"نيويورك تايمز": انقسامات حادة بنظام الملالي
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تكشف عن وجود انقسامات حادة داخل نظام الملالي.
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" المريكية عن وجود انقسامات حادة داخل نظام الملالي، مستشهدة بتوجه الحكومة لتحجيم قدرة أحد أكبر أذرعها العسكرية، الحرس الثوري، بسبب تلاعبه في الاقتصاد المحلي، وجني مبالغ طائلة على حساب الحالة الاقتصادية المتدهورة داخل البلاد.
وأفاد التقرير أن شركة "خاتم الأنبياء للأعمال" المملوكة للحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر توظف نحو 1.5 مليون شخص، بالإضافة إلى مئات المقاولين، وهي مسؤولة عن أعمال البناء والتعمير بشكل مباشر، وتقوم ببناء المساجد والمطارات ومحطات الوقود والمستشفيات بالإضافة إلى ناطحات السحاب والمجمعات السكنية "المعزولة" لقادة الحرس والمقربين منهم.
وقام الرئيس الإيراني حسن روحاني بقيادة حملة تحقيقات واسعة النطاق داخل الحرس الثوري الإيراني، الذي يقوم بعملية احتكار واسعة النطاق في قطاعات الطاقة والبناء وقطاعات حيوية أخرى في الاقتصاد الإيراني، والتي تتسبب في تدهور الاقتصاد الإيراني وعدم السماح بالأموال للتدفق إلى السوق المحلية.
وتأتي تلك الخطوة بدعم من آية الله الخميني نفسه، الرجل رقم 1 في نظام الملالي، بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، والذي قام بمهاجمة قادة الحرس الثوري بالسماح بانتشار الفساد داخل الحكومة الإيرانية، والتي جعلت إيران تمد يدها للغرب لضخ الأموال في الاقتصاد المحلي.
إلا أن تلك تعد مؤشرا واضحا لانقسام كبير بين الحكومة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، حيث قام روحاني بإصدار أوامر باعتقال مئات المسؤولين داخل شركة "خاتم الأنبياء للأعمال" مما سيضعف قدرة الحرس على متابعة وإدارة أمواله الطائلة التي جناها من الفساد والاحتكار على حساب الشعب الإيراني.
ويستعمل الحرس الثوري أرباحه تلك في تمويل فرض أجندات إقليمية تساهم في زعزعة الاستقرار، أكثرها وضوحا هو التدخل العسكري في عدد من مناطق الصراع في كل من سوريا والعراق ولبنان، والتي دائما ما تنتهي بتأجيج الأوضاع وإعادة المواجهات بين الأظراف في تلك المناطق.
وقام روحاني بأكثر الخطوات الغير مسبوقة في تاريخ إيران منذ إعلان نظام الملالي، حيث قام بخفض ميزانية الحرس الثوري الإيراني بشكل كبير لوقف عملية الاحتكار التي يقوم بها، بالإضافة إلى اعتقال عدد من الضباط من داخل الحرس بتهم الفساد.
وأدى ذلك إلى قيام قادة الحرس بانتهاج سياسة "التغريد خارج السرب" والتي ظهرت جليا في عدد من الأعمال والتحركات التي قام بها الحرس بعيدا عن إدارة روحاني، مما دفع آية الله الخميني لتوجيه خطاب "توبيخ" لقادة الحرس متهما إياهم بالفساد وعدم توحيد الصف الإيراني في مواجهة أعدائه على حد زعمه طبقا لما نشرته نيويورك تايمز.
حرب أخرى بين الحرس الثوري وحكومة الملالي، حيث قام روحاني بانتقاد الحرس الثوري علنا قائلا إن الحكومة سلمت اقتصاد البلاد إلى "مجموعة تمتلك السلاح والإعلام وأمور أخرى، ولا أحد يجرؤ على منافستهم". وأضاف أن ذلك ليس بأي شكل من أشكال الخصخصة التي ستساعد الاقتصاد المحلي في النمو.
إلا أن الجنرال علي جعفري، أحد قادة الحرس الثوري، رد على روحاني بالقول إن الحرس يؤمن بأن الحكومة (في إشارة لروحاني) التي "لا تمتلك السلاح سيتم إذلالها من قبل العدو وسوف تستسلم" في نهر واضح لسياسات وخطوات روحاني تجاه الحرس الثوري الإيراني.
وترى الصحيفة أنه من الخطأ وضع فرضية أن الحرس الثوري الإيراني سيتم إخراجه من الاقتصاد الإيراني في القريب العاجل، حيث إن القطاع الخاص داخل إيران صغير للغاية لمنافسته، وبالتالي ستشهد إيران صراعا طويل الأمد بين كل من روحاني والحرس على من يقود زمام الأمور سياسيا واقتصاديا داخل إيران.