تدهور العلاقات بين واشطن وطهران يضع الهند في مأزق
الهند تخشى أن تؤثر العقوبات على مسيرة العمل في ميناء تشابهار الذي تأمل أن تنافس به مشروع الصين "حزام واحد-وطريق واحد"
أدت العلاقات المتدهورة بين الولايات المتحدة وإيران واحتمال توسيع العقوبات على طهران إلى وضع الهند في مأزق بسبب ميناء تشابهار المقرر توسيعه بتعاون إيراني.
- الهند توقف تطوير ميناء إيراني خوفاً من أمريكا
- متحدث البنتاجون في حوار مع "بوابة العين": هكذا نتعامل مع إيران وقطر
ويؤكد المسؤولون الحكوميون أن سرعة العمل فى مشروعات مثل ميناء تشابهار، وبناء شبكات السكك الحديدية والطرق، ستتأثر إذا ما قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتفعيل تهديداته ضد طهران.
وقالت المصادر إن هذه القضية ستحتل مكانة بارزة خلال الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري للهند.
وذكرت جريدة "دي اين ايه" أن ما يبعث على القلق هو أنه قبل زيارة تيلرسون، طلب مسؤول أمريكي كبير من البلدان أن تأخذ نظرة فاحصة على شركائها التجاريين في إيران.
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إن ما نطلبه هو أن تنظر الدول نظرة عميقة إلى من تتعامل معه في ايران، وتعي جيدا من هم الملاك المستفيدون لهذه الشركات، خاصة تلك التي تسيطر عليها قوات الحرس الثوري الإيراني.
وفي الآونة الأخيرة، أقر المسؤولون بأن مشروع خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان والهند، لم يتقدم خطوة منذ عام 2008 في أعقاب العقوبات المفروضة على إيران.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أعطى الأولوية لمشروع الربط في آسيا الوسطى وميناء تشابهار في إيران؛ لتوفير طريق رئيسي إلى أفغانستان، في حين تجاوز باكستان، بالإضافة إلى أنه وعد خلال زيارته لطهران فى مايو/أيار الماضي بتأكيد العمل على الالتزامات الهندية، وتطوير ميناءين و5 أرصفة فى ميناء تشابهار الواقع على خليج عمان خلال 18 شهرا.
كما تقوم الهند وإيران في الوقت نفسه بتطوير ممر النقل الجنوبي الشمالي الدولي (إنستك) مع روسيا، وربط خليج عمان بآسيا الوسطى وأوروبا الشرقية.
وتعتبر هذه المشاريع حاسمة بالنسبة للهند لأنها تقدم بديلا لمبادرة "حزام واحد-وطريق واحد" في الصين، كما أنها تعد بمثابة مواجهة لميناء جوادار في بلوشستان الباكستانية.
وعلى الرغم من أن الشركات الـ12 التي وُضعت على قائمة العقوبات الأمريكية مؤخرا ليس لديها أي أعمال مع الهند، غير أن وزارة الشؤون الخارجية الهندية تخشى من احتمال توسيعها؛ لتصل أيديها إلى ضرب ميناء تشابهار، وكذلك المنطقة الاقتصادية الخاصة (اس ايي زد).
وأوضحت الولايات المتحدة أن الدول التي تتعامل مع إيران يجب أن تضمن أن علاقاتها الاقتصادية مع إيران لا تؤدي إلى تعزيز الحرس الثوري الإيراني بشكل خاص.
وبموجب العقوبات، وضعت الهند خطة تشبه المقايضة مع واشنطن، حيث سمحت لها بأن تدفع إلى طهران بالروبية، من خلال بنك أوكو المملوك للحكومة الهندية.