"قاضي الموت" الإيراني المعاقب أمريكيا يحاكم صحفيا معارضا
تضمنت لائحة الاتهامات للصحفي المعارض، التجسس لحساب الاستخبارات الإسرائيلية والفرنسية، والتعاون مع الحكومة الأمريكية ضد إيران.
بدأ القاضي الإيراني أبوالقاسم صلواتي المدرج على لائحة العقوبات الأمريكية، عقد أولى جلسات محاكمة الصحفي المعارض روح الله زم، لكن لم تنشر وسائل الإعلام تفاصيلها وكواليسها.
ويعرف روح الله زم، بكونه صحفيا معارضا مقيما كلاجئ سياسي لدى فرنسا منذ عام 2009، حيث أسس موقعا إخباريا باسم "آمد نيوز" اشتهر بتسريب فضائح تمس الدوائر العليا من النظام الإيراني.
أبوالقاسم صلواتي يطلق عليه الإيرانيون اسم "قاضي الموت"؛ نظرا لأحكامه القضائية القاسية، وبينها إعدامات لعشرات النشطاء السياسيين والمتظاهرين السلميين خلال السنوات الماضية، فضلا عن عمله قاضيا ومدعيا عاما، بحيث حرم السجناء من التواصل مع محاميهم إلى جانب ترهيبهم.
- صحفي إيراني يكشف تفاصيل اختطاف الحرس الثوري لمعارض في العراق
- "الحرس الثوري" يعتقل صحفيا معارضا بالخارج بعد استدراجه
وأعلن جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني، منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتقال الصحفي روح الله زم بعد استدراجه فيما وصفها بعملية استخباراتية، دون إشارة صريحة إلى مكان وتوقيت اعتقاله.
وعقدت أولى جلسات محاكمة الصحفي المعارض، الإثنين، بالفرع الخامس عشر داخل ما تعرف بالمحكمة الثورية في العاصمة طهران تحت رئاسة القاضي أبوالقاسم صلواتي (أدرجته الولايات المتحدة على لائحة عقوباتها في ديسمبر/كانون الأول الماضي)، حسبما أوردت وكالة ميزان القضائية.
وشملت لائحة الاتهام التي تلاها ممثل الادعاء بالمحكمة نحو 17 اتهاما بحق روح الله زم، بعضها تصل عقوباتها لحد الإعدام، مثل: الإفساد في الأرض، وتحريض عناصر القوات المسلحة الإيرانية على التمرد والفرار والاستسلام، وإدارة وتأسيس قناتي "آمد نيوز"، و"صداي ملت" عبر موقع تيليجرام.
وتضمنت الاتهامات التي كشفت عنها وسائل إعلام إيرانية التجسس لحساب الاستخبارات الإسرائيلية والفرنسية، والتعاون مع الحكومة الأمريكية ضد إيران، فضلا عن التواطؤ ضد الأمن القومي الإيراني، والدعاية ضد النظام الإيراني أيضا، إضافة إلى جمع معلومات سرية بهدف إرباك الأمن داخليا.
ووجهت المحكمة الثورية بطهران المعروفة بأحكامها المغلظة ضد ناشطين ومعارضين اتهامات أخرى للصحفي المعارض، مثل: إهانة المرشدين الإيرانيين السابق الخميني والحالي علي خامنئي، والمشاركة في تحريض الناس على ارتكاب أعمال قتال أهلية لضرب أمن البلاد، وكذلك الحصول على أموال تصل لنحو 97 ألف يورو بشكل غير قانوني.
وأعلن الناطق باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي، السبت الماضي، توقيف 5 أشخاص بالقضية المتهم بها روح الله زم، مشيرا إلى أن المحتجزين تختلف اتهاماتهم عن الأخير.
يذكر أن بيانا نقلته وسائل إعلام حكومية عن استخبارات الحرس الثوري، أكتوبر/تشرين الأول 2019 أشار أن روح الله زم اعتقل بعد استدراجه إلى داخل إيران.
وزعم البيان أن توقيفه (روح الله زم) بمثابة ضربة لأجهزة استخبارات أجنبية (لم يسمها) باعتباره أحد أفرع وسائل الإعلام المعادية التي تعمل على شن حرب نفسية ضد طهران.
واعتقل روح الله زم لفترة قصيرة عقب احتجاجات شعبية عام 2009 إيران، قبل أن يغادرها كلاجئ سياسي لدى فرنسا منذ قرابة عقد حيث دشن من هناك منصته الإخبارية المعارضة.
واتهم معارضون إيرانيون والده محمد علي زم رجل الدين الإيراني المقيم في النجف العراقية بالتواطؤ مع جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري في عملية اعتقاله وترحيله إلى إيران.
aXA6IDMuMjEuMjQ4LjEwNSA=
جزيرة ام اند امز