إيران تنادي في ظهر غروسي.. "لا اتفاق على إعادة المزيد من المراقبة"
بعد ساعات من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران قدمت لها تطمينات بالتعاون في رقابة برنامجها النووي، يبدو لطهران رأي آخر.
فلم تمر ساعات قليلة على عودة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي من طهران بعد سلسلة لقاءات أجراها مع كبار المسؤولين الإيرانيين من بينهم مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، والرئيس إبراهيم رئيسي، حتى نفت طهران على لسان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية بهروز كمالوندي، السماح للوكالة التابعة للأمم المتحدة، بمزيد من "أنشطة التحقق والمراقبة".
ورفض بهروز كمالوندي في حديث مع وكالة أنباء "إيرنا" الرسمية بعض ما وصفها بـ"المزاعم" حول الوصول إلى الأشخاص والعلماء النوويين الإيرانيين، وقال: "لم يكن هناك نقاش أو اتفاق بشأن تركيب الكاميرات".
وأرفد بالقول: "خلال اليومين اللذين كان فيهما غروسي والوفد المرافق له في إيران، لم تُطرح مسألة الوصول إلى الأفراد، ولم يُكتب أي نص يشير إلى هذه المسألة... بالطبع، حتى لو تم تقديم مثل هذا الطلب، فإننا سنعارضه بالتأكيد".
وينافي هذا التصريح الإيراني ما ذهب إليه غروسي في مؤتمر صحفي لدى وصوله إلى مطار فيينا، حين قاله إنه "من المفترض أن تتيح إيران الحصول على المعلومات ودخول المواقع والتحدث إلى المعنيين".
وأشار المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بخصوص الاتفاق مع الوكالة للوصول إلى الأماكن الثلاثة التي تريد الوكالة تفتيشها: "لم يكن هناك نقاش حول مقدار الوصول غير المقيد إلى الأماكن الثلاثة المزعومة، وبالنظر إلى إمكانية الوصول السابقة إلى هذه الأماكن، فلا داعي لمزيد من الوصول، ولم تقدم الوكالة مثل هذا الطلب حتى الآن".
وقال كمالوندي إنه "لا يوجد اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإعادة تركيب كاميرات الوكالة في المنشآت النووية، كما أن وصول الوكالة إلى الأشخاص في المراكز النووية غير صحيح"، مشيراً إلى أن "اتفاقياتنا ليست ضد قانون البرلمان الإيراني الذي تم التصويت عليها عام 2020".
لكنه أكد على رفع عمليات الفحص والتفتيش الخاصة بمنشأة فوردو النووية الواقعة وسط البلاد من 8 حالات إلى 11 حالة بسبب ارتفاع مستوى تخصيب اليورانيوم.
واتفقت الوكالة ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية على ثلاثة محاور للتفاعل والتعاون، وحماية القضايا المتعلقة بثلاثة مواقع وتفويض طهران الطوعي لمزيد من أنشطة التحقق والمراقبة.
وأصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية بيانًا مشتركًا في ختام زيارة رافائيل غروسي التي استمرت يومين.
وفي إشارة إلى اجتماع غروسي مع مسؤولي إيران، قال البيان إن "إيران ستفوض طواعية الوكالة للقيام بمزيد من أنشطة التحقق والمراقبة".
وأوضح البيان أنه سيتم الاتفاق على طريقة تنفيذ مزيد من أنشطة التحقق والمراقبة في اجتماع فني سيعقد قريبا في طهران.
ووافقت طهران على تقديم مزيد من التفسيرات والمعلومات للوكالة حول اكتشاف جزيئات اليورانيوم في ثلاثة مراكز غير معلنة.
ويقيّم هذا البيان بشكل إيجابي نتائج اجتماعات غروسي مع سلطات إيران ويقول إن "الأطراف تعتقد أن التفاعلات القادمة يمكن أن تمهد الطريق لاتفاقيات أوسع بين الدول الأعضاء".
ولم يذكر البيان المشترك مسألة العثور على آثار يورانيوم بنسبة 84% في منشآت إيران النووية، وهو ما أقرته الوكالة أيضا.
وبعد عودته إلى فيينا، قال رافائيل غروسي في مؤتمر صحفي إن طهران وافقت على إعادة تركيب كاميرات المراقبة في عدة مواقع وزيادة عمليات التفتيش.
وكانت الوكالة قد حذرت في وقت سابق من أن التخصيب في إيران اقترب من مستوى القنبلة النووية.
وقال محمود عباس زاده مشكيني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، عن زيارة غروسي لطهران، "إن هذه الرحلة ليس لها نتائج وليست في مصلحة إيران لأن غروسي استخدم المعلومات التي قدمتها إيران من أجل الشفافية وإزالة شكوك الأطراف".
ومن المقرر أن يعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا بشأن أنشطة إيران النووية اعتبارا من غد الإثنين.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg جزيرة ام اند امز