معارض إيراني لـ"العين الإخبارية": أزمات طهران "نار تحت الرماد"
النظام الإيراني يعتبر من وجهة نظر رضائي، جزءا رئيسيا من أزمات الشرق الأوسط ولذا يجب طرده من سوريا والعراق
قال المعارض الإيراني أبو القاسم رضائي إن نهاية السياسات التوسعية لنظام طهران تكمن في الإطاحة به من سدة الحكم، وقطع أذرعه بأيدي وعزيمة الشعب القوية بالداخل.
وأوضح رضائي، أمين سر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في مقابلة مع "العين الإخبارية" أن التطورات الراهنة في العالم وبخاصة داخل منطقة الشرق الأوسط أصبحت سريعة للغاية، ونفس الوضع في إيران.
- "العين الإخبارية" تقتحم سجون إيران.. تعذيب مروع وأوضاع كارثية
- "آلية الزناد".. رشقات أمريكية لقتل برنامج إيران النووي
أبو القاسم رضائي، أحد الأعضاء القدامى في منظمة "مجاهدي خلق"، المناهضة للنظام الإيراني وتتخذ من باريس مقرا لها، أشار إلى أن هذه التطورات تسارعت مع تنفيذ "آلية الزناد" الواردة بالاتفاق النووي من جانب الولايات المتحدة بهدف إعادة فرض جميع العقوبات الأممية على إيران، مطلع الشهر الجاري.
وأكد رضائي لـ"العين الإخبارية" أن المعارضة الإيرانية تدعو لاتخاذ قرار بالمقاطعة دوليا لنظام طهران من أجل مكافحة الإرهاب، والقمع، والفساد، مشددا على أن العقوبات المفروضة على إيران تساعد في كبح تدخلاتها العسكرية بدول العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن.
ولفت المعارض الإيراني إلى أن الإيرانيين يرفضون تدشين المنشآت التي تجري داخلها عمليات لتخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية، وتصنيع الصواريخ الباليستية لتهديد أمن دول المنطقة، وكذلك جرائم النظام في الدول المجاورة.
وتطرق إلى أن مجلس المقاومة الإيرانية نجح خلال العقود الماضية في تحويل المشروع النووي "الشرير" إلى حبل مشنقة تطوق عنق الفاشية الدينية بعد الكشف عن مواقع نووية سرية في نطنز وآراك.
وعلق رضائي على المشروع النووي، واصفاً إياه بـ"العدائي لإيران" والشعب الإيراني، داعيا إلى ضرورة انتباه المجتمع الدولي لهذا الخطر بدلا من انتهاج سياسة الاسترضاء مع طهران التي اعتبرها كارثية، حسب تعبيره.
واعتبر المعارض الإيراني أن المعارضة بالخارج تؤدي دورا للعالم من أجل تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، ولهذا السبب فإن هذا المسار وسياسة المجلس الوطني للمقاومة في الداخل والخارج قوبلا بدعم من الشعب الإيراني وأيضاً على المستوى الدولي.
"قادة النظام الإيراني أظهروا غضبا تجاه أنشطة المعارضة التي كانت تحذيراتها صائبة خلال السنوات الست الماضية فيما يتعلق بالبرنامجين النووي والصاروخي والتدخلات العسكرية خارج الحدود، واستهداف ناقلات ومنشآت النفط"، يقول أبو القاسم رضائي.
وبسؤاله عن إمكانية أن تحشد المعارضة الإيرانية القوى العالمية لردع النظام في إيران؟، شدد رضائي على أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق يعملان بجدية لتشجيع المجتمع الدولي بهدف فرض عقوبات قاسية ضد طهران، واتخاذ سياسة حاسمة معها.
وعشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مؤتمرا افتراضيا عالميا تحت عنوان "السياسة حيال إيران.. ضرورة إعادة فرض العقوبات ومحاسبة النظام"، حظى بمشاركة معارضين إيرانيين من حوالي ألف موقع بجميع أنحاء العالم.
