تبدأ دولة الإمارات العربية المتحدة عام الذكرى الخمسين لتأسيسها بإنجازات لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله عز وجل، ثم حكمة ورؤية وتخطيط القيادة الرشيدة.
وجهود وإخلاص مواطني الدولة الذين يصلون الليل بالنهار، عاملين في مختلف المجالات لرفعة الوطن وازدهاره وأمنه واستقراره، ويأتي نجاح الدولة في مواجهة جائحة كوفيد- 19 ضمن أبرز إنجازات العقود الماضية، باعتباره جمع في طياته محصلة العديد من الجهود والإنجازات الأخرى المهمة منذ عام 1971. ومن أبرز تلك الإنجازات، الرؤية المستقبلية الثاقبة في مجال الاستعداد لمواجهة والاستجابة لمختلف أنواع الأحداث، وذلك بإنشاء الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في عام 2007، والتي تقود منذ ذلك التاريخ الجهود الاتحادية والمحلية في مجالات تحديد ودراسة مختلف أنواع المخاطر، التي قد تصيب الدولة، والاستعداد لمواجهتها من خلال وضع أفضل خطط الاستجابة الوطنية والمحلية والتدريب عليها ورفع مستوى جاهزية الجهات المعنية من خلال التمارين الشاملة، وذلك للوصول لأعلى درجات القدرة على الاستجابة للطوارئ والأزمات والكوارث، ومن ثم سرعة التعافي منها وحماية الاقتصاد الوطني والبنية التحتية في الدولة. والأمر الواضح للعيان حالياً هو نجاح حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في الاستجابة لمخاطر جائحة كورونا، وقلة أعداد الإصابات والوفيات ومعدلات السرعة القياسية في التعافي من آثار الجائحة، مقارنة ببقية الدول، سواء على الصعيد الإقليمي أو العالمي.
ومن أبرز الإنجازات الأخرى للدولة منذ تأسيسها، والتي ساهمت في نجاح جهود الاستعداد لمواجهة جائحة كورونا، البنية التحتية التقنية المتميزة والشاملة، والتي كان لها الدور الأكبر في فعالية خطط "إدارة استمرارية الأعمال" بكافة القطاعات الاتحادية والمحلية منذ بداية تفشي الفيروس، وما نتج عنه من تدشين إجراءات "التعليم عن بُعد" و"العمل عن بُعد" واستمرار أداء الوظائف والمهام في كافة أنحاء الدولة كما كانت عليه قبل الجائحة بلا انقطاع. أضف إلى ذلك، النجاح القياسي للدولة في تأسيس القطاع الصحي والذي استطاع - بتميز وفعالية- استيعاب المصابين بالفيروس دون التأثير على بقية الخدمات الصحية. ولقد ساهم نجاح القطاع الصحي وكوادره الطبية الوطنية المخلصة في جهود الاستجابة لمخاطر الفيروس، الأمر الذي ساعد على استمرار العمل في بقية قطاعات الدولة بفعالية.
ومن أبرز خطط الإمارات أيضاً خلال العقود الماضية، والتي نجحت في عام 2020، خطة استكشاف الفضاء والانضمام لنخبة دول العالم التي قطعت شوطاً طويلاً في هذا المجال، حيث تم إطلاق "مسبار الأمل"، في رحلة سيقطع خلالها 493 مليون كيلو متر نحو كوكب المريخ، على أن يصل إلى مداره في الربع الأول من العام الحالي، بالتزامن مع احتفالات الدولة بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد. وتستعد الإمارات أيضاً لتكون الدولة الرابعة على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية والصين، والأولى عربياً في استكشاف القمر لأغراض علمية.
وبالرغم من أهمية كافة الإنجازات التي حققتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقود الماضية بشكل عام، وفي العام 2020 بشكل خاص، يأتي إنجاز متميز على رأس قائمة الإنجازات كافة، ألا وهو النجاح في إعداد وتأهيل العنصر البشري المواطن في كافة مجالات بناء الإنسان، والتي لها الأثر المباشر في تحقيق رؤية القيادة في مجالات التنمية والتطوير. وقد جاء ذلك الإنجاز من خلال الإيمان القوي والعميق من حكومة الإمارات بأهمية دور المواطن في كافة قطاعات بناء الدولة من أجل استمرار نجاحاتها، الأمر الذي يجعل كافة الإنجازات التي ستتحقق في العام 2021 محصلة طبيعية لإنجاز بناء الوطن والمواطن.
نقلا عن الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة