تصر إيران على تصفية حساباتها مع الولايات المتحدة على أرض عربية، بإطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء التي يوجد فيها عدد من السفارات الأجنبية.
ومنها السفارة الأمريكية التي لا تتوقف إيران عن استهدافها بإطلاق صواريخ الكاتيوشا عليها من خلال مليشياتها الإرهابية التي تتبع لإيران، وتعمل على تنفيذ الأجندة الإيرانية في العراق لكي يظل تابعا لنظام الملالي.
الولايات المتحدة نجحت في اختراق النظام الأمني في إيران، وقامت بتنفيذ عمليات داخل إيران، وربما آخرها اغتيال محسن فخري زادة، بالإضافة إلى اغتيال قاسم سليماني، الذي كان ضربة موجعة لإيران والتي نجحت إدارة الرئيس ترامب في تنفيذها، ولكن إيران غير قادرة على الرد الحقيقي، وكل ما تفعله مجرد استفزازات لا طائل منها، وهي تعلم أن الولايات المتحدة قادرة على الرد الحاسم في أي وقت، وتكفي ضربة قاسم سليماني التي جعلت النظام الإيراني في حالة رعب، وخائفا من اقتراب نهايته.
العراق في مرحلة انتقالية يريد من خلالها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نقل العراق من الهيمنة الإيرانية إلى الحضن العربي، لكن التيار الإيراني في العراق شديد جدا ويعمل عكس الاتجاه، وهناك مساندة قوية للهيمنة الإيرانية في البرلمان العراقي الذي يعمل ضد مصالح الشعب بتأييده للهيمنة الإيرانية في البلاد، ولعل التصويت على سحب القوات الأمريكية والأجنبية من العراق استثنى منها الوجود الإيراني في العراق، وهذا أكبر دليل على سيطرة نظام الملالي على البرلمان العراقي من خلال أتباعه الذين أصبح لهم وجود قوي داخل المؤسسات العراقية، وهذه العناصر عملت في السنوات الماضية على نشر الفساد، ونهب أموال العراقيين.
استفزازات إيران ضد الأمريكان في العراق تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إيران لا تريد الاستقرار للعراق، وإنها تريد إشعال حرب على الأراضي العربية مع الولايات المتحدة بعيدا عن أراضيها، ولذلك مليشيات إيران هي أكبر التحديات اليوم أمام حكومة مصطفى الكاظمي التي تعهدت بمحاسبة العناصر الإرهابية الخارجة على القانون والتي تستهدف المنطقة الخضراء في بغداد، لكن الحقيقة أن الكاظمي رغم سلطاته لا يستطيع محاسبة المليشيات العراقية التابعة لإيران لأنها تسيطر بالفعل على العراق، وهي أقوى من المؤسسات الأمنية التي لا يوجد لها دور حقيقي على أرض الواقع، وأغلبها قائم على الطائفية، ولا يوجد انتماء حقيقي للعراق من قِبلها، بل إن بعض القيادات الأمنية ولاؤهم لإيران وإن أخفوه أحيانا .
العراق اليوم يحتاج إلى كبح جماح إيران، وطرد الهيمنة الإيرانية منه، وتفكيك المليشيات، وتسليم أسلحتها إلى الدولة، لكن لا يمكن أن يتم هذا بدون مواجهة دولية حقيقية مع إيران، تنتهي بتعديل سلوكها أو إسقاط نظام الملالي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة