الغلاء يجبر إيران على حظر تصدير البطاطس والبصل
وزارة الصناعة والتجارة الإيرانية تحظر صادرات البصل والبطاطس إلى الخارج بعد موجة غلاء في أسعارهما وسط أزمة اقتصادية حادة.
دفعت موجات الغلاء التي تضرب أسعار البصل والبطاطس في إيران وزارة الصناعة والتجارة الإيرانية إلى حظر صادراتهما إلى الخارج، وسط أزمات اقتصادية مستمرة منذ عدة أشهر، فيما فشلت حكومة طهران في التعافي من آثارها السلبية للآن.
ونشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، الأحد، نصا لقرار صادر عن رضا رحماني وزير الصناعة الإيراني يخاطب هيئة الجمارك بتنفيذ حظر تصدير السلعتين بدءا من الخميس المقبل، بدعوى تنظيم وإدارة السوق الداخلية.
- أرقام رسمية: اضطراب حاد في تجارة إيران مع 5 دول بفعل النفط
- الفشل الحكومي يضاعف مصاعب تأمين الغذاء اليومي في إيران
في المقابل سخر العديد من المستهلكين الإيرانيين عبر منصات التواصل الاجتماعي من غلاء أسعار البصل والبطاطس بشكل ملحوظ على مدار الأسابيع الأخيرة، حيث وصلت قيمة كيلوجرام واحد من البصل إلى 9500 تومان إيراني نحو 10 ريالات أما البطاطس فسجلت 6000 تومان.
وتسيطر عمليات سمسرة واسعة على أسواق الخضراوات داخل إيران وسط عجز حكومي عن السيطرة عليها، حيث ارتفعت أسعار الخضر والفاكهة بشكل مفاجئ صيف العام الماضي، وبلغت حينها قيمة بيع كيلوجرام واحد من البصل إلى 2000 تومان إيراني.
ويعزو مسؤولون إيرانيون موجة الغلاء الأخيرة في قيمة المحصولين الرئيسيين في محافظتي هرمزجان وكرمان الجنوبيتين إلى انخفاض الطلب بعد زيادة سعر الشحن إلى مناطق أخرى بسبب السيول الجارفة.
واعتبر علي مؤيدي، رئيس مكافحة تهريب السلع والعملات الأجنبية (هيئة حكومية)، أن عمليات تصدير محصولي البصل والبطاطس لم تؤثر مطلقا على معدل المبيعات محليا.
كما أشار رئيس اتحاد بائعي الخضراوات والفواكه في مدينة مشهد حسن مصدق إلى أن تراجع إنتاج البصل مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، بالتوازي مع التصدير واقتصار أغلب الإنتاجية على محافظتين، جميعها أسباب أدت إلى غلاء الأسعار في الفترة الأخيرة، وفقا لوكالة إيسنا.
يشار إلى أن البصل والبطاطس والفاكهة ليست السلع الوحيدة التي تشهد أسعارها غلاء حادا في إيران، حيث أدى انهيار قيمة العملة الإيرانية (الريال) بمقدار 60% مقابل الدولار الأمريكي إلى زيادة معدلات المضاربة تجاريا في الداخل، بهدف الحصول على عوائد مرتفعة.
وفي تصريحات تعكس مدى فشل النظام الإيراني الداعم لمليشيات عسكرية خارج الحدود في توفير أبسط المتطلبات الغذائية للعديد من الشرائح الاجتماعية، حذر عضو في لجنة الصحة ببرلمان طهران من أن تراجع القدرة الشرائية سيتسبب في انتشار أمراض سوء التغذية على نطاق واسع.
واعتبر أحمد همتي، عضو اللجنة البرلمانية الإيرانية في مقابلة مع وكالة أنباء العمال (شبه رسمية)، أن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية الناجم عن صعوبة شراء أغلب الناس الحد الأدنى من الغذاء، والذي يشمل المواد البروتينية التي اختفت حاليا من موائد أكثر الأسر الإيرانية، وفق قوله.
وشهدت أسعار المواد التموينية وبالأخص الغذائية منها ارتفاعا حادا تراوح بين 30 و200% طوال السنة الفارسية المنتهية في (20 مارس/آذار)، حيث تصدرت قوائم الغلاء سلعا أكثر استهلاكا مثل الأرز، والخضراوات، والألبان، والبقوليات على التوالي، وفقا لأرقام رسمية.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز