الحوثيون وإيران.. عامان على اختطاف صنعاء بسلاح طهران
عامان من الانقلاب الحوثي باليمن كشفا الكثير من الحقائق حول تدبير إيران للانقلاب على الشرعية باليمن ودعمها لجماعة أنصار الله بالمال والمساندة السياسية والسلاح
"لن نسمح للحوثيين بإقامة دولة فارسية في اليمن"، هذا ما قالة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمام جنود الشرعية في أول زيارة له إلى مأرب بعد تحريرها من قبضة ميلشيات الحوثيين وأنصار صالح في يوليو/ تموز الماضي، مؤكدا عزمه على قطع يد إيران العابثة بمقدرات اليمن.
كلمات أكدها رئيس وزراء اليمن الدكتور أحمد عبيد بن دغر في مناسبة أخرى، وهى مرور عام على تحرير عدن: "لن نسمح بوجود حزب الله ثان في اليمن ليهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة، إيران وراء أي صراع، وهي من دعمت الحوثي والتمرد، ويجب عليها الكفّ عن التدخلات في شئوننا الداخلية ووقف تصدير الصراعات والأحقاد إلى المجتمع اليمني المسالم والمتسامح".
عامان من الانقلاب الحوثي باليمن كشفا الكثير من الحقائق حول تدبير إيران للانقلاب على الشرعية باليمن ودعمها لجماعة أنصار الله بالمال والمساندة السياسية والسلاح، باعتبارها واحدة من "الميليشيات الطائفية" التي تدين بالولاء لطهران على حساب أوطانها، كحزب الله في لبنان والعراق وسوريا، في محاولة لبسط هيمنتها ونفوذها على دول الجوار.
وصاية سياسية
وتعترف إيران بدعمها للحوثيين سياسيا وعسكريا وتزعم وسائل الإعلام الإيرانية وجود هيمنة كاملة للحوثيين على الأرض وهو ما يختلف عن الواقع، بينما يصل هذا الدعم إلى مستوى الوصاية السياسية من جانب طهران على جماعة الحوثى وفق أولويات المصلحة الإيرانية وعلى حساب اليمن ومستقبله.
ويرى مراقبون أن سبب فشل مشاورات السلام الدولية، وآخرها جولة مفاوضات الكويت هو تنفيذ الحوثيين لأوامر إيران وليس اختيار مصلحة الشعب اليمني.
وفضلا عن الولاء المعلن لطهران من جانب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي تفرض طهران هيمنتها على مجلس الحكم المزعوم للانقلابيين، من خلال أغلبية الأعضاء التابعين لها، إضافة لقلة مستضعفة من تابعي الرئيس اليمني المخلوع على عبدالله صالح.
وفي تصريح سابق لبوابة العين الإخبارية، قال الخبير والمحلل السياسي اليمني الدكتور نبيل سهيلة، إن استنساخ إيران لتجربة حزب الله اللبناني فشلت على الأراضي اليمنية.
وأكد سهيلة أن "إيران كانت تريد تهديد الأمن القومي العربي والإقليمي من خلال دعم الحوثيين وحليفهم صالح، إلا أن قوات التحالف العربي والمقاومة اليمنية كسرت هذا المخطط".
تسليح بالتهريب
اعترفت إيران، مرتين، بإطلاق الحوثيين صواريخ من طراز زلزال إيرانية الصنع من الأراضي اليمنية، على الأراضي السعودية.
كما صادرت القطع البحرية والفرنسية والأسترالية، على مدار العامين الماضيين، شحنات أسلحة إيرانية، في طريقها بحرا للمتمردين الحوثيين.
وتضم الأسلحة الإيرانية للحوثيين بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وبنادق آلية وبنادق دراجونوف التي يستخدمها القناصة، وصواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ باليستية، وصواريخ زلزال.
كذلك كشفت تقارير مخابراتية دولية تم طرحها في الأمم المتحدة عن تولى حزب الله الإرهابي بلبنان مهمة تدريب عناصر وجماعات قتالية من الحوثيين للحرب باليمن.
وفى خطاب موجه لمجلس الأمن الدولي، أكدت السعودية حقها في اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة التهديدات من جانب مليشيات الحوثي، وكذلك الاحتفاظ بحق الرد على تهديدات إيران.
وقالت المملكة إنها ضحية للاستهداف العشوائي وغير المسؤول من جانب مليشيا الحوثي المتمردة، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات بالصواريخ البالستية على الحدود السعودية وكذلك داخل حدود الأراضي السعودية، والتي وصلت إلى ما يقارب من 30 هجومًا بصواريخ بالستية ، نتج عنها وفاة المئات من المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالمدارس والمستشفيات.
وأضافت: "تزود إيران متمردي مليشيا الحوثي بالأسلحة والذخائر، وذلك في انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن رقم 2216".