إيران وتهديد الملاحة.. 3 اعتداءات إرهابية تستدعي تحركا دوليا
إيران تمتلك سجلا إجراميا في إرهاب البحار، والتقرير التالي يرصد 3 اعتداءات على 7 سفن تجارية في الملاحة الدولية، وفقا للاتهامات الأمريكية
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الخميس، أنها تدرس توفير تأمين عسكري للسفن التجارية التي تبحر في الخليج العربي ومضيق هرمز، عقب قيام زوارق إيرانية مسلحة بتهديد ناقلة نفط بريطانية.
وقال الجنرال مارك ميلي، المرشح لتولي رئاسة هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن للولايات المتحدة "دورا حاسما" في ضمان حرية الملاحة في الخليج، وإن واشنطن تسعى لتشكيل تحالف "بشأن تأمين مواكبة عسكرية وبحرية للشحن التجاري".
الخطوة الأمريكية جاءت عقب عدة حوادث إرهابية هددت الملاحة الدولية خلال الأسابيع الماضية، في تصعيد إيراني غير مسبوق، حسب اتهامات واشنطن.
وتمتلك إيران سجلا إجراميا في إرهاب البحار، التقرير التالي يرصد آخر اعتداءات طهران على الملاحة الدولية، وفقا للاتهامات الأمريكية.
4 سفن تجارية
في منتصف مايو/أيار الماضي، تعرضت 4 سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
العمليات التخريبية لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات، كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن، حسب بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية.
وأشار فريق التحقيق الدولي بشأن الحادث إلى أن الأدلة أفادت بشكل مبدئي إلى تورط طهران، ووجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرا لطهران، قائلا إنه سيكون من الخطأ الفادح أن تقدم على أي تحرك ضد واشنطن أو حلفائها أو تهديد الملاحة الدولية.
تحذيرات واشنطن أعقبتها تحركات على الأرض، حيث دفعت الإدارة الأمريكية بحاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى مياه الخليج العربي، وقاذفات بي-52 إلى القواعد الأمريكية في المنطقة، ونشر جديد لصواريخ باتريوت في الشرق الأوسط.
حادث خليج عمان
13 يونيو/حزيران الماضي، تعرضت ناقلتان لهجوم في خليج عمان، الأولى ترفع علم جزر مارشال واسمها "فرنت ألتير"، والأخرى تحمل اسم "كوكوكا كاريدجس" وترفع علم بنما.
الحادث جاء بعد أيام من استهداف 4 سفن تجارية، حيث اتهمت واشنطن ولندن طهران بالضلوع في الحادث، الذي وقع على بعد نحو 45 كم (25 ميلاً) قبالة الساحل الإيراني.
وعقب الحادث بساعات أعلن الجيش الأمريكي عن تحرك المدمرة "يو إس إس" ميسون إلى موقع الهجمات.
ونشر الجيش الأمريكي تسجيلا مصورا يثبت تورط إيران في استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان.
ويظهر التسجيل عناصر من مليشيا الحرس الثوري الإيراني وهي تزيل لغما لم ينفجر من جانب إحدى الناقلتين، فضلا عن صورة تظهر لغما فيما يبدو قبل إزالته.
وقال بيل أوربان المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، في بيان، إنه "عند الساعة 4:10 مساء بالتوقيت المحلي اقترب قارب دورية تابع للحرس الثوري الإيراني من الناقلة كوكوكا، وجرت ملاحظة وتسجيل إزالة لغم لم ينفجر من كوكوكا كاريدجس".
كما منعت الزوارق الإيرانية قاربين من سحب ناقلة النفط النرويجية فرنت ألتير التي تعرضت للهجوم وتم احتجاز طاقم السفينة.
وأوضح القائد بالبحرية الأمريكية أن تقييم القيادة المركزية للبحرية الأمريكية يشير إلى أن الهجوم والضرر الذي لحق بالناقلة "كوكوكا" وقعا نتيجة لغم بحري.
وأشار إلى أن البحرية الأمريكية تمكنت من جمع بصمات من على هيكل ناقلة النفط التي تعرضت لهجوم في بحر عمان، تسمح ببناء قضية جنائية ضد المسؤولين عن الهجوم.
ولقي الحادث إدانات دولية وإقليمية، ومطالب بحماية حرية الملاحة الدولية من الإرهاب الإيراني.
ولم ينتهِ مسلسل التصعيد الإيراني، حيث تم إسقاط طائرة عسكرية أمريكية مسيرة في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز بصاروخ سطح/جو إيراني.
الناقلة البريطانية
11 يوليو/تموز الجاري حاولت 3 زوارق إيرانية تابعة لمليشيا الحرس الثوري احتجاز ناقلة النفط البريطانية العملاقة (بريتيش هيريتدج) في مضيق هرمز، بعد أيام من احتجاز الأخيرة ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق.
وذكر ممثل للحكومة البريطانية، في بيان أمس الخميس، أن "الفرقاطة مونتروز اضطرت للتمركز بين السفن الإيرانية وبريتيش هيريتدج، وأصدرت تحذيرات شفهية للسفن الإيرانية التي ابتعدت حينها".
التهديد الإيراني الأخير جاء في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تشكيل تحالف عسكري من أجل حماية الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب من هجمات إيران ومليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من طهران.
كما قال الأسطول الأمريكي الخامس إنه يعمل عن كثب مع البحرية الملكية البريطانية وشركاء إقليميين ودوليين لحماية حرية الملاحة، وذلك بعد يوم من محاولة 3 سفن إيرانية اعتراض طريق ناقلة تابعة لشركة بي.بي خلال مرورها بمضيق هرمز.