شبيحة إيران.. طهران تستنسخ جريمة الأسد لقمع ثورة الفقراء
مصادر أكدت تخصيص الأجهزة الأمنية لمجندين بزي مدني لاعتقال الصحفيين والمصورين من وسط المحتجين للتعمية على حجم الحراك الشعبي.
قال مراقبون للحراك الشعبي ضد نظام ولاية الفقيه من الداخل الإيراني، إن السلطات لجأت إلى جريمة الدفع بعناصر أمنية في زي مدني لقمع المظاهرات الحاشدة التي خرجت في غالبية المدن الإيرانية، احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية واستشراء الفساد في البلاد.
- الملالي يحاصرون الغضب بإغلاق محطات المترو في طهران
- معارض إيراني لـ"بوابة العين": المظاهرات ثورة ضد ديكتاتورية الملالي
وأشار المراقبون إلى أن الأجهزة الأمنية في إيران استعارت هذه الجريمة من حليف طهران في سوريا بشار الأسد، في إعادة لإنتاج ظاهرة "الشبيحة" الذين سعوا لقمع السوريين، ما أدى لاشتعال حرب أهلية لا تزال مستعرة.
وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية المرتبكة والمصدومة من اتساع رقعة المظاهرات خصصت فرقاً عسكرية بلباس مدني، وظيفتها ملاحقة الصحفيين والمصورين واعتقالهم، في محاولة للتعمية على الحجم الحقيقي للاحتجاجات.
واندلعت لليوم الثالث على التوالي مظاهرات غاضبة في غالبية المدن الإيرانية؛ احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية وفساد الطبقة الحاكمة. وانطلقت الاحتجاجات الغاضبة من مدينة مشهد في شرق البلاد، لكنها سرعان ما امتدت إلى الغرب قبل أن تصبح المشهد المهيمن في المدن الإيرانية كافة بما فيها العاصمة طهران.
وأكدت المصادر أن السلطات الإيرانية قطعت خدمة الإنترنت عن بعض المدن الرئيسية التي تشهد ثورة الغضب، بعد انتشار صور الاحتجاجات ومقاطع مصورة منها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكانت السلطات الإيرانية قد أغلقت أهم محطات شركة مترو الأنفاق التي تنقل حشودا كبيرة من المسافرين من ضواحي المدينة إلى المناطق المركزية من العاصمة طهران، حسب مصادر "بوابة العين".
وأوضحت المصادر أنه حتى الآن تم إغلاق محطتين بالفعل لأسباب أمنية، وهما محطتا ولي عصر وساحة الثورة في قلب طهران، وسط أنباء عن عزم السلطات وقف حركة المترو في العاصمة.
في هذا السياق، قال مدير الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية في باريس، جمال العوضي، إن النظام الإيراني يعلم تماماً أن الميكروسكوب الدولي والعالم ينظر بدقة إلى ما يحدث بالداخل، من ثم أي قمع أمني ظاهر سيورطه أمام المجتمع الدولي، لذلك كان اللجوء للبدائل الأخرى بإنزال الموالين، أو عناصر أمنية بلباس مدني، لإعطاء انطباع أنه كما أن هناك معارضين فإن هناك مؤيدين، وهنا قاموا بدور الفتك بالمتظاهرين العزل.
وطالب العوضي، في تصريحات خاصه لـ"بوابة العين"، المجتمع الدولي، بضرورة التنديد بهذه الآلية المفضوحة، موضحا أن هذه آلية تستخدم من دول تكون على شفى الانهيار، وهي الآلية نفسها التي كان يتبعها الشاة قبل سقوطه في نهاية السبعينيات، عندما كانت تنزل القوات الأمنية الخاصة به، مرتدية اللباس المدني لقمع المتظاهرين.
ولفت مدير الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية إلى أنه عندما يتم الإعلان عن الشعارات التي حملها المتظاهرون بـ"الموت لخامنئي"، فهي تنطلق بهذا الشكل لأول مرة من نوعها، من ثم فنحن أمام ثورة، وسيعمل النظام الإيراني بكل قوته لقمعها، وهو أمام المطرقة الأمريكية التي تنتظر هذا الحراك.
وأشار العوضي إلى أن هذا النظام سيخلق بدائل جديدة للقمع، إلى جانب عمليات التعذيب والاختفاء القسري، لذلك تعمل المعارضة في الخارج على كشف ما يحدث داخل إيران، في ظل توافر عناصر سقوط هذا النظام وفضح ممارساته.
وأوضح أن هذا النظام الذي يمتلك إمكانيات اقتصادية ونفطية ضخمة يعاني شعبه من الجوع، لتوجيه الأموال إلى أذرعه في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، ولكن لا بد أن يتحرك المجتمع الدولي، في ظل قلق من الخلاف الأوروبي الأمريكي حول التعامل مع المتظاهرين.
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg جزيرة ام اند امز