مستشار خامنئي يعترف بدور إيران المشبوه في أزمة كركوك
التدخل الإيراني المباشر في الشأن العراقي تحدث عنه علي أكبر ولاياتي
قال علي أكبر ولايتي، مستشار مرشد إيران، علي خامنئي، إن ما وصفه بمشروع رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني "فشل" عبر حكمة الحكومة العراقية واستشارة طهران، ما يُعد إقرار بالتدخل الإيراني في الشأن الداخلي العراقي، لاسيما الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة كركوك الغنية بالنفط.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن ولايتي، قوله إن مشروع مسعود بارزاني "فشل دون إراقة للدماء" بسبب "حكمة الحكومة العراقية واستشارة إيران".
ولم توضح الوكالة المقصود بكلمة "استشارة" إيران، إلا أن الأخيرة ترسل قياداتها العسكرية مثل قاسم سليماني رئيس فيلق القدس بمليشيا الحرس الثوري إلى العراق لتدريب وقيادة مليشيات الحشد الشعبي تحت صفة "مستشارين".
وتواجهت القوات العراقية مدعومة بمليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران مع القوات الكردية "البيشمركة" في كركوك، وكادت معارك طويلة تندلع بين الجانبين، إلا أنه فجأة انسحبت البيشمركة بعد اجتماعات بين قيادات من بغداد وأربيل وإيران.
وأضاف ولايتي خلال اجتماع رؤساء ومساعدي رؤساء جامعة "آزاد" إسلامي (الجامعة الحرة الإسلامية) في أصفهان، أن بلاده هي "محور المقاومة"، والقائمة على إفشال مخطط أمريكا وإسرائيل لتقسيم العراق وسوريا.
ويشير مسؤولو إيران بكلمة "محور المقاومة" إلى المشروع التوسعي الاحتلالي الإيراني الذي يرفع راية "مقاومة" أمريكا وإسرائيل، ليتستر وراءها ويبرر تدخلاته المباشرة وغير المباشرة في شؤون بلدان الشرق الأوسط عبر المليشيات المسلحة، بحجة حماية تلك البلدان.
واتهم نواب ومسؤولون عراقيون في وقت سابق إيران بالتدخل سياسيا وعسكريا في أزمة كركوك عبر مليشيا الحرس الثوري.
وفي تصريحات سابقة لبوابة "العين" الإخبارية قال شاخوان عبد الله، نائب رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان العراقي، إن طهران فتحت مقرات لفيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري في محافظة كركوك عقب سيطرة القوات العراقية مدعومة بمليشيا الحشد الشعبي على المدينة خلال الأيام الأخيرة.
ولم يتسنَّ لـ"بوابة العين" الحصول على تعقيب بشأن هذا الأمر من السلطات الرسمية في بغداد.
ولكن سبق أن قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن "الأمن في كركوك مستتب وتحت سيطرة الشرطة المحلية وبإسناد من جهاز مكافحة الإرهاب".
وزار قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، إقليم كردستان هذا الأسبوع للمشاركة في المحادثات التي جرت بين قيادات من بغداد وأخرى من الإقليم للسيطرة على الأوضاع التي اشتعلت الأيام الماضية حول كركوك.
وأسفرت هذه المحادثات عن إجبار قوات البيشمركة الكردية على الانسحاب من كركوك، فيما سيطرت عليها القوات العراقية مدعومة بالحشد الشعبي.
وفيلق القدس هو المسؤول مباشرة عن صناعة المليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا واليمن وبقية البلاد المستهدفة في المشروع الإيراني التوسعي.
وتحظى مدينة كركوك بأهمية كبيرة بالنسبة للإيرانيين، كونها تضم احتياطيات كبيرة من النفط والغاز.
إضافة إلى إمكانية استخدامها كنقطة أساسية ضمن الممر الاستراتيجي الاستراتيجي الذي يربطها بسوريا عبر الأراضي العراقية، حيث تقع كركوك وسط العراق.