أزمة قره باغ وإيران.. موقف سياسي غامض وحدود ملتهبة
المواجهة العسكرية التي وقعت منذ أسبوع بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا قادت إلى حالة من التخبط لدى إيران
أدت المواجهة العسكرية التي وقعت منذ أسبوع بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا المتنازعتين على منطقة ناغورني قره باغ إلى حالة من التخبط لدى إيران التي ترى في هذه الأزمة تحديا كبيرا لها على حدودها الشمالية.
واعتبر موقع "دويتشه فيله" الألماني في تقرير عبر نسخته الفارسية، الأحد، أن قضية نزاع قره باغ يمكن أن تؤرق المسؤولين السياسيين والعسكريين في الجمهورية الإيرانية بسبب تشابك المصالح مع تركيا التي تعمل على إشعال التوتر في القوقاز عبر إرسال مسلحين مرتزقة للمشاركة في القتال بين أرمينيا وأذربيجان.
- الحدود الإيرانية.. شرفة خطرة لمشاهدة حرب "قره باغ"
- معارض إيراني لـ"العين الإخبارية": أزمات طهران "نار تحت الرماد"
نشرت وكالة الأنباء الألمانية تقريرا من باكو ويريفان، أمس السبت، عبرت فيه عن القلق الدولي من وجود مرتزقة في المواجهة العسكرية في ناغورني قره باغ، وقيل إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في هذا الصدد.
من الواضح أن وجود مقاتلين من دول شرق أوسطية أخرى كسوريا وليبيا تحت رعاية أنقرة في نزاع ناغورني قره باغ سيزيد من الصراع الإقليمي الأوسع، وفق التقرير.
وأعربت روسيا وفرنسا عن قلقهما بشأن وجود مرتزقة أجانب فيما باتت تعرف إعلاميا بحرب ناغورني قره باغ، وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من تركيا التعليق رسميا.
وأشار التقرير إلى أنه لطالما كان نزاع ناغورني قره باغ إحدى القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية لإيران على مدار الـ 26 عاما الماضية.
بالإضافة إلى ذلك من الناحية الجغرافية، فإن قضية المنطقة المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان ليست التحدي الوحيد للسياسة الخارجية لطهران.
وتوقع التقرير أن تتضرر إيران جراء تصاعد حدة القتال الدائر بين أرمينيا وأذربيجان قرب الحدود الشمالية لها، لاسيما بعد أن أصابت قذائف طائشة قرى حدودية إيرانية.
ووصف موقع "دويتشه فيله" الدور الإيراني في أزمة قره باغ بالغامض حتى الآن لأن إيران أصبحت في مأزق سياسي بسبب تدخلات حليفها التركي رجب طيب أردوغان بجنوب القوقاز خلافا لرغبة روسيا التي لا تزال من الداعمين لنظام طهران.
وأكد التقرير أن دعم إيران لأذربيجان في أزمة ناغورني قره باغ قد يعزز دور تركيا ووجودها العسكري في المنطقة على حساب طهران التي تستهدف تعزيز نفوذها إقليميا لضمان تنفيذ أجندتها التوسعية.
ولم تتمكن إيران من القيام بأي شيء أساسي فيما يتعلق بأزمة اندلاع القتال بين أرمينيا وأذربيجان حتى الآن سوى دعوتها كلا البلدين إلى ضبط النفس.
في هذا الصراع الجاري، تواجه القوات الأرمنية والأذربيجانية قيودا من حيث الأسلحة وجغرافيا منطقة العمليات الحربية الدائرة بينهما.
الجدير بالذكر أن سعيد خطيب زادة، الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية أصدر بيانا، السبت، يوجه فيه ما قال إنه تحذير لجميع الأطراف بعد سقوط عدة قذائف هاون داخل أراضي بلاده الواقعة بين أرمينيا وأذربيجان.
وأشار زادة إلى أن إيران تراقب بجدية وحساسية كبيرة التحركات على المناطق الحدودية مع أذربيجان وأرمينيا، حسب البيان.
وبدأ النزاع بين أرمينيا وأذربيجان حول منطقة ناغورنو قرة باغ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث قُتل أكثر من 30 ألف شخص في معارك عنيفة بين البلدين في الفترة بين أعوام 1991 و1994.