الهند تلحق بروسيا وتنسحب من مشروع ضخم في إيران.. أمريكا بالمشهد
وسائل إعلام هندية تكشف عن انسحاب نيودلهي من مشروع ضخم لتطوير خط سكك حديدية يربط بين مدينتي تشابهار وزاهدان في جنوب شرق إيران.
توالت الانسحابات من المشروعات الإيرانية، فبعد خروج روسيا من مشروع ضخم للقطارات، كشفت وسائل إعلام هندية عن انسحاب نيودلهي من مشروع ضخم لتطوير خط سكك حديدية يربط بين مدينتي تشابهار وزاهدان في جنوب شرق إيران.
وأوردت صحيفة "هندو"، أمس الثلاثاء، عن مصادر رسمية هندية رفضت الكشف عن اسمها، أن الهند تخارجت من مشروع تطوير خط سكك حديدية في إيران بسبب التأخير في بدء تنفيذه رغم إبرام اتفاق منذ 4 سنوات.
- السكك الحديدية الروسية تنسحب من مشروع ضخم في إيران
- "مصائب قوم عند قوم فوائد".. حال مزارعي العراق مع توقف بضائع إيران وتركيا
ووقعت عقود اتفاق بقيمة 1.6 مليار دولار أمريكي لتدشين سكك حديد (تشابهار - زاهدان) خلال زيارة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى العاصمة الإيرانية طهران، في مايو/ أيار 2016.
ويعد الجزء الشرقي من السكك الحديدية الإيرانية هو أحد أطول الخطوط ويبلغ طوله 1350 كم، كما يتمتع هذا الجزء بأهمية استراتيجية لدى إيران.
ومن المفترض أن يربط هذا الخط الحديدي بين مدن تشابهار وزاهدان وزرنج الواقعة على الحدود بين إيران وأفغانستان، فضلا عن الوصل بين تشابهار بمدينة سرخس الواقعة في شمال شرق إيران.
ويكمن الغرض وراء تنفيذ المشروع في ربط تشابهار كميناء إيراني وحيد مطل على المحيط الهندي مع حدود أفغانستان وكذلك شبكة السكك الحديدية الشمالية الشرقية داخل البلاد وصولا لدول آسيا الوسطى.
وذكر مسؤولون إيرانيون أن خط (تشابهار - زاهدان) ستبلغ طاقته الاستيعابية السنوية نحو 7 ملايين طن بضائع، حسبما أوردت إذاعة فردا الناطقة بالفارسية التي تتخذ من التشيك مقرا لها.
الجدير بالذكر أن قاعدة "خاتم الأنبياء" التابعة للحرس الثوري الإيراني كانت تشارك في جزء من مشروع خط السكك الحديدية المذكور منذ عام 2013.
ويصل طول الجزء الذي تشرف على تنفيذه قاعدة "خاتم الأنبياء" التي تعتبر أكبر مقاول بناء غير حكومي إلى 730 كم، ويقع في المسافة بين مدن تشابهار وإيرانشهر.
ووافق المرشد الإيراني علي خامنئي في سبتمبر/ أيلول 2019، على تخصيص 300 مليون يورو من صندوق التنمية الوطني (صندوق سيادي يعتمد على عوائد النفط) بغرض استكمال قاعدة "خاتم الأنبياء" أنشطة الإنشاءات في المشروع.
العقوبات الأمريكية
وربطت إذاعة "فردا" في تقرير لها بين تكثيف أنشطة الحرس الثوري الإيراني في هذا المشروع مؤخرا، مع توارد أنباء حول خروج الهند منه.
وأشارت صحيفة "هندو" الهندية إلى العقوبات الأمريكية كعامل رئيسي في انسحاب المستثمرين الهنود من مشروع سكك حديد (تشابهار - زاهدان).
على الرغم من إرسال مهندسين هنود لدراسة المشروع في إيران، لم تقرر شركة السكك الحديدية الهندية البدء في تطوير المشروع في السنوات الأربع الماضية بسبب مخاوف بشأن العقوبات الأمريكية، حسب الصحيفة.
وقال مسؤول هندي للصحيفة إن الولايات المتحدة منحت إعفاءات لبلاده من العقوبات لتطوير ميناء تشابهار، وخط سكك حديد (تشابهار - زاهدان) لكن في ظروف العقوبات المفروضة على إيران أصبح توريد المعدات للمشروع تحديا لشركة السكك الحديدية المملوكة للدولة في الهند.
كما أبلغت الشركة الهندية صحيفة "هندو" أن الشركة يمكنها الانضمام إلى تطوير السكك الحديدية لاحقا.
تظهر إحصاءات وزارة الاقتصاد الهندية أن صادرات البلاد إلى إيران في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2020 انخفضت بنحو 38 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ولم تصل واردات الهند من إيران إلى 80 مليون دولار أمريكي خلال نفس الفترة خلافا لملياري دولار في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2019.