وتحدث في هذا المؤتمر 31 مشرعا أمريكيا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بينهم السيناتور تيد كروز، بالإضافة إلى شخصيات مثل عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، والجنرال المتقاعد جيمس جونز.
وطالبت جميع الشخصيات المشاركة في مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي أقيم افتراضيا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، بإعادة فرض العقوبات على نظام طهران.
وبالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة عن تطبيق آلية الزناد أو آلية إعادة فرض العقوبات، أصدر 215 نائبا برلمانيا من 24 دولة أوروبية وعربية بيانا مشتركا لحث دول العالم على الاستماع إلى صوت الشعب الإيراني، والاستمرار في تمديد حظر السلاح المفروض على النظام، وحل مليشيا الحرس الثوري.
ولخص المعارض الإيراني أبو القاسم رضائي، الوضع الحالي في بلاده بالمتردي بعد 40 عاما من الاستبداد والفساد والعجز عن إدارة شؤون البلاد، وكذلك الوقوع في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
واستطرد أن الشعب الإيراني يعيش في حالة من الفقر تشبه القرون الوسطى، بينما فشل النظام في اختبار أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد التي أخفق في حلها بل وجدها فرصة للتخلص من الناس، لاسيما وأن الأزمات الداخلية باتت أشبه بنار خامدة تحت الرماد.
وتحدث أبو القاسم رضائي لـ "العين الإخبارية" عن الصعود غير المسبوق للحركات الاجتماعية والتضامن الشعبي معها ضد عمليات الإعدامات مثل إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري، مردفا أن هذه الوضعية تعكس إشارة إلى أن المجتمع في حالة اضطراب ويترقب تغييرات كبيرة وسط حالة غليان.
وفيما يخص موقف النظام في المنطقة، قال المعارض الإيراني، إن نظام طهران وحّد حكومات دول الشرق الأوسط ضده بسبب تدخلاته الإرهابية والتحريض على الحرب من أجل توسيع امتداد عمقه الاستراتيجي وأمنه مثل تأجيج الصراع في اليمن، وتخريب العملية السياسية في العراق لحساب المرتزقة، وتمويل مليشيات في أفريقيا.
ويعد النظام الإيراني، من وجهة نظر أبو القاسم رضائي، جزءا رئيسيا من الأزمة بمنطقة الشرق الأوسط ولذا طالبت المقاومة مرارا بالإطاحة به من سوريا والعراق باعتبارهما من القواعد الأساسية لنفوذه خارج الحدود.
واختتم عضو منظمة مجاهدي خلق المناهضة للنظام الإيراني، بقول إن قضية حقوق الإنسان تشكل مصدر قلق بالغ للنظام المسيطر على حكم طهران، حيث كان القمع أولى خطوات نظام المرشد الإيراني السابق الخميني منذ نشأته عام 1979.
وتصاعد تفعيل إجراءات القمع خلال السنوات الأربعين الماضية على نطاق أوسع، حيث شرعنت طهران التعذيب كأحد عقوبات المتهمين، فضلا عن إعدام السلطات حوالي 120 ألف شخص منذ عام 1988 الذي شهد إعدامات جماعية لنحو 30 ألف سجين سياسي.
ورجح أبو القاسم رضائي أن توسع المعارضة الإيرانية نشاطاتها بغية فضح انتهاكات حقوق الإنسان، بعد أن تمكنت من إدانة النظام 66 مرة عبر قرارات صادرة عن منظمة الأمم المتحدة.
والمعارض الإيراني أبو القاسم رضائي، مولود عام 1953 بالعاصمة الإيرانية طهران، وانضم لمنظمة مجاهدي خلق في سن الـ 16 من عمره، وتعرض للاعتقال والسجن 5 سنوات بسبب معارضته للنظام الملكي في إيران قبل عام 1979، قبل أن يشغل منصب سكرتير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يعد من أبرز الكيانات المناهضة للنظام الديني في إيران.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjExMSA= جزيرة ام اند امز