جماعة الإخوان.
من هنا نستنتج أن الإخوان وإيران حليفتان، وبينهما تواصل سري وعلني، هدفهما هو نشر الفوضى والحروب والإرهاب بالدول العربية حتى لو كلف الأمر تدمير البلاد وموت العباد، فهما تستغلان أفعالهما المشينة باسم الدين وهما أبعد ما تكونان عن تعاليم ديننا الإسلامي، ومع ذلك فشلتا ولن تحققا أي نجاح في مخططاتهما العدوانية بمنطقتنا العربية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة