طريق إيران المزعوم للقدس يمر على أنقاض هذه الدول
منذ 38 عاما ومليشيات إيران تعيث خرابا في أكثر من 6 دول عربية وتستهدف جيوشها واقتصادها بزعم أنها تمهد الطريق لتحرير القدس من الاحتلال
خلال الحرب الإيرانية- العراقية شحن مرشد إيران الأول الخميني مشاعر شعبه وشيعة العالم للزج بهم في الحرب تحت شعار "الطريق إلى القدس يمر عبر كربلاء" لفتح شهيتهم لاحتلال العراق كبوابة للوصول إلى تحرير فلسطين.
- في يوم القدس "الإيراني".. ماذا فعلت طهران لفلسطين؟
- رسالة هنية لخامنئي.. الولاء لإيران يرهن القدس لأطماع الملالي
ولكن انتهت الحرب (1980- 1988)، التي اندلعت بعد أشهر قليلة من وصول الخميني للحكم، وأهلكت البلدين، ولم يصل الإيرانيون إلى القدس.
وبدلا من تحسس طريقهم إلى التحرير الحقيقي للقدس، استمروا في مشروعهم لتدمير العراق عبر دعم الغزو الأمريكي له 2003 وتفكيك جيشه ومؤسساته لإحلال المليشيات والأحزاب الموالية لإيران محلهم.
ولم تكتف إيران بتدمير جيش العراق- الذي كانت قوته تثير قلق وخوف إسرائيل- ولكن بالتزامن كانت تمد حبالها الطائفية إلى لبنان تحت ستار العمل الديني والخيري، ليفاجئ لبنان بظهور مليشيا حزب الله الموالية لإيران رسميا عام 1985، لتكون أحد وقود الحرب الأهلية في الثمانينات التي استنزفت الجيش اللبناني، ثم بات الآن مصدر رئيسي من مصادر تعميق الانقسامات والأزمات في لبنان.
وفي ذات الوقت أيضا كانت تمد أذرعها إلى اليمن والبحرين وسوريا وفلسطين إلخ أيضا بغطاء العمل الخيري والديني والاستثمارات، لتفاجئ هذه البلدان بظهور أحزاب سياسية وحركات مسلحة تستهدف إسقاط نظم الحكم بها.
الانقسام الفلسطيني
كما فوجئت فلسطين بالانقسام المدوي عام 2007 حين استقوت حركة حماس بالسلاح والمال الذي اعترفت بأن جزء كبير منه قادم من إيران، وقامت بطرد حركة فتح من قطاع غزة لتستولي عليه، وتدخل فلسطين في صراع داخلي أبعدها عن صراعها التاريخي مع إسرائيل.
وفي ذات الوقت يمتلأ الإعلام الإيراني وتصريحات مسؤولي طهران بما يدعونه عن "ضعف" الدول العربية في مواجهة إسرائيل، في الوقت الذي تقوم طهران بزرع مليشيات في تلك الدول لمحاربة الجيوش الوطنية واستنزافها واستنزاف كامل اقتصاد البلاد؛ ما يجعل ميزان القوى في صالح إسرائيل.
المتاجرة باسم القدس
وتغلف إيران شعاراتها بوضع اسم القدس في الكثير من المؤسسات والمليشيات التي تحارب بها الدول العربية، ومنها تخصيص يوم باسم يوم القدس العالمي.
وهذا اليوم دعا إليه الخميني عام 1979، وخصص له الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.
وجاء يوم القدس العالمي ليغطي على "يوم الكرامة"، والذي عُرف أيضا بـ"يوم فلسطين" الذي كانت تحتفل به فلسطين سنويا للاحتفال بانتصار الفدائيين الفلسطينيين والجيش الأردني على الجيش الإسرائيلي عند محاولته التوغل في الأردن لمهاجمة المخيمات الفلسطينية عام 1968.
كما أعلنت في مطلع الثمانينات، وبالتزامن مع الحرب ضد العرق، عن مليشيا فيلق القدس التابعة لمليشيا الحرس الثوري، والتي ينصب دورها على صناعة مليشيات في الدول المستهدفة- عدا إسرائيل- لنزع الولاء للوطن من داخل نفوس بعض أهلها، وإحلال الولاء لإيران محله؛ وتسليحهم ما يسهل عليهم محاربة جيوشهم وقتل شعوبهم وتقسيم بلدانهم تحت شعار "الذهاب إلى القدس".
مصنع المليشيات
ومن مخرجات مصنع مليشيا فيلق القدس: حزب الله في لبنان، مليشيا الحوثي في اليمن، مليشيا الحشد الشعبي في العراق، عشرات المليشيا مختلفة الأسماء ومتعددة الجنسيات بسوريا، والجبهة الإسلامية لتحرير البحرين وحركة أحرار البحرين الإسلامية بمملكة البحرين، وتأسيس حركة الصابرين ودعم حركتي حماس والجهاد الإسلامي ضد السلطة الوطنية بفلسطين، والحركة الإسلامية بنيجيريا.
وإضافة إلى ذلك دعم تنظيم الإخوان الإرهابي وحركتي الجهاد والجماعة الإسلامية بمصر، ومحاولة صنع أزمات طائفية وتفجير أعمال عنف في الكويت والسعودية وغيرهما.
ووصل بها الأمر إلى مهاجمة الحرمين الشريفين بالصواريخ التي تطلقها مليشيا الحوثي من اليمن باتجاه السعودية تارة، وبالمطالبة بتدويل إدارة الحرمين الشريفين تارة أخرى، وكأنها تعلن أن الطريق إلى القدس يمر باحتلالها لمكة والمدينة.
الاحتلال الإيراني للقدس
ولكن في ذات الوقت فالقدس وفلسطين عامة هدف فعلي لإيران، ولكن ليس لتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي وتسليمها لأهلها، بل لتحتلها بدلا من إسرائيل ضمن مشروعها لنزع السيطرة على كافة المقدسات الإسلامية في المنطقة، وخاصة الحرمين الشريفين في السعودية والمسجد الأقصى في فلسطين.
وتهدف إيران من ذلك أن يكتمل لديها بعد السيطرة الجغرافية على المنطقة السيطرة الدينية، وتعلن الدولة الإسلامية الكبرى التي تحدث عنها الدستور الإيراني، وتشمل حلم حكم إيران للعالم إحياء للإمبراطورية الفارسية ولكن من بوابة الإسلام، بعد أن صار معظم أبناء الشرق الأوسط من المسلمين.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg
جزيرة ام اند امز