الكعبي ومستشار خامنئي.. تهديدات إيرانية بتأجيج استقرار العراق

هدد أكرم الكعبي قائد مليشيا النجباء الموالية لإيران بتصعيد وتيرة الهجمات العدائية ضد القوات الأمريكية المتواجدة داخل العراق.

وذكرت وكالة أنباء مهر الإيرانية (شبه الرسمية)، الخميس، أن الكعبي التقى يحيى رحيم صفوي المستشار العسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي، ومحسن رضائي أمين مجمع تشخيص النظام والجنرال السابق بالحرس الثوري خلال زيارة له إلى العاصمة طهران.

• مليشيات إيران "حجر عثرة" أمام الإصلاحات في العراق
• احتجاجات العراق.. زخم شعبي للكاظمي ضد مليشيات إيران

وقال الكعبي، المدرج على قوائم الإرهاب الأمريكية منذ مارس/ آذار 2019، إن ما وصفها بالمقاومة العراقية ستشن ضربات مميتة وكبيرة ضد الولايات المتحدة.

وزعم قائد مليشيا النجباء في مؤتمر صحفي بحضور عسكريين إيرانيين، أن ما نعتها بالإجراءات الراهنة ضد القوات الأمريكية بالعراق مجرد ألعاب نارية، حسب تعبيره.

وذكرت "مهر" أن صفوي والكعبي هاجما ما وصفاها بالسياسات التخريبية الأمريكية بمختلف المجالات داخل العراق، بينما قال الأخير إن واشنطن تمارس ضغوطا سياسية لوقف عمليات المقاومة العراقية (في إشارة إلى المليشيات الموالية للنظام الإيراني).

ووصف الكعبي السفارة الأمريكية لدى بغداد بأنها قاعدة عسكرية، مؤكدا أن مليشيا النجباء ستواصل أنشطتها داخل العراق بزعم الانتقام لدماء قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، والقيادي بالحشد الشعبي أبومهدي المهندس اللذين قتلا جراء غارة من طائرة أمريكية مسيرة بالعراق، مطلع العام الجاري.

واتهم قائد مليشيا النجباء الولايات المتحدة بالسعي للسيطرة على الاقتصاد العراقي، وإيجاد أزمة اقتصادية كبرى داخل العراق الذي تكافح حكومته برئاسة مصطفى الكاظمي للحد من التدخلات الأجنبية بالقرار الوطني.

وكشفت وسائل إعلام إيرانية أن خامنئي أشاد بهجوم الكعبي ضد الولايات المتحدة خلال زيارته إلى طهران، أمس الأربعاء، والتي طالب فيها بالضغط على القوات الأمريكية داخل العراق.

وتتهم أمريكا إيران بالوقوف وراء الهجمات التي تشنها المليشيات العراقية الموالية لها ضد مراكزها الدبلوماسية في بغداد، لاسيما السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء في العاصمة العراقية.

ويرى مراقبون أن زيارة أكرم الكعبي لإيران تتماشي مع محاولات الأخيرة للإبقاء على نفوذها سياسيا وعسكريا داخل العراق الذي يجاهد في الآونة الأخيرة لكبح سيطرة المليشيات بالداخل.

وأظهرت صور نشرها الإعلام الإيراني لقاء قائد مليشيا النجباء أكرم الكعبي مع نائب قائد الحرس الثوري علي فدوي في طهران، وسط تكهنات بأن اللقاء يهدف لتأجيج الأوضاع الأمنية داخل العراق.

ووصف الكعبي الشركات الأمريكية العاملة في العراق بأنها عصابات مافيا، زاعما أن مهلة لانسحاب القوات الأمريكية أصبحت تقترب من نهايتها، على حد قوله.

تقف المليشيات الموالية لإيران حجر عثرة أمام تنفيذ وعود رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بإنعاش الاقتصاد المريض ومكافحة الفساد وإعادة الأمن إلى البلاد بعد سنوات من الفوضى والاضطرابات.

واعتبرت شبكة دويتشه فيله الألمانية في تقرير عبر نسختها الفارسية مؤخرا أن تعهدات الكاظمي التي صرح بها منذ توليه منصبه في مايو/ أيار الماضي، بتحسين الوضع وتحقيق السلام والازدهار بالعراق من خلال الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية تواجه العديد من العقبات.

وكان العراق تحول لساحة معركة على مدار سنوات وهو الآن في حاجة ضرورية لإصلاحات جذرية، لكن الخصوم السياسيين وخاصة المليشيات المدعومة من إيران، يضعون الحجارة في طريق الإصلاح.