حسن نصر الله يقف في مواجهة سياسة النأي بالنفس، ويريد أن يظل لبنان طرفا في الصراعات الإقليمية ولعبة المحاور بإدارة إيرانية.
بعد تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري والتي طال انتظارها، يسعى لبنان للعمل نحو سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية والتفرغ لحل مشاكل لبنان الكثيرة جداً، والتي تؤرق الشارع اللبناني، ويأمل في إنهائها على يد الحكومة الجديدة. لكنّ هناك طرفا لا يريد أن ينأى لبنان بنفسه عن الصراعات الإقليمية ويصر على جرّه إلى حافة الهاوية وإدخاله في سياسة المحاور، وأخيرا يعرض عليه خدمات إيران واستعدادها لمساعدة لبنان حتى في المجال العسكري.
إيران دولة إرهابية تدعم الإرهابيين أمثال حسن نصر الله، وهذا اللقاء الذي تم بينه وبين ظريف هو تدخل سافر في شؤون لبنان، والتحريض على إدخاله في الفوضى، وتعطيل مسيرته في وقت يريد فيه لبنان النأي بنفسه عن المحاور وصراعات الإقليم لتجاوز أزماته الكثيرة والسير نحو تحقيق الاستقرار
دولة الرئيس الحريري دائما ما يؤكد ضرورة النأي بالنفس عن أي صراعات قد تضر لبنان، وتعيد إلى أذهانه الحرب الأهلية. وهو ما أكده في البيان الوزاري للحكومة الجديدة أمام المجلس النيابي. لكن يقف الطرف الآخر، الشيطان حسن نصر الله في مواجهة سياسة النأي بالنفس، ويريد أن يظل لبنان طرفا في الصراعات الإقليمية ولعبة المحاور بإدارة إيرانية، وروج نصر الله لهذه الرغبة قبل زيارة محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان، وأعاد على مسمعنا ظريف ما روّج له نصر الله عندما وصل إلى لبنان وألقى كلمة في الذكرى الأربعين لثورة الخميني الإرهابية. وقدّم ظريف التهنئة للحكومة اللبنانية، وأكد أن بلاده اليوم وفي المستقبل هي أكثر استعدادا من أي وقت مضى للتعاون والتعاضد مع "لبنان العزيز" في المجالات كافة وعلى مختلف المستويات، وأشار ظريف إلى أن الإرادة الوطنية اللبنانية عبرت عن نفسها من خلال المقاومة اللبنانية الشريفة والبطلة والباسلة -على حد تعبيره- وهي عنوان أساسي ومتشابه مع مبادئ وقيم الثورة الإسلامية.
من وجهة نظري، يحمل خطاب ظريف رسالتين: أولاً رسالة إلى الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية الجديدة يعرض فيها المساعدة على الرغم من أن إيران عاجزة عن مساعدة نفسها الآن بعد العقوبات الأمريكية عليها، بل هي التي تحتاج لمن يساعدها في ظل عقوبات قاسية أدت إلى تدهور الاقتصاد وغضب الشارع الإيراني.
أما الرسالة الثانية هي لحسن نصر الله الذي ساعد إيران في الساحة السورية والذي أسهم في حضورها في لبنان كطرف فاعل، لكن انخفض هذا الدعم لحزب الله بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية على نظام طهران، وهو ما أثر بشكل واضح على الحزب وأدى إلى تسريح عدد كبير من أعضائه. ويبدو أن محمد جواد ظريف يرغب في التأكيد للبنان أن بلاده لن تتخلى عن حزب الله على الرغم من الضائقة المالية الحالية.
إيران دولة إرهابية تدعم الإرهابيين أمثال حسن نصر الله، وهذا اللقاء الذي تم بينه وبين ظريف هو تدخل سافر في شؤون لبنان والتحريض على إدخاله في الفوضى، وتعطيل مسيرته في وقت يريد فيه لبنان النأي بنفسه عن المحاور وصراعات الإقليم لتجاوز أزماته الكثيرة والسير نحو تحقيق الاستقرار، وهذا ما يريده الشعب اللبناني بعيداً عن أي صراعات أو انقسامات أو فتن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة