الهجوم على "التاجي".. مليشيات إيران تحول العراق لساحة حرب ضد أمريكا
الحرس الثوري يواصل نشاطاته الإرهابية في المنطقة، ويعمل على الأرض من خلال تجنيد مرتزقة مسلحين بكل أنواع الأسلحة
الهجوم الصاروخي الذي تعرض له معسكر التاجي شمال بغداد، ليل الأربعاء الماضي، لم يكن الأول من نوعه، فالمليشيات الإيرانية بدأت منذ ٢٠١٩ هجمات صاروخية على المصالح العسكرية الأمريكية، ضمن خطة طهران لنقل المواجهة مع واشنطن داخل الأراضي العراقية.
وقتل 3 جنود وأصيب أكثر من 12 في سقوط صواريخ كاتيوشا على قاعدة عسكرية عراقية قرب بغداد تأوي جنودا أمريكيين الأربعاء، في هجوم هو الـ22 من نوعه الذي يستهدف مصالح أمريكية عسكرية في هذا البلد، منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتعليقا على هذه الهجمات، أكد السياسي العراقي مثال الألوسي أن تهديدات الحرس الثوري بشن هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق، محاولة لثني إدارة الرئيس دونالد ترامب عن خطواتها العقابية ضد النظام في طهران.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن مليشيا الحرس الثوري تواصل نشاطاتها الإرهابية في المنطقة، وتعمل على الأرض عبر تجنيد المرتزقة المسلحين بكل أنواع الأسلحة، لاستخدامهم في الحرب ضد الولايات المتحدة خارج الأراضي الإيرانية.
وكشف الألوسي عن النشاطات الصاروخية للحرس الثوري ومليشيات الحشد الشعبي التابعة له في العراق والشرق الأوسط.
وأكد أن ملف الصواريخ الإيرانية في العراق معقد، حيث وضعت طهران أنواعا مختلفة من صواريخ الأرض أرض، والأرض جو، والأرض بحر في العراق وسوريا.
كما نقلت العديد منها إلى لبنان واليمن، بهدف تهديد الشرق الأوسط والخليج العربي بالكامل.
وأوضح أن الحرس الثوري سلم قسما من هذه الصواريخ بشكل كامل للمليشيات في العراق.
أما القسم الآخر منها فجمعت داخل الأراضي العراقية من قبل مليشيات الحشد الشعبي، بإشراف مباشر من فيلق القدس الذي يتولى تنفيذ العمليات الإرهابية خارج الحدود الإيرانية.
وأشار إلى أن هذه الأسلحة نقلت بعد التجميع عبر مطار النجف جوا إلى سوريا ومليشيا الحوثي في اليمن وحزب الله بلبنان، إضافة إلى نقل العديد منها برا.
وشدد الألوسي على أن نقل هذه الصواريخ والأسلحة إلى العراق والهجمات التي تنفذها المليشيات هي جزء من خطة الحرس الثوري ومليشيا حزب الله لنقل الحرب مع أمريكا إلى العراق وجعل البلاد ساحة حرب.
وحسب معلومات دقيقة حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادر أمنية عراقية شكل قاسم سليماني قائد فيلق القدس المصنف إرهابيا، وأبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة مليشيات الحشد الشعبي، قبل مقتلهما بغارة أمريكية قرب بغداد يناير/كانون الثاني، مجاميع من مسلحي الحشد بإشراف من ضباط في فيلق القدس لشن هجمات صاروخية على أهداف أمريكية داخل العراق.
المجاميع التي تقودها مليشيا كتائب حزب الله العراق نفذت حتى الآن الهجمات كافة التي تستهدف القوات الأمريكية والقوات العراقية المقربة من التحالف الدولي.
واعتبرت المختصة بالشأن العراقي شذى العبيدي أن "إعلان مليشيات الحشد والنظام الإيراني أن هجماتها في العراق ضد المصالح الأمريكية جزء من عملية الانتقام لمقتل سليماني غير صحيح، بل هي محاولة للتغطية على محاولاتها لنقل المعركة إلى العراق".
العبيدي أشارت في حديثها لـ"العين الإخبارية" إلى أن هجمات المليشيات ضد التحالف الدولي بدأت قبل مقتل سليماني، ورغم مطالبات الحكومة العراقية للمليشيات بإيقافها لكنها لم تستجب واستمرت في غيها.
ورأت أن المليشيات تسعى إلى إنجاز مهمة نقل المعركة للعراق التي خطط لها سليماني قبل مقتله، لكنها تعثرت بعد مقتله بسبب الخلافات بين قادة المليشيات لعدم وجود بديل لسليماني الذي كان يجمع بين فرقاء التشكيلات العصابية الإيرانية في البلاد.
غالبية قادة المليشيات هربوا لإيران، واختبأ عدد آخر منهم في الملاجئ خوفا من استهدافهم، بعد أن أدرجوا على لوائح الإرهاب الدولية، فضلا عن أن النفوذ الإيراني في العراق يعيش حالة من الضعف والانهيار بحسب العبيدي.
بيد أن طهران ومليشياتها ليست قادرة على مواجهة القوات الأمريكية، فالمليشيات متهالكة كالنظام الإيراني، لذلك تحاول من خلال شن هذه الهجمات أن تثبت أنها ما زالت قادرة على المواجهة وتغطية ضعفها وضعف النظام.
ونوهت الخبيرة العراقية بأن الرد الأمريكي في المرحلة المقبلة سيشمل أذرع طهران في العراق، مع احتمال شن غارات على مواقع عسكرية داخل الأراضي الإيرانية.
وحذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران منتصف ديسمبر/كانون الأول من رد حاسم إذا تعرضت مصالح الولايات المتحدة للأذى في العراق، بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية على قواعد عسكرية.
وشنت الولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية العام الماضي العديد من الهجمات، ردا على الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران ومليشياتها على أهداف أمريكية داخل الأراضي العراقية.
ولعل أبرز الردود الأمريكية العسكرية على مليشيات الحشد وإيران كانت الغارة الأمريكية التي أسفرت عن مقتل سليماني والمهندس في يناير/كانون الثاني، ردا على اقتحام السور الخارجي لمبنى السفارة الأمريكية في بغداد.