صحفي يفقد عينه ونصف وجهه في سجون إيران
إيران تعتبر من أكثر الدول تضييقا على الحريات الصحفية ومن أكثرها اعتقالا للصحفيين وهو ما أشار إليه تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود"
أدان الاتحاد الدولي للصحفيين تعامل السلطات الإيرانية مع حالة الصحفي الإيراني "الرضا رجائي" البالغ من العمر 54 عاماً، التي تجاهلت حالته الصحية مما أدى إلى تدهورها بعد خروجه من السجن في أكتوبر/تشرين ثاني 2015، وخضوعه لفحوصات أثبتت إصابته بالسرطان، حيث يخضع منذ ذلك الحين لجلسات علاج بالليزر والعلاج الكيميائي، كما فقد عينه وجزءا من الجانب الأيمن من وجهه.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن السلطات الإيرانية تركت رجائي دون علاج خلال فترة اعتقاله في أحد السجون الإيرانية لمدة 4 سنوات، بتهمة "تهديد الأمن القومي للدولة".
ويعتبر "رجائي" من الصحفيين البارزين في الساحة السياسية الإيرانية، حيث مارس مهنة الصحافة في 4 صحف معارضة، كما كان عضواً في تحالف ديني "محظور"، كما انتخب عضواً في البرلمان الإيراني عام 1999، إلا أنه خسر مقعده بعد أن أعاد مجلس صيانة الدستور الانتخابات بشكل مثير للجدل.
وأضافت الصحيفة أن قضية "رجائي" قد أثارت جدلًا واسعاً على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد تزايد عمليات اعتقال الصحفيين بشكل غامض، وبتهم لا تعترف بها منظمات حقوق الإنسان.
وجاء في تقرير الاتحاد الدولي للصحفيين أن المسؤول الأول عن تردي حالة "رجائي" هو القضاء الإيراني في المقام الأول، الذي رفض طلبات "رجائي" المتكررة للنظر بحالته الصحية وعرضه على أطباء مختصين، بعد أن تعامل معه أطباء السجن باستهتار، كما عبر الأمين العام للاتحاد "انتوني بلانجر" عن قلقه إزاء حال عدد كبير من الصحفيين الذين يقبعون في السجون الإيرانية، من بينهم "ايسهان مازن داراني"، وقال للصحيفة: "إن استهتار السلطات الإيرانية بالحالات الصحية للمساجين أمر غير مقبول، سواء كان مقصوداً أم لا، فهو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان".
ومن جهتها أكدت منظمة العفو الدوليه أن الظروف التي يمر بها المعتلقون الإيرانيون سيئة جداً ودون المستوى، الأمر الذي يجبرهم على اللجوء إلى الإضراب عن الطعام للحصول على احترام إنسانيتهم وكرامتهم، وهو أمر مشين ويكشف عن الحاجة الملحة إلى عملية إصلاح شاملة لنظام السجون الإيرانية الوحشية، كما أبدى من جانبه أيضاً المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان قلقله على حالات عشرات المعتقلين الذين باشروا إضراباً علن الطعام مؤخراً".
ومن الجدير بالذكر أن إيران تعتبر من أكبر الدول تضييقاً على الحريات الصحفية، ومن أكثر الدول اعتقالًا للصحفيين، وهو ما أشار إليه تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود"، الذي صدر هذا الأسبوع، حيث قال التقرير: "إن إيران تشن حمله إعلامية مكثفة على الإيرانيين المنفيين من الدولة، بعد أن مسحت كل ما يثبت أصولهم من دوائر الأحوال المدنية الإيرانية".