أمريكا تحدد استراتيجية للتفوق على الصين في تكنولوجيا 5G
الولايات المتحدة تتعاون مع اليابان والمكسيك والهند وأوروبا لتعويض الوقت الضائع من قبل منتجين أمريكيين حاولوا التوسع في الصين
"سوف يتغلب هيكل الأعمال الحرة في الولايات المتحدة الأمريكية على الصين، التي تحتجز المستهلكين "كرهائن"، في سباق السيطرة العالمية على تكنولوجيا الاتصالات 5G، وكانت هذه هي الرسالة التي وجهتها واشنطن، الأربعاء، وألقاها مسؤولو الدفاع والتجارة الأمريكيون في مؤتمر سنوي حول ضوابط التصدير، نظمه مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة، والذين أكدوا من خلاله أن الحكومة الأمريكية تتحرك بالفعل إلى "زيادة" رأس المال الخاص لتسريع تطوير حلول 5G الأمريكية.
وقال ديفيد ستابلتون، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون السياسة الصناعية، إنه تم إغراؤهم في الصين بوعود الوصول إلى سوق الـ1.4 مليار مستهلك فقط من أجل سرقة التكنولوجيا الأمريكية بشكل قسري، من ثم تم إجبارهم في وقت لاحق على الخروج من السوق، وهم الآن يتنافسون مع تلك الشركات الصينية نفسها في أمريكا".
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "جوان تشا" الصينية، سيطر التهديد الذي تشكله الصين على الأمن القومي الأمريكي والقدرة التنافسية للشركات في قطاع الاتصالات على مستوى العالم على مناقشة يوم الأربعاء، في مؤتمر BIS 2019، الذي استمر 3 أيام.
ومنذ انعقاد المؤتمر العام الماضي، أصدر الكونجرس قانونا يعزز قدرة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة (CFIUS) على التدقيق ومنع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وهي خطوة أثيرت بسبب القلق بشأن امتلاك الصين التكنولوجيا الأمريكية.
وفي مايو/أيار الماضي، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يطالب فيه باتخاذ إجراءات لمواجهة الخصوم الأجانب الذين يستغلون نقاط الضعف في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات.
وفي اليوم نفسه، وضعت وزارة التجارة الأمريكية شركة هواوي و68 شركة تابعة لها على قائمة الكيانات الخاصة بها، والتي حظرت بيع التكنولوجيا الأمريكية لشركة تصنيع الهواتف الذكية الصينية.
ويمنح الأمر وزارة التجارة مهلة حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول لوضع قواعد لتحديد أي الدول يجب اعتبارها "خصوما أجانب"، وأي منتجات اتصالات سيتم حظرها من السوق الأمريكية إذا تم إنتاجها في تلك البلدان.
وفي خطاب رئيسي في المؤتمر يوم الثلاثاء، قال وزير التجارة ويلبر روس إن واشنطن ستسمح للشركات الأمريكية ببيع التكنولوجيا لهواوي، حيث لا يوجد تهديد للأمن القومي الأمريكي.
وفي غضون ذلك، قال ستابلتون وإيرل كومستوك من وزارة التجارة إن الحكومة الأمريكية ستشجع على مزيد من التعاون مع الشركات في اليابان والمكسيك والهند وأوروبا لتطوير وتصنيع معدات الجيل الخامس، وتعويض الوقت الضائع من قبل المنتجين الأمريكيين الذين حاولوا التوسع في الصين.
وقال كومستوك، مدير السياسة والتخطيط الاستراتيجي بوزارة التجارة، إن شركات التكنولوجيا الأجنبية في الصين "تم تهجيرها في النهاية لأنه بمجرد أن تجلب الشركات الصينية القدرة التنظيمية لبلدهم فإن لديهم 1.4 مليار مستهلك سيشترون منتجاتهم، ومن ثم تتوسع إيراداتهم، وتزداد عمليات البحث والتطوير، وبعد ذلك تأتي خطوة الانتشار في الأسواق العالمية".
وأضاف أن قدرة الصين على تطوير منتجات الاتصالات للسوق الدولية بسرعة أكبر من قدرة اليابان في العقود السابقة، وقال "الفرق الرئيسي هو أن اليابان لم يكن لديها 1.4 مليار سوق للاحتجاز كرهينة".
وقال ستابلتون: إن الحكومة الأمريكية تتطلع إلى رأس مال القطاع الخاص، وكيف يمكنها تحسين هذه القدرات بشكل أفضل، مشيرا إلى أن الحكومة الأمريكية أنفقت مبلغ 125 مليار دولار أمريكي في مجال البحث والتطوير العام الماضي.
ويعد تطوير تقنية 5G استراتيجية ذات أولوية عالية للحكومة الصينية، مع أهداف تحيط بتطوير الاتصالات المتقدمة، والتي تتضمن في كل من الخطة الخمسية الاقتصادية الحالية والاستراتيجية الصناعية "صنع في الصين 2025".
وتنص الخطة، وهي مخطط لدعم الحكومة للصناعات ذات التقنية العالية، على أن تقنية 5G هي واحدة من المجالات التي ستحقق فيها الصين اختراقات، وتجد نفسها في صدارة المنافسة العالمية.
كما تعهدت بكين بزيادة دعمها وتخصيص الموارد المالية لشركات التكنولوجيا في أعقاب الإجراء الأخير الذي اتخذته واشنطن لمنع مبيعات هواوي من الشركات الأمريكية.
وبينما لا يُعرف سوى القليل عن مدى ترجمة الدعم الحكومي للتقدم في تقنية 5G إلى منح مالية، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن بكين تدعم بنشاط هواوي، وهو ما نفاه الرئيس التنفيذي للشركة.
وجد تقرير حديث صادر عن وكالة فرانس برس دليلاً على أن شركة هواوي تلقت 11 مليار يوان (1.6 مليار دولار أمريكي) في شكل مساعدات خلال العقد الماضي، جاء أكثر من نصفها في شكل "منح حكومية غير مشروطة"، تقديراً لمساهماتها في التنمية والتكنولوجيا في الصين.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xMzQg
جزيرة ام اند امز